رئيس هيئة الطاقة الذرية في حواره لروزاليوسف: نتخلص بطرق آمنة من الوقود المستنفذ.. وتدريب الكوادر مهمتنا

حوار- أحمد السيد

تصوير - عمرو شرف

تشغيل محطة الضبعة بكوادر مصرية.. وتوقيع العقود حسب أجندة السيسي وبوتين

20% من محصول القمح تالف بعد إصابته حشريًا.. والهيئة تقدم خدماتها لـ200 شركة طبية وغذائية

 

كان لهيئة الطاقة الذرية دور كبير في مفاوضات مشروع البرنامج النووي المصري، بالتنسيق مع هيئة المحطات النووية، واستطاعت أن تقطع شوطا كبيرا خلال مفاوضاتنا مع الجانب الروسي المزمع تدشينه للمفاعل المصري، لما للهيئة من خبرات طويلة في تشغيل والإشراف على مفاعلي أنشاص، سواء المنفذ بخبرة أرجنتينية أو روسية.. كما أن الهيئة تمتلك مصنعا لإنتاج النظائر المشعة.. وتقوم بتدريب الكوادر البشرية لتأهيلهم لقيادة المحطة النووية.. العديد من الاستفسارات طرحناها على الدكتور عاطف عبد الحميد، رئيس الهيئة وإلى نص الحوار.

 

< نود التعرف عن قرب على دور هيئة الطاقة الذرية؟

- هيئة الطاقة الذرية تخدم الاقتصاد القومي بزيادة تنافسية الصادرات المصرية من خلال وحدات الإشعاع الجامي في القاهرة والإسكندرية، ويؤديان دورًا في تعقيم المنتجات الطبية، ومنها فلاتر الغسيل الكلوي والخيوط الجراحية وأكياس الدم بجانب العديد من شركات الأغذية للقضاء على الميكروبات والحشرات بها وحفظها من التلف وتخزينها لفترات طويلة، والهيئة تقدم خدماتها لما يقرب من 200 شركة طبية وغذائية كمساهمة في زيادة منافسة الصادرات المصرية في الأسواق الخارجية.

< لكن نعلم أن الهيئة تقوم بدور تجاه فحص السلع الغذائية إشعاعيا؟

- لدينا دراسات عدة لتطبيق تكنولوجيات الإشعاع للحفاظ على السلع الغذائية، وبالنسبة لمحصول القمح ثبت أن نسبة 20% منه تتعرض للتلف بسبب الإصابات الحشرية، وإذا توافرت تكنولوجيا الإشعاع للقمح ستقل نسبة التلف بشكل كبير. ونحاول تطبيق ذلك من خلال بروتوكول تعاون مع صندوق الاستشارات العلمية التابع لوزارة البحث العلمي لإنشاء نموذج وحدة للقمح في أحد الأماكن المخصصة لتخزينه ومعالجته تمهيدا لتطبيقها بشكل رسمي.

< الهيئة تمتلك مصنعًا لإنتاج النظائر المشعة نريد أن نعرف دوره؟

- لدينا مصنع إنتاج النظائر المشعة في أنشاص تابع للمفاعل البحثي الثاني، وننتج عدة أنواع من النظائر المشعة للاستخدامات الطبية وتحديدا اليود 131، ونقوم بتصدير الإنتاج منذ عام لعدد من الدول بخلاف مد 64 مركز علاج أورام داخل مصر بالنظائر المشعة لعلاج الأورام ونوفرها بأسعار تعادل نصف سعر المستورد، مع العلم أن الهيئة لم ترفع الأسعار بعد تحرير سعر الصرف، ونحن في طريقنا للاستغناء عن استيراد النظائر المشعة والتوسع في إنتاج النظائر للتصدير.

< هل الهيئة نقوم بتصنيع خلايا الطاقة الشمسية؟

- لدينا مشروع لإنتاج شرائح السليكون لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية ذات الكفاءة العالية وتكون كفاءته أعلى من ألواح الطاقة الشمسية الحالية ويوجد تعاون مع أكاديمية البحث العلمي بتمويل مشترك، وسيتم الانتهاء منه خلال عام وهو ما يساهم في نجاح استراتيجية الطاقة في مصر، بزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة.

ولدينا استراتيجية متوسطة الأجل تحدد أولوياتنا خلال الخمس سنوات القادمة، ومتماشية مع خطة الدولة في التنمية 2030، وسيتم إنشاء عدة مكاتب لتسويق أبحاث الهيئة، وتحويل الأبحاث لمنتجات، مثل الكواشف اللونية. ومشروع الخلايا الأمينوسية، وهو نسيخ يستخرج من المشيمة، ويتم معالجته واستخدامه في علاج الجروح والحروق.

ومشروع المعجل الإلكتروني وسيبدأ العمل بعد شهرين لمعالجة الكابلات الكهربائية وتحسين خواصها ومقاومتها للحرائق، ما يساهم في النهوض بمواصفات الكابلات المصرية ورفع قيمتها التصديرية بجانب الاستعانة بتلك الكابلات في محطة الضبعة النووية.

 

 

< هل للهيئة مشاركات في مشروعات أخرى على السطح؟

- لدينا أبحاث لمعالجة المياه لخدمة مشروع 1.5 مليون فدان واستنباط أنواع زراعية مناسبة لطبيعة البيئة في أراضي المشروع، بجانب أن الهيئة لديها خبرات لمعرفة حجم المخزون المائي، باستخدام النظائر في نطاق أراضي المشروع، ونتعاون مع وزارة الري، ولدينا خطة أيضا لتحديث المفاعل البحثي الأول، الذي يعمل منذ عام 1961.

< يدخل المشروع النووي المصري في مدينة الضبعة حيز التنفيذ، لكن هناك مخاوف عدة لدى المواطنين من إقامة مفاعل نووي؟

- عقود الضبعة تحتوي على جميع التفاصيل التي تضمن تأمين المحطة وتشغيلها، واستغرق التفاوض الرسمي جلسات مرهقة وتم تخفيض السعر لأدنى حد وبأعلى مواصفات فنية وبشروط تجارية تكفل جميع حقوقنا، ولدينا خطة لتأمين إمدادات الوقود في حالة حدوث أي أزمة لمدة خمس سنوات على الأقل، ومراحل التفاوض استغرقت وقتا لتأمين حقوق مصر القانونية والتجارية.

< ماذا عن دوركم في مفاوضات البرنامج النووي المصري؟

- نقوم بتقديم عدة خدمات للمشروع النووي المصري بالضبعة، منها تدريب الكوادر في المفاعلات البحثية.. وبدأنا في تدريب الكوادر لمحطة الضبعة وقمنا بتأهيل مدرسي مدرسة الضبعة بالتعاون مع وزارة التعليم، وسيتم تأهيل وتدريب كوادر محطة الضبعة على جهاز محاكاة مماثل للمفاعلات التي سيتم إنشاؤها، ونسبة الخطأ تكاد تكون معدومة في تكنولوجيا مفاعلات الضبعة، حيث إن أنظمه الأمان عالية.

< هل نملك كوادر لتشغيل محطة الضبعة النووية؟

- نحن قادرون على تشغيل محطة الضبعة النووية دون الاعتماد على آخرين، فلدينا تاريخ طويل في معرفة التكنولوجية النووية، ولدينا كوادر علمية على درجة عالية من الكفاءة.

 

 

< ماذا عن توقيع العقود النهائية لبدء إنشاء المحطة؟

- تم الانتهاء من جميع مراحل التفاوض حول جميع البنود، وفي انتظار التوقيع النهائي حسب أجندة الرئيسين السيسي وبوتين.

وعقود محطة الضبعة تم خلالها تحديد جميع المسؤوليات والالتزامات على الطرفين المصري والروسي، وهيئة المحطات النووية تشرف بشكل كامل على جميع المراحل، وهناك أيضا هيئة الرقابة النووية التي تدقق في جميع ما يخص المحطة النووية وتتابع جميع التفاصيل.

< هل عرض شركة روس أتوم مناسب للبرنامج المصري؟

- اخترنا العرض الروسي لإنشاء محطة الضبعة لأنه الأكثر توافقا مع متطلباتنا، وكان هناك عرض صيني وآخر كوري، وتم اختيار الروسي لوجود فروق في الإنشاءات منها المحيط الخرساني الثنائي.

< ماذا عن دورة الوقود النووي المشغل للمحطة؟

- الجانب المصري تعامل بحرفية عالية في وضع شروط تضمن إمدادات الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلات الطبيعة تحت أي ظروف سياسية.

والتكنولوجيا النووية لها مميزات عديدة، منها عدم تأثيرها على البيئة، ولا ينتج عنها غازات تؤثر على التغير المناخي، ويؤكد ذلك توصيات منظمة التغير المناخي التابعة للأمم المتحدة بمضاعفة عدد المفاعلات النووية حتى عام 2050 لتقليل إنتاج الكهرباء من الوقود لأنه ينتج عنه غازات تؤثر بشكل سلبي على المناخ، وينتج عنها مخلفات نووية داخل المفاعل ولا تخرج عن محتوى المفاعل، بجانب أن كميات الوقود النووي قليلة مقارنة بكميات الوقود التقليدي في محطات الكهرباء، ويتم التعامل مع المخلفات حسب تصنيفها الإشعاعي و90% من المخلفات تكون منخفضة المستوى الإشعاعي ويتم معالجتها قبل دفنها لمدد زمنية قصيرة.

 

 

< أين يتم التخلص من الوقود النووي المستنفذ؟

- لدينا استراتيجية للتعامل مع الوقود المستنفذ، وسيتم تخزينه لفترة زمنية محددة تحت الماء من 3 إلى 10 سنوات، وبعدها يتم التعامل معه بالتخزين الجاف لمدة 60 عاما، وفي الوقت الحالي أغلب الدراسات تشير إلى أن الوقود المستنفذ سيكون فيما بعد وقودًا لأنواع أخرى من المفاعلات وثروة لتشغيل الأجيال القادمة من المفاعلات.

< ماذا عن معدلات صيانة المفاعل؟

- جميع عمليات الصيانة لمفاعلات الضبعة ستتم بأيدٍ مصرية، وهناك عقد دعم فني مع الجانب الروسي، وهو بمثابة مرجعية لمدة عشر سنوات.

وعقد توريد الوقود يضمن توريد الوقود تحت أي ظروف سياسية قد تطرأ، وهو عقد ملزم للجانب الروسي، ولدينا بدائل لتأمين توريد الوقود في حالة حدوث أي أزمة.