عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كرويف ضيع حلم الطواحين الهولندية

كرويف ضيع حلم الطواحين الهولندية
كرويف ضيع حلم الطواحين الهولندية

كتب - محمد عبد الخالق

يظل غياب النجم الهولندي يوهان كرويف من بين أكبر ألغاز مونديال كأس العالم في الارجنتين 1978، الهولنديون حتى الآن مازالوا مؤمنون بأن كرويف وحده كان قادرا على أن يحقق البطولة التي تعاند الطواحين الهولندية.



صحافة هولندا اكدت أن أمريكا استخدمت مخابراتها للضغط على معظم الفرق القوية لغياب أبرز النجوم عنها لتمهيد الطريق للأرجنتين للفوز باللقب فقد غاب عن هولندا كل من: كرويف وهانجيم ورود جيلز وجونى دوسبابا، وغاب عن ألمانيا: بيكينباور وجيرد مولر وبرايتنر ونتزر.

حجة رفض كرويف السفر للأرجنتين لرفضه الانقلاب العسكرى في الارجنتين غير مقنعة، رغم انضمامه لصفوف فريق برشلونة ايقونة اقليم كتالونيا الذي ضمه الديكتاتور "فرانكو" بالاكراة لإسبانيا.

كرويف نفسه فى حوار تلفزيونى كشف الحقيقة عندما اعلن إنه تلقى أكثر من تهديد بالخطف إذا ذهب إلى الأرجنتين، وأنه تعرض هو وعائلته بالفعل لمحاولة اختطاف فاشلة في برشلونة ما أدى لاعتزاله دولياً.

 

 

وأكد في الحوار ذاتة أن اللعب في كأس العالم يتطلب التركيز 200% وأن هناك لحظات ترى فيها أن في الحياة أمور أكثر قيمة وبالتالى فإن غياب كرويف كان سياسيا.

بقدر كبير من الثقة يمكننا القول أن بطولة كأس العالم (الأرجنتين 78) لم تكن بطولة رياضية خالصة، بعدما كشفت السنين أن مبارياتها في المستطيل الأخضر كانت توازيها في الوقت نفسه مباريات أخرى في الغرف المغلقة، فقد شهدت هذه البطولة أقصى درجات امتزاج السياسة بالرياضة، اذ  لم يلق اختيار الأرجنتين لاستضافة البطولة قبولا من عدد كبيرة من الدول، وشهدت البطولة تهديدات بالمقاطعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بعد الانقلاب الذي سيطر على الأرجنتين في 24 مارس  1976، الذي يعد واحدا من أكثر خمسة انقلابات عسكرية دموية في التاريخ.

 

 

لكن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها رأي آخر، فقد دعمت فوز  الأرجنتين البطولة، حيث اتفق هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا مع الديكتاتور الأرجنتينى خورخى رافايلا فيديلا - كانت تربطهما صداقة قوية - على أن يساعده فى فوز الأرجنتين باللقب كى يتمكن أكثر من السيطرة على البلاد.

وفيما بعد أكدت وثائق سرية أمريكية أن لقاء تم بين هنرى كيسينجر والعميل الأرجنتينى لأمريكا جوزيتى يوم السادس من يونيو 1976 يؤكد فيها كسينجر أن أمريكا ستدعم فوز الأرجنتين بالمونديال أى قبل المونديال بعامين كاملين.

 

 

ومن الروايات التي أكدها بعض الكتاب الوثائقيين أن كيسينحر دخل غرفة خلع ملابس منتخب بيرو، وطلب منهم الهزيمة أمام الأرجنتين بنتيجة كبيرة كى لا تجتاح الأرجنتين بلادهم ، وقد اعترف لاعبوا بيرو بعد ذلك بأن المباراة لم تكن نظيفة، وكان فوز الأرجنتين هو ما تحتاجه للوصول لنهائى المونديال ضد هولندا وإقصاء البرازيل بعد تغلبها في الجولة الأخيرة على بولندا.

انتهى الشوط الأول بين الأرجنتين والبيرو بنتيجة 2-0، لكن بعد الاستراحة، استطاع الأرجنتين تسجيل 4 أهداف لتتأهل للمباراة النهائية!!

 

 

تلك المباراة أثارت الجدل حول وجود تلاعب في نتيجتها ورشاوي للاعب المنتخب البيروبي، ومساومة الحكومة البيروبية على محكومين لدى الأرجنتين للإفراج عنهم وإعادتهم إلى بيرو مقابل خسارة بيرو المباراة ستة أهداف، واتهم العديد من لاعبي المنتخب البيروبي بالتلاعب، لكن أشهرهم كان حارس المنتخب، بعد توارد أنباء عن وجود حسابات له في بنوك ارجنتينية، كما كان منتخب الأرجنتين يلعب مبارياته ليلاً، بعد جميع المنتخبات بعد معرفة نتائج الآخرين، ومنعاً لتكرار ما حدث في هذه البطولة، أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في بطولة 1982 لعب المباريات المهمة كلها في وقت واحد لتجنب التلاعب في المباريات.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أكد خلال زيارته للأرجنتين في مارس 2016 أن بلاده تعلمت الدرس من أخطاء الماضي، من بينها التورط في انقلاب الأرجنتين، وتعهد بكشف ملفات سرية تتعلق بدور بلاده في هذا الانقلاب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز