عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

يغور باريس سان جيرمان من وش تميم "يا أبو مكة"

يغور باريس سان جيرمان من وش تميم "يا أبو مكة"
يغور باريس سان جيرمان من وش تميم "يا أبو مكة"

كتبت - اميرة بهاء الدين

هل يلعب الخليفي مع صلاح بطريقة نيمار؟



 

إهدار أموال.. احتكار البث الرياضي.. قضايا فساد.. صفقات بأرقام فلكية.. ومواهب أُسدل عليها الستار.. كلها مشاهد تقمص بها دور البطولة رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، مالك مجموعة قنوات بي إن سبورت القطرية، الذي تصدر المشهد الرياضي منذ سنوات، وأصبح أحد أعمدة كرة القدم بطرق مشروعة وغير مشروعة.

الكل يعلم أنه من الممكن أن تكون هناك أبعاد سياسية عديدة لكل ما يتعلق باسم "الخليفي" باعتباره الذراع الرياضية لتميم، أمير قطر، الداعم للإرهاب بالوطن العربي، لكن الأمر الغامض إلى الآن هل يمكن لتميم استغلال هذه الذراع لتصفية خلافات والرد على ضربات سياسية لم يستطع الوقوف أمامها طويلًا؟

 

في ظل الأزمة الراهنة بين مصر وقطر، التي وصلت لقطع العلاقات منذ يونيو الماضي من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، على خلفية اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية؛ قد يلجأ الخليفي، مدفوعًا برغبة من أسياده في إماراة الإرهاب، لتوجيه ضربة لمصر من خلال ملاعب كرة القدم باستقطاب "فخر مصر" محمد صلاح إلى قلعة باريس سان جيرمان، كنوع من التباهي بالنفوذ وتصدير رسالة واضحة بالقوة والقدرة على فعل أي شيء، لا سيما أنه سبق ونجح في خطف نيمار من برشلونة، غير مبالٍ بالأرقام الفلكية التي دفعها في سبيل ذلك.

سيناريو تفاوض الخليفي مع ليفربول لضم صلاح حتى هذه اللحظة قد يحدث في الميركاتو الشتوي القادم ليطرح أمامنا العديد من الأسئلة:

ماذا لو استغل أمير دويلة قطر الرياضة– باعتبارها أيقونة الشعب المصري– لتصفية حسابات سياسية؟

ماذا لو نجح في خطف "فخر مصر"؟

ماذا لو أصبح محمد صلاح باعتباره الأبرز والأهم والأغلى بمصر خلال الفترة الحالية جزءًا من اللعبة السياسية؟

ماذا لو عرض الخليفي مبلغًا خرافيًا على ليفربول لضم صلاح ووافق الريدز؟!

أسئلة مرعبة قد تُطرح للنقاش، وقد تصبح أقرب للتنفيذ يومًا ما، لكن للإجابة عنها جميعًا، علينا أولًا أن نرصد ونحلل جميع عناصر السيناريو الرهيب.

 

الطموح المجنون

المتابع الجيد لدويلة قطر وذراعها الرياضية، ناصر الخليفي، يعرف تمامًا أنه لا يتردد عن فعل أي شيء يرى فيه مصلحة أسياده في الدوحة، حتى لو كان مخالفًا للأعراف والتقاليد، وإن كان من وراء الأبواب المغلقة أو بسياسة "تحت الترابيزة".

مشهدان رئيسيان كانا الأبرز في سلاسل الخليفي بالفترة الأخيرة، الأول هو القضية الأخيرة على خلفية شبهات فساد في منح حقوق البث التليفزيوني لكأس العالم، والمشتبه فيها رجل الأعمال القطري مع الفرنسي جيروم فالك، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والممنوع 10 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم من طرف "فيفا" في قضايا أخرى، والذي يمكن للخليفي أن يلقى نفس مصيره.

الثاني إنفاقه المجنون والمبالغ فيه لتحقيق رغبات، وربما أغراض، سياسية من خلال كرة القدم، فقد أنفق القطري رقمًا خرافيًا في صفقة هي الأعلى في باريس سان جيرمان والتاريخ؛ لدفع الشرط الجزائي بعقد نيمار لاعب برشلونة بعد هروبه، الذي بلغ ما يقرب من 222 مليون يورو، بجانب الملايين "تحت الترابيزة".

 

 

فبالرغم من نجاحه في جذب كوكبة من نجوم العالم لكن هذه المواهب تحولت إلى سراب داخل أسوار النادي الفرنسي، خاصة في ظل الفشل الأوروبي في تحقيق الألقاب واكتفائه بحصد الألقاب المحلية، مثلا الموهوب الأرجنتيني دي ماريا وما وصل إليه الآن بعدما كان من أفضل لاعبي ريال مدريد وأمهر لاعبي العالم، والمدافع البرازيلي تياجو سيلفا الذي كان يعد من أقوى مدافعي العالم بميلانو وانتهى به المطاف بتواجده على بعد خطوات من أبواب الرحيل عن باريس سان جيرمان بعدما انطفأت موهبته داخل النادي الباريسي، وهناك العديد من اللاعبين قياسًا على نفس المنوال، لكن الغريب بالأمر هو محاولة الخليفي السيطرة على المواهب دون استفادة حقيقية حتى لناديه.

 

 

واستمرارًا لحصد المواهب وحاملي الألقاب اللامعة قد تتجه أنظار الخليفي لمحمد صلاح، مؤهِّل مصر لكأس العالم، والمرشح الأقوى لأفضل لاعب إفريقي، وهداف ليفربول؛ ليكمل سلسلة حلقاته الهزلية.. فهل ينجح الخليفي في الظفر بصفقة محمد صلاح؟!

من الممكن أن يعرض الممول الرياضي القطري مبلغًا قد يصل إلى 200 مليون يورو لشراء صلاح، وهو قيمة تقريبية متوقعة، وبالرغم من ضخامة المبلغ وزيادته على قيمة صلاح التسويقية بنحو 100 مليون يورو، فإنه يعد نقطة في بحر ثروة الخليفي، وقد يدفع الكثير ما دامت الصفقة تستحق المجازفة، وكونها ستصبح مانشيت الصحف الرئيسي لسنوات قادمة.

والسؤال هنا: إلى متى يستمر القطري في ذبح المواهب بالمليارات، وهل يستطيع بالفعل إغراء ليفربول لخطف الفرعون المصري؟

 

رغبة ليفربول

المحور الثاني في هذا السيناريو هو نادي ليفربول الإنجليزي، باعتباره مالك اللاعب وصاحب حق الموافقة أو الرفض في بيعه لأي نادٍ آخر.. لكن يظل السؤال الذي طرحناه سلفًا: هل سيوافق الريدز على بيع أبو مكة لو وصل عرض فلكي من الخليفي؟

نستند هنا للإجابة عن هذا التساؤل لواقعة ليست ببعيدة، عندما رغب برشلونة في الحصول على خدمات البرازيلي كوتينيو لاعب وسط الريدز في الميركاتو الصيفي الأخير، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" وغيرها فإن برشلونة عرض رقمًا كبيرًا يقارب الـ160 مليون يورو على ليفربول، لكن الأخير تحفظ، طمعًا في زيادة العرض، وباءت الصفقة بالفشل.

وفي الصيف الماضي كان كوتينيو هو نجم الشباك في ليفربول، لكن مبدأ التفريط فيه كان مطروحًا بشرط وجود عرض مالي جبار.

موقف ليفربول مع كوتينيو والمماطلة مع البارسا في الصفقة لرفع سعر اللاعب، قد يشير إلى احتمالية موافقة الريدز على بيع صلاح، خاصة أن الأمر مع سان جيرمان مختلف تمامًا في ظل عرض المبالغ الخرافية التي تم الإشارة لها من قبل لإغراء النادي الانجليزي في الاستغناء عن هداف الفريق وفخر مصر.

 

 

موقف أبو مكة

قبل أن ننتقل لموقف صلاح بعد أن أصبحت مفاتيح الانتقال في يده، يجب أن نلقي نظرة سريعة على ما أنجزه اللاعب بالفترة الأخيرة، أو بالأحرى منذ بدء اللاعب مسيرته الاحترافية، فقد حقق صلاح أرقامًا قياسية عالمية في ظل حالة حب وتناغم فريدة بينه وبين الجماهير المصرية، خاصة بعد إحرازه هدف تأهل المنتخب لكأس العالم في شباك الكونغو بعد غياب 28 عامًا، وتصدره المشهد الكروي بمصر.

وأحرز الموهبة المصرية مع ليفربول 7 أهداف في 11 لقاء بالدوري الإنجليزي بالإضافة لتسجيله خمسة أهداف في 6 مباريات فقط بدوري أبطال أوروبا، ويحتل اللاعب المركز الثاني حاليًا في قائمة هدافي الدوري الإنجليزي خلف هاري كين بفارق هدف واحد.

كما حصد ألقابًا عديدة منذ انتقاله لليفربول أبرزها احتكاره للقب أفضل لاعب وأفضل هدف لثلاثة أشهر على التوالي بأغسطس وسبتمبر وأكتوبر، حيث حصل صلاح على 50% بالتصويت الأخير لأفضل هدف بشهر أكتوبر الماضي وهو هدفه في شباك توتنهام.

 

 

لم يتوقف صلاح عند تربعه على عرش "الأفضل" بليفربول، بل تفوق على ميسي ورونالدو "الأفضل في العالم" مرتين، وحصد لقب أفضل لاعب بالجولتين الأولى والثالثة بمرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا، وفقًا للاستفتاء الجماهيري الذي يطرحه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عبر موقعه الرسمي عقب كل جولة بالبطولة.

وتصدر محمد صلاح الصحف الإسبانية أيضا، من خلال الاستفتاء الجماهيري الذي طرحته صحيفة "ماركا" الإسبانية، لاختيار أفضل لاعب يجيد اللعب بالقدم اليسرى في العالم، والذي يحلق فيه صلاح حتى الآن منفردًا بعيدًا عن ميسي وأسينسيو وغيرهما من النجوم بنسبة 74%

 

وعلى الصعيد الدولي يعتبر أبو مكة أقوى المرشحين للفوز بلقب أفضل لاعب إفريقي هذا العام، بعد دخوله في قائمة المرشحين المبدئية للجائزة، والتي تضم 30 لاعبًا.

من ناحية أخرى لا يمكن أن نغفل لصلاح التزامه الخلقي منذ ظهوره بالملاعب، الذي كان سببًا رئيسيًا في النجاح الذي حققه، بالإضافة لمواقفه الوطنية المتعددة فقد ارتبط تاريخه بمصر على جوانب مختلفة بجانب كرة القدم، فكان أبرز هذه المشاهد تبرعه لصندوق تحيا مصر بنحو 5 ملايين وتشجيعه للاعبي المنتخب للتبرع للصندوق لدعم الاقتصاد المصري.

وتصدر المشهد أكثر من مرة إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تكريمات المنتخب الوطني، بالإضافة إلى تعلقه واحترامه الشديد لأبناء مسقط رأسه بقرية نجريج، التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، وإسهاماته الاجتماعية في إنشاء وحدة غسيل كلوي ومعهد ديني للمساهمة في تعليم أبناء قريته، وغيرها من الأعمال الخيرية وهو الأمر الذي جعل من صلاح علامة وطنية لكرة القدم المصرية.

 

 

ووفقًا للمواقف السابقة فإن رغبة صلاح قد تحسم الكفة بعدم موافقته على عرض الخليفي، إذ لن يغامر اللاعب بحب وعشق المصريين ويحترف في نادٍ رئيسه قطري يتلقى أوامره من الدوحة، تاركًا كل ما حققه نحو مستقبل غير معلوم.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز