عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سامح حامد يكتب: كن عظيماً بذاتك مجنونا مع نفسك

سامح حامد يكتب: كن عظيماً بذاتك مجنونا مع نفسك
سامح حامد يكتب: كن عظيماً بذاتك مجنونا مع نفسك

  ليس كل من تعلم الأحرف أتقن الكلام الجميع يكتب، والقليل يقرأ، والنادر يفهم، إن لم تستطع النطق بما هو جميل فالصمت أجمل الإنسان الأنيق في تعامله وحديثة يقتحم أعماق كل من يقابله، ويحظى باحترام الجميع بطريقته فكن بسيطاً تكن أجمل نتجاهل الكثير ليس لأننا لا نرى بل إن القلب ارتوي شبعا مما رأي أصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص وأما أصحاب العقول المتوسطة فيناقشون الأحداث وأما أصحاب العقول الكبيرة فيناقشون الأفكار.



الذوق زهرة لا تنبت في كل الحدائق، كذلك الأسلوب خصلة لا يملكها كل إنسان، ارفع كلماتك ولا ترفع صوتك فالمطر هو الذي ينبت الورد وليس الرعد، مهما حاولت أن تصل للعالم بطيب نيتك ستجد من يسيء الظن بك دائما وأبدا.

لماذا الذوق؟ لأنه سلوك غفل عنه كثير من عوام الناس إلا من رحم ربي، وكثير كذلك من الملتزمين بالدين، فضاعت ذوقيات التعامل، وأصبحنا نرى بيننا سلوكيات يندى لها الجبين، ونجد في حياتنا بعض الشباب لا يوقر الكبير، ولا يحترم الصغير، مع وجود مخزون ثقافي مليء بالمفاهيم والقيم التي تؤكد على أهمية العلاقة الإنسانية، وليس بمفهومها الإداري أو المادي فحسب، بل بمفهومها ومدلولها الأخلاقي ، وهناك قاعدة تبنى عليها قواعد التعامل الأخرى ، وهي قاعدة حسن الخلق.

 ويوضح لنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه قال "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق". وذكر في حديث آخر، إن أول ما يوضع في الميزان ، حسن الخلق والسخاء.

      فلو شاعت الأخلاق في حياتنا، وكانت هي أساس التعامل بين الناس، لنتج عن ذلك أجواء الثقة والتفاهم والألفة وبالتالي التقدم، لان صاحب الأخلاق والذوق يعمل بدافع ضميره، ورقابة الله سبحانه وتعالي، فهو يبتسم صدقة، ويلقي التحية على الناس، فانه بذلك يتبع هدي النبي في إفشاء السلام، وإذا قضى حاجة لأخيه بهمه وسرعة، فانه يقوم بذلك تطبيقاً للتوجيه النبوي الشريف " لان تقضي حاجة أخيك، خير لك من الاعتكاف بمسجدي هذا شهراً".

لتنجح في الحياة فأنت تحتاج إلى أمرين التجاهل والثقة، وهنالك اختلاف بين الحب والإعجاب إذا أعجبتك ورده ستقطفها ولكن إذا أحببتها ستسقيها كل يوم لا تحزن إذا آلمتك الحياة فهي كاﻷم تضرب ابنها مجبرة كي يتعلم في المرات المقبلة يعجبني أشخاص سلاحهم العقل، وليس اللسان، وضربتهم القاضية الصمت، وليست كثرة الكلام كن خفيف النفس لا خفيف العقل هكذا هي الحياة. 

     فلنحرص على حسن الخلق، حتى نرتقي بتعاملنا مع الآخرين. ما أجمل أن  نتحدث بثقة ونمرح بذوق ونطلب بأدب ونعتذر بصدق.  كن عظيماً بذاتك مجنونا مع نفسك وعاقلا مع غيرك

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز