عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خريطة "الإرهابيين" في إفريقيا

خريطة "الإرهابيين" في إفريقيا
خريطة "الإرهابيين" في إفريقيا

كتب - مصطفى سيف

"تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا" هكذا قال نزار قباني عن الصهاينة؛ لكنّها تنفع لكل وقتٍ وحين؛ فها هم من يطلقون على أنفسهم "الجهاديين" الذين يدافعون عن الخلافة الإسلامية".



تحذيرات من تغلغلهم؛ وعودتهم بعد انتهاء مهمتهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا، "داعش" التنظيم الإرهابي الذي يزعم أنَّهم يحاربون "طواغيت الروم".

"ستة آلاف جهادي" حذّر مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي من عودتهم إلى القارة السمراء مجددًا بعد قاتلوا في صفوف تنظيم داعش، داعيًا "الدول الإفريقية إلى الاستعداد بقوة للتعامل مع عودتهم".

الساحل الإفريقي، منطقة جغرافية تضم أجزاءً من عدة دول، أهمها السنغال ومالي والنيجر وتشاد والسودان، وهي أكثر المناطق التي يتمركز فيها "الجهاديون" في إفريقيا.

معلومات استخباراتية نُشرت في عدد من الصحف الأجنبية تشير إلى أن بعض العناصر وصلت إلى الصومال عبر اليمن، وهو الأمر الذي يشير إلى أن الصومال ستدخل على منعطفٍ آخر من الإرهاب يمتد إلى القارة السمراء بأسرها.

 

الشباب الصومالية:

 

 

ظهرت هذه الجماعة في عام 2006، وتتمركز في جنوب ووسط الصومال، وتزعم أنَّها تُطبّق الشريعة الإسلامية.

في عام 2017 أعلن الرئيس الصومالي؛ الحرب على داعش، إلا أنَّها لا تزال تنفذ هجمات إرهابية هناك، وكذلك في البلدان المجاورة، مثل أوغندا.

وتشير التقارير إلى أنها أثبتت أنها أداة فعالة لتجنيد المسلمين في الخارج؛ ويتيح موقع المدونات الصغيرة لـ"الشباب" تقديم تحديثات فورية تتحدى الرواية الرسمية عن العمليات مثل الهجوم على مجمع تابع للأمم المتحدة في مقديشو في يونيو من عام 2013.

 

القاعدة:

 

بدأت أقدم الجماعات "الإرهابية" في شمال إفريقيا، بمسمى المجموعة السلفية الجزائرية؛ إلى أنَّ أعلنت ولاءها لأسامة بلادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي، في عام 2005، وتحوّلت إلى حركة مسلحة في المغرب.

تأسست الجماعة في عام 1998 عقب تفكيك الجماعة الإسلامية المسلحة وهي الجماعة المسلحة التي خاضت حروبًا ضد الحكومة الجزائرية خلال التسعينيات.

أصبح أبو مصعب عبد الودود، المعروف أيضا باسم دروكديل، مقاتل سابق في الجماعة الإسلامية المسلحة، زعيم الجماعة في عام 2003 ومنذ ذلك الحين ينظم عمليات في الجزائر ومالي.

وشاركت عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في اشتباكات مع قوات الأمن التونسية في مايو 2013 في جبال تشامبي على الحدود الجزائرية التونسية.

وتلقى هذا التنظيم ضربات بعد انشقاق بعض مقاتليه الذين سافروا لإنشاء جماعات خاصة بهم، أبرزهم مختار بلمختار الذي أدار عملية أميناس في الجزائر في يناير 2013.

 

موقعة الدم:

هذه الكتيبة الإرهابية هي التي شكّلها مختار بلمختار في أكتوبر 2012، بعد انقسامه عن تنظيم القاعدة الإرهابي في المغرب، إضافة إلى "كتيبة الرجال الملثمون" التي يرؤسها في إطار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وتشير الوثائق التي تم العثور عليها في أعقاب هزيمة المسلحين في شمال مالي إلى وجود صراع بين قائد الجيش الجزائري وقيادة تنظيم القاعدة في المغرب وراء الانقسام.

 

موجاو:

هذه الحركة الإرهابية تم تشكيلها في عام 2011؛ وبرزت في إبريل عام 2012؛ عندما أعلنت انضمامها إلى مجموعتي الطوارق، "الحركة الوطنية لتحرير أزواد (أنصار الدين) وجماعة أنصار الدين" في السيطرة على شمال مالي.

وسيطرت "موجاو" على مدينة جاو المالية منذ إبريل 2012 حتى يناير 2013، ومقرها في شمال مالي.

يتكون هذا التنظيم من الماليين والنيجريين والموريتانيين، وانقسم زعيمها حماد ولد محمد الخيري من تنظيم القاعدة في المغرب إلى تعزيز الجهاد وإرساء حكم الشريعة الإسلامية في غرب إفريقيا، وكانت المجموعة وراء اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في مالي في عام 2012.

 

الصحراء الإسلامية:

وانقسمت هذه الجماعة عن حركة موجاو في مايو 2013، وتعمل في شمال النيجر وغرب ليبيا وجنوب شرق الجزائر. وتقول مصادر جزائرية إن الجماعة تتكون من الليبيين والجزائريين والماليين؛ ويذكر أنه نفذ هجمات ضد رجال الشرطة الجزائريين.

 

بوكو حرام:

هي حركة نيجيرية؛ وتعني "ممنوع التعليم الغربي" ويقودها "أبو بكر شيكاو" الذي وصفته وسائل الإعلام النيجيرية بـ"رجل الدين المتشدد الذي قتل في عدد من المناسبات".

واستهدفت معظم الهجمات المنسوبة إلى هذه الجماعة مراكز الشرطة والكنائس والمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى؛ ويعتقد أن جماعة جهادية نيجيرية انشقت عن بوكو حرام، سمّت نفسها بـ"أنصارو".

 

صراعات إثنية:

في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين؛ بدأت مرحلة بناء الدولة الوطنية؛ إلا أنَّ الجماعات الإرهابية المتطرفة التي انتشرت في شمال إفريقيا؛ جعلت قادة القارة السمراء تنشغل بالصراعات الإثنية، والمسلحة، إلا فيما ندر ونجح في السيطرة عليها من بدايتها.

وتسرّبت الجماعات الإرهابية إلى إفريقيا منذ خروج الاستعمار الأوروبي منها؛ خاصة وأن بعض الدول الإفريقية شهدت صراعات مسلحة بين القائمين على السلطة والمتطلعين إليها من خلال حمل السلاح.

ثورات الربيع العربي؛ والفوضى التي حدثت بعده؛ واللاجئين الذين فرّوا إلى الدول الإفريقية شمالًا وجنوبًا؛ ساهمت بشكل كبير في خروج الغضب الشعبي من الحكومات في شكل حركات إرهابية تحمل السلاح، لتواجه الدولة.

الأسباب الماضية الذكر جعلت الجماعات الإرهابية تجد تربة خصبة لإرهابها في القارة الغنية بالموارد الطبيعية؛ لتنفيذ أجندات خاصة بها؛ خاصة بالغرب الذي يسعى مجددًا لإعادة استعماره على القارة التي فقد بوصلة السيطرة عليها منذ زمنٍ ليس بالبعيد وليس بالقريب.

في قصيدته "هوامش على دفتر النكسة"، كتب نزار:

"لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

 لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

 لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

 لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز