عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شرين إحسان تكتب: شعب "متفشخر"بطبعه

شرين إحسان تكتب: شعب "متفشخر"بطبعه
شرين إحسان تكتب: شعب "متفشخر"بطبعه

مين فينا مش بيقلب بين القنوات الفضائية و تجذبه  بين الحين و الآخر قناة ماسبيرو زمان من باب الحنين لأيام زمان و برامج و مسلسلات زمان  الجميلة و اشتياق للحظات المتعة و الانبهار التى كنا نعيشها فى الصغر و ما تحمله الينا من عبير و عطر الماضى الحبيب .



المهم منذ ايام كنت بقلب بالريموت بين القنوات حتى استقر الريسيفر على قناة ماسبيرو زمان  شاهدت  برنامج ثقافى أبيض و اسود بعنوان "قصة مصر " رغم تواضع الامكانيات وقتها الا ان البرنامج كان ثريا بالمعلومة الثقافية المفيدة المقدمة سواء من خلال حديث المذيعة او التمثيلية الدرامية التى تقدم  كأحد فقرات البرنامج و يدور مضمونها كل مرة حول موضوع الحلقة .

 موضوع الحلقة  كان عن قصة العالم الفرنسى شمبليون و حكايته  مع أكتشاف و فك رموز حجر رشيد والمعاناة التى لاقاها هذا العالم على مدى سنوات طوال من أجل فك رموز الحجر , كان يقوم بدور شمبليون فى التمثيلية الفنان محمود الحدينى و أظهرت التمثيلية مدى شغف و اصرار هذا العالم  لفك  طلاسم هذا الحجر و كيف كان يواصل الليل بالنهار دون طعام حتى انه كان يسقط مغشيا عليه فى بعض الاوقات بسبب الارهاق و عدم تناول الطعام  حتى توصل اخيرا الى هدفه .

الكل يعلم تماما اهمية هذا الاكتشاف العظيم فى معرفة اللغة الهيروغليفية و فتح الباب لكشف أسرار الحضارة المصرية القديمة التى مازال الكثير منها لم يتكشف حتى يومنا هذا,و ألغاز و أسرار كثيرة مازالت محيره لعلماء الغرب المولعون بها  و لما لا ؟ انها الحضارة الوحيدة التى  لها علم يحمل اسم "المصريات". فكم تحظ حضارتنا العظيمة بالاحترام و التقدير من قبل العالم نتمنى ان تحظ نصفها من قبل المصريين انفسهم و الا يتوقف الأمر عند مجرد الفخر او "الفشخرة "ان صح التعبير بعبارة "احنا سبعة آلاف سنة حضارة " .

ومن ماسبيرو زمان نقلت على فضائية أخرى فكان الخبر بيقول أعلان  فريق بحثى "مصرى –يابانى- فرنسى" عن اكتشاف فراغ يبلغ طوله 30 مترا فى هرم خوفوا  بحجم الطائرة باستخدام تقنية  الأشعة الكونية  و نشر هذا البحث فى احدى المجلات العلمية العالمية ,  اثار هذا الاكتشاف  جدلا واسعا بين العلماء حيث يرى بعض الأثريين مثل الدكتور زاهى حواس انه ليس جديدا و انه معروف ان الأهرامات عموما و ليس خوفو وحده تحتوى على مثل هذة التجويفات لتخفيف الأحمال على الهرم و رجح بعض الأثريين ان يكون لهذا التجويف استعمال آخر و قد تكون غرفة لدفن الأثاث الجنائزى للملك خوفو الذى كان يحب فكرة جمع الأشياء المهمة و اعادة دفنها فى مكان غير متوقع .

ويرى آخرون ان هناك تعجل من قبل الباحثين فى نشر البحث مستخدمين مصطلحات دعائية  و ترويجية للمشروع مثل "اكتشاف"و" العثور " فى حين ان البحث مازال فى فترة الدراسة و التحقق من نتائجة  لمعرفة اسرار هذا الأثر الفريد .

وبغض النظر عما أثاره البحث الجديد من حالة جدل الا انه يعكس أهمية الحضارة المصرية القديمة و جهود العلماء المضنية للكشف عن المزيد من أسرارها الخفية  وحاجة كده تخللى الواحد يرفع راسه و "يتفشخر" كمان و كمان انه مصرى و عنده حضارة سبع تلاف سنة .

و كمان تقليبة فى الريموت وقع النظر على اعلان عن منتدى شباب العالم و فكرته الغريبة اللى بتظهر مئات من الشباب من كل الجنسيات و قد تجمعوا حول الهرم و قرروا تسلق الهرم حتى الوصول للقمة و تتفنن الكاميرا فى تصوير الشباب و اقدامهم و هم يصعدون على أحجار الهرم و السؤال هنا ما رأى خبراء الآثار فى هذة الطريقة فى التعامل مع الأثر ؟ و مدى تأثير ذلك على سلامة الأثر و الحفاظ عليه؟ و ما هو المغزى المقصود من فكرة هذا الاعلان ؟ المفروض ان يحمل الاعلان فخر و انبهار بأعظم آثار العالم و أحد عجائب الدنيا السبع و لا أعتقد أن هذا يتحقق و أحجار الأثر تحت أقدام الشباب .

آه صحيح نسيت اقولكم ان لافتات "ممنوع التسلق" باللغتين العربية و الانجليزية منتشرة فى مختلف أرجاء منطقة الأهرامات للحفاظ على الأثر .

بس اللى مش هانسى أقوله ان فى حياتنا لافتات كتيرة و قوانين أكثر مجرد حبر على ورق زيها زى عبارة الفشخرة "احنا سبعة آلاف سنة حضارة ".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز