عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ولاء الدين بدوى يكتب: مذبحة الكبارى التاريخية التراثية

ولاء الدين بدوى يكتب: مذبحة الكبارى التاريخية التراثية
ولاء الدين بدوى يكتب: مذبحة الكبارى التاريخية التراثية

فى الدول التى تحترم آدمية الانسان، وتسعى للحد من التلوث، سمعا وبصرا وهواءا، لن تجد اعلاناً يشوه طريقك، ويقتحم سيارتك وعينيك رغما عنك.. ولكن هذا يحدث فى القاهرة فبعد التلوث البصرى على الحوائط، والكبارى ووسائل النقل، ابتكر المعلنون طرقا أخرى ليضعوا إعلاناتهم، ومنها عمارات ومبان للاعلانات فقط، سوف تجد عمارة غير مأهولة، ولن تكون جاهزة للسكن، ولكنها أقيمت لترتفع وتكون مكانا ملائماً لوضع الاعلانات عليها، على الواجهة، أو فوق الأسطح من كل الاتجاهات، مما يدر على صاحب المبنى مئات الآلاف من الجنيهات وربما الملايين، من تأجير الواجهة أو السطح للمعلنين خاصة فى الأماكن الحيوية، وما يحيط بالكبارى بوسط القاهرة، وتظل العمارة بلا سكان، وكأنها أقيمت لخدمة الاعلانات فقط بالرغم من أزمة الاسكان التى تعانيها القاهرة.. وقد يكون صاحب العمارة محقا فيما يفعل، ولكن أين القرارات والقوانين التى تنظم اعلانات الطرق والمساكن، وهل يتم تفعيلها كما يجب؟ أم أن كل صاحب قطعة أرض يستطيع أن يقيم مبنى للاعلانات فقط ليظل غير مكتمل البناء والتشطيب، بما يزيد من تفاقم أزمة الاسكان.. ومن أموال المعلنين .



كان عبور النيل قبل إقامة الكباري الحديدية الأولى عليه ( في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ) يتم بواسطة المراكب الشراعية أساسا وبواسطة كباري من وصلة واحدة عبارة عن مراكب متراصة مربوطة بعضها ببعض (كما حدثنا المقريزي) تربط ضاحية (مصر القديمة) آنذاك بطرف جزيرة الروضة ، ومنها إلى بلدة الجيزة ، ولكن تلك الكباري كثيرا ما كانت تنقطع بسبب شدة تيار الفيضان أو تلف أجزائها.

وقد بدأت حركة إنشاء الكباري بمصر في عام 1856 ببناء كوبري(بنها )في عهد الخديوي سعيد باشا ، والذي أعيد إنشاؤه عام  1894م أما أول كوبري يشيد على نيل القاهرة ، فهو كوبري " قصر النيل "،الذي بدئ في إنشائه عام 1868م فى عهد الخديوي إسماعيل باشا الذي حلم بأن يجعل من مصر علي وجه العموم والقاهرة علي وجه الخصوص قطعة من أوروبا. ودفعه ذلك إلي التوسع في إنشاء الطرق والأحياء الجديدة والكباري.

 وقد اتجه تفكير الخديوي إسماعيل لإنشاء سلسلة من الكباري لتيسير العبور وتسريع حركة العمران. وكان أولها كوبري قصر النيل، الذي كان بداية لمجموعة من الجسور أنشئت علي النيل للربط بين القاهرة والجزيرة والجيزة ، أنشئت لتخفيف الضغط عن كوبري " قصر النيل".

 

 

كوبري قصر النيل

يقع بالقرب من ميدان التحرير بالقاهرة ، ويعد أول كوبري أنشىء في مصر للعبور على النيل ، ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلي الكوبري المصنوعة من البرونز.

بدئ في إنشائه عام 1869 م في عهد الخديوي إسماعيل حيث اصدر أمرا عالياً إلى نظارة الأشغال عام 1865 م بإقامة كوبري يصل بين القاهرة والجزيرة بتكلفة 113 ألف و 850 جنيها مصريا ، وقامت شركة فرنسية ببنائه ، ليكتمل بناؤه في منتصف عام 1871م  بطـول ( 406 أمتار ) وعـرض ( 10,5 أمتار ) منهــا (2,5 أمتار ) ، للرصيفين الجانبيين وطريق بعرض (8 أمتار.

وقد أصبحت الأسود الأربعة المقامة على مداخل الكوبري جزءًا أساسيًا من تصميمه ، وهى تماثيل مصنوعة من البرونز تم تصنيعها في فرنسا ، وسمح الكوبري بنقل البضائع والأشخاص بشكل أكثر سهولة، وساعد في حماية أصحاب المراكب والصيادين من مياه النيل في أوقات الفيضان.

ولم يكن العبور علي الكوبري عند إنشائه مجانيا ، ففور إتمام البناء ، اصدر الخديوي إسماعيل مرسوماً يقضي بوضع حواجز علي مدخلي الكوبري لدفع رسوم عبور نشرت تفاصيلها في جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 27 فبراير 1872 بعد مرور 17 يوما من افتتاح الكوبري.

وكان الهدف من فرض تلك الرسوم هو أن تستخدم لتغطية تكاليف الصيانة وتكاليف الإنشاء .  وتقرر فرض رسوم عبور حسب نوع المار بالجسر. وفي نهاية القرن العشرين أصبح الانتقال عبر الكوبري بدون رسوم

وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبري تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول حيث قد قام بوضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932م إحياء لذكرى والده ، وأطلق عليه اسم (كوبري الخديوي إسماعيل) ويبلغ طول الكوبري (382 مترا) - وعرض الكوبري (20 مترا) بتكلفة بلغت 291,955 جنيها ، وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه في مارس عام 1933م.  وهو الكوبري الموجود حتى الآن.

وبعد قيام ثورة يوليو 1952م تم تغير اسم الكوبري إلى كوبري قصر النيل نسبة إلى القصر الذي كان مشيدا على الشاطئ الشرقي في هذا الموقع والذي أقيم لإحدى كريمات محمد على باشا وأطلق عليه [ قصر النيل ] لوقوعه على شاطئ النيل. لمجاورته لقصر نازلى هانم الذى بناه محمد على لابنته على ساحل النيل.

ويتوسط كوبري قصر النيل قلب القاهرة ويطل على أشهر معالمها برج الجزيرة والأوبرا وجامعة الدول العربية والفنادق الكبرى وحديقة الأندلس ،و كان للكوبري الفضل في تطوير منطقة الجزيرة حيث بدأ تعميرها علي نطاق واسع كما سهل الكوبري التجارة بين الوجه القبلي والقاهرة وجعل الانتقال من الجيزة إلي القاهرة سهلاً كما حمي أرواح المصريين من مخاطر عديدة نتيجة الفيضان.

 

 

كوبرى امبابة

وهو يسمى أيضا بكوبري “قطار الصعيد”، وهو جسر حديدي يقع شمال القاهرة على نهر النيل ويربط بين القاهرة والجيزة (يربط بين حي بولاق أبو العلا وروض الفرج ، بحي إمبابة بالجيزة) بواسطة حارتين للسيارات ، وممرين للمشاة ، وخط سكة حديد للقطارات القادمة من الصعيد للقاهرة ، والذاهبة من القاهرة للصعيد ، ويعتبر محورا رئيسيا لهيئة سكك حديد مصر لأنه الوحيد على خط الصعيد الذي يمر فوق نهر النيل.

وقد نفذه المهندس الفرنسي جوستاف إيفل"هو مهندس ومعماري فرنسي، ولد في 15 ديسمبر 1832، وتوفي في 27 ديسمبر 1923 عن عمر يناهز 91 عاما.

