عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"فتات الحياة".. مَنْ لأسرة "حامد" غير الله

"فتات الحياة".. مَنْ لأسرة "حامد" غير الله
"فتات الحياة".. مَنْ لأسرة "حامد" غير الله

كتب - السيد علي

تصوير: سهيلة وائل



 

من لهم غير الله؟! سؤال يطرق باب عقلك، فور مشاهدتك لحامد وأسرته يقتاتون من فتات الحياة، هي المأساة التي تفوق قسوتها رائعة فيكتور هيجو، "البؤساء".

فلاح بيسط يجاهد للنجاة من مخالب الفقر، فإذا بأنياب المرض تُغرس في عنقه، فيصرخ وزوجته طلبًا لنجدة حكومة أو فاعلي خير، بلا مجيب، فتشاركه زوجته الصراخ لعل صرخاتهم تجد آذانا صاغية.

 

 

آذان "بوابة روزاليوسف" التقطت صرخاتهم، وفي منزل يخلو من أبسط مقومات الحياة ــ جدران منخفضة مجرد بعض "الطوب" المتراص، وحصيرة و"كنبتين" ــ التقت الأسرة البائسة.

"ليتني أنا المريض، كانت المعاناة ستكون أهون عليّ وعلى زوجتي" يقول حامد، فالمرض الذي سكن جسد طفليه، جعله يكابد المعاناة، يولد الطفل معافى، وبعد عام ونصف العام فقط يفقد البصر، ينتظر الطفل أن يحبو ويتحرك على قدميه، إلا أنه يعجز عن الحركة، يبحث عن العلاج فلا يسعفه الحال، فالفقر يقيده، يذهب للمستشفيات العامة فلا يجد لحالة طفليه علاجا، ما بين البحث عن قوت أسرته ومساعدتهم على الحركة لإطعامهم وقضاء حوائجهم، يعاني كل دقيقة. 

 

 

ما أكثر قسوة وإيلامًا من أن يكون منتهى الطموح، وغاية التمني بالنسبة لهذين الطفلين أن يكونا صورة من ابن خالتهما محمود؟!

محمود – 22 سنة – لا يستطيع أن يسقي نفسه شربة ماء، أو أن يفعل أي شيء دون مساعدة من أحد، يحتاج مرافقا على مدار اليوم، أصيب بضمور في المخ قبل 12 سنة، ويأمل في الخلاص، إما بمساعدة تمنحه فرصة السفر والعلاج أو بالموت، يقول: "أنا أتعبت كل من حولي، حتى وأنا نائم لا بد أن يكون أحد بجانبي كي يساعدني في قضاء حاجتي".

 

 

الطفلان، أحمد وأدهم حامد إبراهيم، أصيبا بنفس مرض ابن خالتهما، ضمور في المخ، لكن في مرحلة أكثر خطورة منه، أحمد وصل 4 سنوات، وفقد بصره، إضافة إلى أنه لا يستطيع الحركة، وأدهم، 3 سنوات، ويكاد يكون نسخة طبق الأصل من أحمد.

الأب، حامد إبراهيم، فلاح يقتات من العمل باليومية، أجير، يعيش فى قرية المرازيق، مركز البدرشين بالجيزة، تزوج من ابنة عمه مثلما يحدث في الأقاليم، "رغم المثل الدائر بأن زواج الأقارب عقارب"، إذ ينتج عنه أطفال مشوهون، مصابون بأمراض صعبة، وأحيانا عصية على العلاج، وهي واحدة من الظواهر المرعبة، والتي تحتاج إلى توعية ومقاومة مستمرة.

 

 

الأب ذهب بالطفلين إلى عدد كبير من الأطباء، استدان مبلغا كبيرا، بالنسبة لحالته، زاد على 20 ألف جنيه، ولا يعلم كيف يمكنه رده، أملاً فى علاج الطفلين.

الأطباء شخصوا الحالة بضمور بالمخ، وآخرون شخصوها بنقص أكسجين، وسواء كانت هذه أم تلك، فإنه لا علاج للطفلين في مصر.

 

 

أجر الأب الذي يعمل باليومية، لا يكفي الاحتياجات العادية للأسرة، فضلا عن أنه مضطر في أغلب الأيام لأن يبقى في البيت، ليساعد زوجته في العناية بالطفلين، اللذين يحتاجان عناية فائقة، والأم لا تستطيع المواصلة طوال اليوم.

حامد وزوجته، طالبا أصحاب القلوب الرحيمة بمساعدتهما فى علاج الطفلين، حيث قالا: "لا نريد شيئا من الدنيا، إلا أن نرى أحمد وأدهم  متعافين، ويمارسان حياتهما مثل باقي الأطفال".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز