أصحاب البشارة

يصطف العديد من الطلبة في وجل، حاملين آمالهم بالحصول على أعلى التقييمات بدرجات أعمال السنة عن أعمالهم التي أنجزوها، طيلة القسم الأول من العام الدراسي للعام 1995- 1996 أمام م.ج أستاذ إحدى المواد الدراسية التمهيدية لمهارات التصميم ودراسات الطبيعة الصامتة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان.

القلق يزيد لديهم والتجهم يرتسم بشكل مطرد على ملامح وجه ذلك الأستاذ الذي يعلوه القليل من الشعر المصطبغ باللون الأبيض، ومفرق عينيه الغاضب إلى انفعالاته وردود أفعاله العشوائية وغير المبررة أحيانا.

يصل قطار التقييم عند محطة الطالب ع.أ بوجه واثق مبتسم يقدم الطالب المتفوق المجتهد أعماله المتميزة بشهادة الأستاذ.

يصيح الأستاذ غاضبا ومتجاهلا أعماله المقدمة: "حضرتك حالقلي كابوريا وبتضحك أبقى خلي الحلقة تنفعك لما تشيل المادة"، ليرسب الطالب المتفوق بها بالفعل، حاملا إياها فوق كاهله للعام المقبل.

باذلا ثمنا ليس بالهين، نظرا لثقافته الجريئة والغريبة في اعتناق بعض الأفكار واللجوء لقصات الشعر الغريبة، التي كانت سائدة بين الشباب واستمرت لسنوات بعد الشغف والتعلق بشخصية ابن البلد في فيلم "كابوريا"، والتي قدمها الراحل العظيم أحمد زكي، ورسمها على هذا النحو المبدع خيري بشارة أمام الكاميرا، والمكرم حاليا، تنتهي تلك المأساة.

 

*لمطالعة حوارات ومقالات وشهادات أخرى حول خيري بشارة، تابعوا الملف الخاص به، والمنشور بالعدد الجديد من "مجلة روزاليوسف".