اشتهر بتصميم المنشآت المعدنية - سواء كانت كباري أو سكك حديدية - لكن أشهرها علي الإطلاق كل من تمثال الحرية في نيو يورك ....وبرج إيفل - الذي حمل عنه اسمه منذ عام 1889 وحتي يومنا هذا

قام إيفل بإنشاء أالجسر المُعلق في حديقة حيوان الجيزة و التي كانت جزءا من حديقة إسماعيل باشا، وقام ببناء الكوبري بها قبل أن يخصص جزءا من قصره لتصبح حديقة حيوان ، وافتُتح رسميًا عام 1892م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ، وكان يبلغ طوله ‏495‏ مترًا ، ودخلت عليه تعديلات ونقل جزء منه إلى دمياط وهو المعروف الآن بكوبري دمياط في العام 1927م.  ويشاع ان الى نفذ كوبرى امبابة هو الامريكى ترامبلى ولكن بالرجوع الى المصادر التاريخية والوثائقية وخاصة كتاب أمين باشا سامى تقويم النيل  يثبت ان الذى انشأ كوبرى امباة هو المهندس الشهير جوستاف أيفل .

 

 

 

كوبري بولاق أبو العلا  (كوبري الزمالك حاليا )

يقطع نهر النيل ويربط بين حي الزمالك وحى بولاق أبو العلا ، بدأت أعمال تشييده في عام 1908 م وافتُتِح عام 1912م ، شركه إنشاءات فرنسيه اسمها(فيف ليل)، وقد اغلقت هذه الشركة في الخمسينيات. و قام بتنفيذ الجزء المتحرك من الكوبرى شركه امريكيه هي شركه (شيرزر). و عند افتتاحه كان هذا الكوبرى يفتح من نصفه حتى تستطيع السفن التجارية ذات الصارى العالى ان تمر منه. و قامت شركه المقاولون العرب بتفكيكه عام 1998م وذلك لبناء كوبرى الزمالك الجديدوالمهندس المسئول عن بناء هذا الكوبرى. المهندس " وليام شيرزر الأمريكي والتنفيذ كما تفضلتم لشركه فرنسية. اما الكوبري الذي هو من تصميم ايفل هو كوبري إمبابة القديم سنة ١٨٩٢م و تم تفكيكه بعد انشاء كوبري امبابه الحالي .

وعند افتتاحه كان يفتح من نصفه حتى تستطيع السفن التجارية ذات الصواري العليا أن تمر منه، و وفككته شركة المقاولون العرب عام 1998 لبناء كوبري الزمالك الجديد من الأسمنت المسلح، ليرقد حديد كوبري بولاق أبو العلا حاليًا تحت كوبري الساحل بروض الفرج.

فى عام 1998م عندما أرادوا ذبح كوبرى أبو العلا الذى كان يربط بولاق أبو العلا بالزمالك ليقيموا كوبرى 15 مايو؛ .. أزالوا كوبرى أبو العلا وتاريخه، ولايزال متروكا كالخردة يعلوه الصدأ ويتآكل مع مرور الأيام.. وسوف يحدث مع شقيقه كوبرى امبابة نفس الشيء.

التاريخ يتراجع بجماله وتصميمه ليحل مكانه أعمدة الحديد والأسمنت بكبارى جامدة.. ومن الشائع ان كوبرى ابو العلا صممه المهندس المعمارى جوستاف أيفل ولكن بالرجوع الى المصادر التاريخية وقصة كوبرى ابوالعلا كما وردت فى كتاب امين باشا سامى تقويم النيل

ان الكوبرى انشىء بواسطة شركة فيف ليل وهى نفس الشركة التى انشات كوبرى الزمالك وبدىء فيه عام 1908م وفتح عام  1912م.  

وكانت تكلفه فكه اربعه ملايين جنيه مصري. وحاليا يرقد حديد الكوبرى تحت كوبرى الساحل بروض الفرج على امل ان يتم تجميعه ثانيه امام مركز التجارة العالمى بشكل موازى للنيل كديكور.

 وقيل وقتها ان كوبرى أبو العلا الحديدى المفكك سيقام مرة ثانية أمام مركز التجارة العالمى لربط القاهرة بكورنيش النيل الغربي، ليكون مزارا سياحيا، ومرسما للفنانين التشكيليين ومنذ 26 عاما وبقايا كوبرى أبو العلا تئن من الصدأ والاهمال ليذهب الوعد أدراج الرياح، ويواصل الكوبرى الذى أنشيء عام 1912م  موته البطيء.

 

 

كوبري الجلاء

عُرف بكوبري الإنجليز سابقًا ، وبعد ثورة يوليو 1952 م أطلقوا عليه كوبري الجلاء. أنشئ عام 1914 م، ليُقابل كوبري قصر النيل من ناحية الفرع الغربي. ويبلغ طوله 145 مترًا، وعرضه 19 مترًا، وجاء نبأ إنشائه في جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 13 فبراير 1872م.

 

 

 

كوبري عباس - كوبري الجيزة حاليا

يربط بين القاهرة والجيزة ويبعد عن كوبري قصر النيل بـ 3 كيلومترات فقط ، وهو من أكثر الكباري المصرية قربا إلى قلوب الناس ، ورغم صغر حجمه وضيقه ، مقارنة بالكباري المجاورة . حيث يعد المكان الذي شهد نضال الشعب المصري ضد الاحتلال الإنجليزي ، كذلك كان شاهدا على النضال الوطني والحركات الطلابية لقربه من جامعة القاهرة التي تعد من أكبر الجامعات في الوطن العربي

وكان من أكثر المواقف التي شهدها كوبري عباس موجة الغضب التي اجتاحت الطلاب في عام 1935م بعد أن أدلى السير صمويل هور بتصريح أكد فيه عدم جدوى إعادة دستور 1923-1930 م، وكان ضد رغبة مصر بالإجماع ، حيث انفجرت مظاهرات طلابية.

وعندما اندفعت حشود الطلاب لتجتاز كوبري عباس لتصل إلى قلب العاصمة ترصدها البوليس وأطلق عليها النيران ، وفي العام التالي شهد كوبري عباس مظاهرات أكثر ضراوة شارك فيها طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة وسقط منهم عدد من الضحايا.

 

 

كوبري الجامعة

هو أحد أهم الكباري في القاهرة ، انشىء عام 1957 م في المنطقة بين كوبري قصر النيل وكوبري عباس،  يبلغ طوله حوالي 450 متراً. ويصل هذا الكوبري بين شاطئي النيل.

ويعد من أهم الكباري بالنسبة إلى وسائل النقل لاتصاله بشارع شارل دي جول المؤدي إلى نفق عباس ثم إلى شارع البحر الأعظم ، وشارع نهضة مصر المؤدي إلى شارع الجامعة ومن ثم إلى ميدان الجيزة .

على الرغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده مجال المعمار والطرق والكباري فى العالم  الا اننا ما زالنا ندفن رؤوسنا فى الرمال غير مستغلين هذا الارث التراثى الفريد الذى بنى وصمم عندما كانت مصر تعرف الذوق والحضارة والتاريخ وترك لنا اسلافنا هذه المبانى بشتى انواعها لتعطيى لنا دروسا على انعدام الذوق الذى وصلنا له الان من عدم الاهتمام بها وبصيانتها الدورية ورغم ان العالم يتقدم فى شتئ المجالات مما يسهل علينا هذا التقدم الاهتمام حتى تكون هذه الكبارى مزارات سياحية عالمية تحكى تاريخها بمعلومات بسيطة وصور قديمة لهذه الكبارى سواء فى بدايتها او نهايتها مثلما يوجد فى جميع دول العالم ؛ ولكن الحضارة لا تعطى الحضارة تبنى ونحن شعوب تعودنا على عدم التفكير او الابداع لهذا اصبحنا فى مؤخرة العالم ومن يفكر ان يبدع او يبتكر شئ جديد يحارب من اشرار المهنة الواحدة او من اصحاب المصلحة والنفوس الخبيثة انقذوا تراثنا بشتى انواعه وكوبرى ابوالعلا  خير دليل على الاهمال والتراخى ولا نعلم من المسئول ؟؟؟

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز