عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

القدس.. عيون الشعراء ترحل إليها كل يوم

القدس.. عيون الشعراء ترحل إليها كل يوم
القدس.. عيون الشعراء ترحل إليها كل يوم

كتب - مصطفى سيف

"كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب كيف صارت كأرملة العظيمة في الأمم السيدة في البلدان صارت تحت الجزية (سفر إرميا 1:1). تبكي في الليل بكاء ودموعها على خديها ليس لها معز من كل محبيها كل أصحابها غدروا بها صاروا لها أعداء (سفر إرميا 1 :2)".



بعيدًا عن الفكرة التي قد يرفضها البعض أن هذه الفقرة مقتبسة من العهد القديم وتحديدًا سفر إرميا؛ إلا أنَّ هاتين الفقرتين الأولتين من الإصحاح الأول تحديدًا يعبران عن واقع المدينة الأليم الذي نعيشه حاليًا والذي يعتبر مدخلًا مهمًا لفكرة الصورة الحزينة التي يتناولها الشعر العربي المعاصر عن القدس.

أغلب المُتناول عن القدس هي الصورة الحزينة والأليمة لما حدث لها بعد النكسة خصيصًا؛ وهذا لا يتنافى مع فكرة وجودها في أشعار القدامى إبان فتوحات المسلمين وانتصاراتهم.

ساهم الشعر والشعراء بجزء كبير في الحفاظ على عروبة القدس حتى "ولو كما يدّعي البعض بالكلام"، خاصة أن السياسة وحدها لا تفعل كل شيء، وأصلًا فعل السياسة يتم بالكلام.

وعلى الرغم من كل ما يحدث للمدينة؛ إلا أنَّها مثّلت في بعض الأوقات انتفاضة داخل الشعر الذي كان يحرّض على هذه الانتفاضة ويكون داعمًا لها.

علاوة على ذلك؛ كان الشعر يمثل تنفسيًا للغضب الذي يريد أن يعبّر عنه الشعوب العربية على حكامهم من خلال كلمات كقصيدة مظفّر النواب الشهيرة "القدس عروس عروبتكم".

علي محمود طه وقصيدة "أنشودة الجهاد في يوم فلسطين"

فهذا على محمود طه، الشاعر المصري، الذي قال في قصيدة "أنشودة الجهاد في يوم فلسطين" التي نُشرت في مجلة الرسالة (العدد 783)، سبتمبر 1948 قال:

أخي إن في القدس أختًا لنا

أعد لها الذابحون المدى

أخي قم إلى قبلة المشركين

لنحمي الكنيسة والمسجدا

الأخوان رحباني وقصيدة "زهرة المدائن"

وعلى إثر الهزيمة العربية سنة 1967 غنّت فيروز قصيدة "زهرة المدائن" من كلمات الأخوين رحباني فترددت الأغنية على الأسماع، وكان لها عميق الأصداء ومن كلماتها:

عيوننا إليك ترحل كل يوم

تدور في أروقة المعابد

تعانق الكنائس القديمة

وتمسح الحزن عن المساجد

يا ليلة الإسراء

يا درب من مرّوا إلى السماء

عيوننا إليك ترحل كل يوم

وإنني أصلي

نزار قباني وعشق القدس

فمثلًا الشاعر السوري، نزار قباني؛ كانت للقدس قدسية في قلبه مثل قدسية دمشق وأكثر؛ فقال:

بكيت حتى انتهت الدموع... صليت حتى ذابت الشموع

ركعت حتى ملني الركوع... سألت عن محمد فيك وعن يسوع

يا قدس، يا مدينةً تفوح أنبياء... يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

يا قدس، يا منارة الشرائع... يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع

حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول... يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول

حزينةٌ حجارة الشوارع... حزينةٌ مآذن الجوامع

يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد

من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟

صبيحة الآحاد.. من يحمل الألعاب للأولاد؟

في ليلة الميلاد.. يا قدس، يا مدينة الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان

محمود درويش شاعر المقاومة

أمَّا شاعر المقاومة الفلسطينية، محمود درويش، فهو الذي قال:

في القدس، أَعني داخلَ السُّور القديمِ

أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى

تُصوِّبُني فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون تاريخَ المقدَّس

يصعدون إلى السماء ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ

والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة

كنت أَمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف

يختلف الرُّواةُ على كلام الضوء في حَجَرٍ؟

أَمِنْ حَجَر شحيحِ الضوء تندلعُ الحروبُ؟

عبد الرحمن الأبنودي وقصيدة "المسيح"

ومثلًا عبد الرحمن الأبنودي قال في قصيدة المسيح التي غنّاها العندليب الراحل، عبد الحليم حافظ قال:

على أرضها طبع المسيح قدمه

على أرضها نزف المسيح ألمه

في القدس في طريق الآلام

وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس

في الخلا صبح الوجود إنجيل

تفضل تضيع فيك الحقوق لأمتى يا طريق الآلام

وينطفي النور في الضمير وتنطفي نجوم السلام

****

دلوقت يا قدس ابنك زي المسيح غريب غريب

تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب

خانوه... خانوه نفس اليهود

ابنك يا قدس زي المسيح لازم يعود.. على أرضها

كثيرٌ من الشعراء العرب؛ تناولوا صورة القدس على الرغم من اختلافهم في الرؤية والأداة غير الشعراء الذين ذكرناهم، إلا أنَّه في النهاية هناك اتفاق على أنَّه لا بد من تحرير المدينة التي طال بها الأمد في الغياب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز