عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اشكروا " مورينيو" علي نعمة صلاح

اشكروا " مورينيو" علي نعمة صلاح
اشكروا " مورينيو" علي نعمة صلاح

كتب - حماده حسين

لا تجعل فرحتك وفخرك باللاعب محمد صلاح تنسيك الاعتذار للمدرب "جوزية مورينيو" لو كنت واحد من الذين شردوه وبهدلوه عندما اعار محمد صلاح لنادي فورنتينا الايطالي ، فلولا هذه الاعارة ما وصل صلاح الي حيث هو الان .



كان مورينيو قد اتخذ قراره باعارة صلاح الي النادي الايطالي بعد اقل من شهرين علي تعاقد مورينيو معه للعب في تشيلسي ، الصدمة كانت كبيرة علي اغلبية اضناها انتظار تألق لاعب مصري في الدوريات الاوروبية الكبري ، وما ان تعاقد صلاح مع تشيلسي حتي ظن الحالمون ان الحلم الذي طال انتظاره آن له ان يتحقق ، ثم كانت الاعارة التي فجرت طاقات غضب هائلة ضد مورينيو .

هناك من اعتبر اقصاء باريس سان جيرمان الفرنسى لتشيلسى من "اليوروليجا" عقاب السماء ل " مورينيو" لانه اعار صلاح الي فورنتينا ، الغضب الساطع لم ير في قرار " مورينيو" اي فائدة والاغلب انه جري تصنيفه كأضطهاد ل الاعب المصري .

صلاح لم يكن مؤهلا للتأقلم مع طريقة تشيلسي ، والاكيد انه كان يحتاج الي دوري اقل سرعة من الدوري الانجليزي ، فكان الدوري الايطالي ، ونادي ليس عليه ضغط جماهيري في المنافسة الفوز بالبطولات المحلية والقارية كما هو حال فورنتينا .

انطلق صلاح في الدوري الايطالي بصورة مذهلة خاصة ل «مانشينى»  الذي قال: لا أصدق ما يفعله صلاح.. هناك شيئا ما غير طبيعى.

لعب محمد صلاح  في الدوري الايطالي كان اشبة بالجسر الذي مر عليه الفرعون الي التألق مع ليفربول ، ويمكن تخيل كيف هو  الفرق لو بقي صلاح في تشيلسي ، غالبا كان سيكون ملازما لدكة احتياطي لتشيلسي ، ولكان علينا ان ننتظر سنوات اخري - تطول ام تقصر - لظهور لاعب مصري يحقق شيئا في ملاعب اوروبا ، ويتحول الي ملهم ينقل حلم اللاعبين المصريين في دنيا الاحتراف من مجرد البقاء علي هامش النادي الي تحقيق انجاز يليق بحجم المواهب المصرية كما هو حال صلاح الان .

تألق وصعود صلاح – بفضل مورينيو- يشبة بداية جديدة لاحتراف اللاعبين في اوروبا ، نقطة جديدة تتجاوز تجارب سابقة لمواهب مميزة كان يمكنها ان تفعل مافعله صلاح وربما اكثر لو ان المسألة موهبة فقط ، لكنهم غالبا سقطوا لانهم فشلوا في الاندماج مع نمط حياة اكثر جديا والتزاما ، نمط خالي من الدلع والميوعة كما هو الحال عندنا .

البلدوزر عمرو ذكى كان قريبا جدا من لعب دور الملهم ، كانت له بداية قوية جدا مع نادي "ويجا" الانجليزي ، جعلته  حديث الصحف الانجليزية وربما الاوروبية ، لكنه بعد المباراة العاشرة نضحت عليه عوارض الفراعنة ، غرور وتعالي ومبالغة في استعراض مرارة الغربة ، كأن رحلة الاحتراف هدفها فقط ان تمنحة طاقة البغددة علي الاندية المصرية، بعدها  دار البلدوز علي عدد من الاندية وانهي مسيرتة في الملاعب بصورة مؤسفة .

احمد حسام ميدو، كان اقرب تجارب اللاعبين المصريين لتحقيق مسيرة جذابة ودافعه لاخرين غيره بالتكرار ، احترف في نادي اياكس الهولندي ، ولصغر سنه زاد الأمل والرهان على أنه من سيحقق الحلم ويتألق في اوروبا خاصة أنه يتميز عن بقية اللاعبين المصريين بالمواءمة مع نمط الحياة الغربى، لكن الأصل غلاب ، فقد قدم نفسه للمجتمع الغربى كنمط استهلاكى، عاش حياة المشاهير وبذخها قبل أن يقدم أى شىء يذكر لناديه الذى دفع فيه 25 مليون دولار، كان يقتني سيارة اشهر منه شخصيا.

بعدها لف "كعب داير" علي اندية اوروبا وبشروط تعاقد مخجله احيانا الي ان انتهي به الحال في الزمالك ، رحلة ميدو التي تجاوزت عشر سنوات يمكن اختزالها في ان السلطان زلاتان ابراهيموفيتش جلس له احتياطي ذات مرة .

حازم إمام (الثعلب الصغير)  ، الذي لاينقصه شيئا ليكون "اللاعب المنتظر"  الذى يحقق حلمنا، إمام الموهوبين بحق ، احترف فى الدورى الإيطالى أقوى الدوريات وأشهرها وقتها، لكن الذى بدا أن الغربة كانت أقوى من اللاعب وتم اختزال مشواره الاحترافى فى "ترقيصة" وحيدة فقيرة عند راية الكورنر، فقر تجربة امام الموهوبين افقر منها تجربة موهوب اخر يدعي شبكابالا.

هناك لاعبون اجادوا وصمدوا مثل هاني رمزي ، احمد حسن ، عبدالظاهر السقا ، محمد عمارة ،وحسام غالي ، لكن هؤلاء اللاعبين كان ينقصهم لمعة النجوم التي تغري غيرهم بالمحاولة والتجريب .

"مورينيو" يستحق الشكر فعلا لأنه أدرك بموهبته الفريدة فى التدريب مدى احتياج صلاح للإعارة خارج الدورى الإنجليزى، حتي يعود اليه قويا وقادرا علي المنافسة ، وتتحقق فيه صورة الملهم الذي يأخذ اللاعبين المصريين في اوروبا الي منافسة كبار نجوم العالم لا ان يكون كل الطموح هو التصوير معهم . 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز