عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جيهان جمال تكتب: الطوفان ..2

جيهان جمال تكتب: الطوفان ..2
جيهان جمال تكتب: الطوفان ..2

وبعد ان كانت حٓياة صفية ومنيرة  تسير على وتر هادىء الشٓجن .. لايخلو من بعض زيارات حانية تطرب لها أذانهم .. وتتطاير معها قلوبهم على نغمات موسيقى وصوت الأبن الإصغر يوسف .. الذى يعيش هو الآخر بتلقائية وعفوية الزمن الجميل الذى يحن  كمثلهم  لعذوبة  أحاسيس ناسه  .. فنجد اختياره  لكلمات أغنيات هذا الزمن الجميل الفائت .. وهو يتغنى بها على موسيقى فرقته مستمتع  جدا معهم ومع  حبيبته .. وشلة أصدقائه الموهوبين  ..



 قانع  بالمقسوم الذى أرتضته نفسه العفيفة الغير طامعة .

لينتهى كل يوم كما قبله على الشبع بلقمة هنية من يد منيرة  ومن قلب صفية ..

لم تٓكُن  تعلم  صفية  أن الطوفان جاء لأنتهاك كل قيمة علمتها  لأولادهٓا  على مٓر سنوات العمر وانتزاعها  من  نفوس زرعت فيها أن تسمو وترتقى ..

ليستمر الطوفان فى أجتياح راحة  البال التى آملتها الحاجة صفية .. بعد أن  أتمت رسالتها كأُم  قامت  بكل ماتستطيع  فى تربية البنات والبنين ..  متحملة  مع زوجها  الظروف المعيشية الصعبة  بالقاهرة  .. مما أضطرهم  فى أحيان كثيرة  للأستدانة من الأخ  المزارع  .. للصرف على ستة أولاد فى مراحل تعليمية وجامعية  مختلفة  .. عدا الأبنة الكبرى التى شاركت فى مسئولية تربية أخواتها برضاء كامل  .. لم تخبر  الليالي صفية بشيء   .. ولم  تأخذها  الأحلام  صوب هذا الكابوس فى أٓى منام  .. عدا منام   وحيد جاء متأخر  جدا  حيث  رآت شقيق زوجهٓا تحاوطه  النيران .. قُبضت حين صحوت من منامها .. لكنهٓا لم تُفسر شيء .. سوى بانه كابوس لم تدرك أبدا  بأنها سوف تعيش فيه مٓع أخو زوجهٓا  أتعس أيامهٓم .

فبدا كلاهما حزين شارد على شتات أمر أولادهٓم  من بعد أن آتى طوفان الأرث الذى تفرق دمه  بين  العائلتين .. ثم بين الطامعين  ففتحت   الأبواب   لتقطيع  صلة الأرحام  ..  هذا  الأرث  الذى لم يضع  له  أحد  العقلاء  النقاط فوق الحروف منذ البدايات  ..  فآتى أليهم  مستباح  .. ليستبيح  أمن وأمان  الجميع  .. منتزع  من فم زمان أيام أولادهٓم  طعم  الرضى   .. خاصة أولاد  صفية بعد  أن  ذاقوا  طعم  الثراء بهذا العربون الذى قبضت  عليه قلوبهم قبل أيديهم  .

وبخاصة الأبنة الوسطى دكتور حنان  .. والتى حول حياتهٓا  الحلم بالملايين إلى جحيم  .. بعد أن ظنت أن الأمان فى الحفاظ على حٓياة العيال بالمال وفقط  .. فتحولت نفسها الطيبة  إلى نفس أمارة  بالسوء  فباعت  ُحب  ضيا  والعِشرة   .. وراحت تغازل  أحلام  الجاحد أبن  العم  دكتور أيهاب  وصارت كمثله  تماما .. حتى رد كرامته الجريحة من رفضها لحبه ..  بتِلك الصفعة التى تستحقها ..   ومثلهم مثل   غيرهم   من الطامعين . . الذين تمرغوا  فى أحلام  الأثرياء  ..  دون  أن يفطّنوا  أن العيب  فيهم  ..  وليس فى كل الأثرياء  ..  فرأينا النماذج الثرية المتصالحة مع نفسها  كفاطمة  زوجة أيهاب .. وكخطيبة   يوسف أبنة احد الأثرياء التى ترفض نهج  والدها  الغير سوى فى التعامل مع البشر .

لنرى  مع  أحداث  الطوفان  التى لم تٓنتهى بعد ..  أن هناك من جنح  ..  ومن هوى .. ومن أختل  منه  ميزان العدل  والرضا بالمقسوم .  

 

كٓمثل عمر وزوجته تقى  .. اللذان سنتحدث عنهم  لاحقا  ..  وكزوجة الأبن  الأكبر  وفاء  التى لاتعرف أٓى معنى للوفاء  .. وفاء لاتعرف  سوى مصلحتها وفقط .. وفاء التى قامت بدورها بإتقان دينا .. فأذاقت كمال المدرس الحالم  طعم  مرار الأيام  .

توقع  كمال والذى قام بدوره  ببراعة فتحى عبد الوهاب بالبدايات  أن ميزان أختيار العقل من أخت  زميله  المدرس المعار مٓعه لدولة الكويت  ستكون كفته أرجح  لحياة زوجية سٓعيدة  .. للأسف هذه المعادلة  التى قام بها مدرس الفيزياء لم تتحقق مع زوجة غير سوية  قاسية  .. ملىء قلبهٓا غِل من سعادة الأخرين .. عبدة أخرى من عبيد المال  لاتطاق لها عِشرة .

بعد أن فشلت قصة حبه  نتيجة ضيق الحٓال وقتهٓا  .. من زميلته  بالجامعة لبني ًالتى أدت دورها بشرى   .. ليزوجها والدها زواج صالونات دون ان يدرك  أن هذا الرجُل ذو الشنبات  الذى امامه عربيد ..  والذى سُرعٓان ماتكتشف هى  بعد إنجابها منه الولد أنه   نخاس .. فتقرر الطلاق .. لكنهٓا لم تبتعد بما يكفل لها ان تحمى نفسها وتحمى ابنها  من هذا النخاس العربيد .. الذى لم  يقدر للحظة انه أب .

ثم نرى  الحاجة  صفية وكأن جُل ذنبها   مع  كل هذه الأبتلاءات  ..   أنهٓا عٓاشت بقلب وروح  زمنها الطيب  .. متقوقعة هى وابنتها الكبرى بالبيت .. لايدركون من  أمر مايحدث خارج  حدود عتبات باب العيلة  شيء من أمر أهل  هذا الزمان  .. سوى  بعض مشاوير الأكل والشرب التى تقوم بها منيرة عن طيب خٓاطِر .. مُنذ أن وهبت كل مٓشاعر أمومتها وحنانها كأنثى بكل أخلاص وتفانى ومحبة .. بين أحضان أخوتها وعائلاتهم كأخت كبرى للجميع .. ومن قبل الجميع  ظٓلت منيرة  تحت أقدام أُمها    ..

وهكذا صٓارت الأيام  بصفية وابنتها  الكبرى  بحلوها ومرها  حتى بعد  أن صاروا من أصحاب الملايين وبعد أن قبضت يديهم  لا قلوبهم هذا العربون  المقدم  من المستثمرين  راغبي شراء  الأرض  .. نجدهم لم تتذكرا أنفسهم على الأطلاق وواصلوا رحلة التصدق على الغلابة والمساكين .. وكان على رأسهم  المزارع  مستأجر الأرض بعد أن تنازلت له  الحاجة صفية عن الجزء  الأكبر من ثروتها .. ثم تنازلت  عن  طيب خٓاطِر لابنتها ..  كٓى تشترى شقة متواضعة تسترها هى وزوجها الوصولى المتواكل .. بعيد عن ذُل أسرته المتشردة التى لاتراعى الله فى بنات الناس .. وهكذا  مزقت داليا الأبنة الصغرى قلب  أمها وهى تتوسل أليهٓا هذه المرة ومن قبلها يوم

خرجت عن طوعها   .. وللأسف رضخت الحاجة صفية بسذاجة أقرب منها إلى الأستسلام  لبلاهة  تصرفات أبنتهٓا الصغرى داليا .. والتى لعبت دورها أيتن عامر وهى تتزوج رغما عنهم  جميعا من شاب لايعرف معنى الرجولة  الحقة ..  وذاقت  الأهانة والمُر من أهله الذين بنطبق عليهم مقولة الواطى واطى .. وذلك بعد أن وقفت بجانبهم كابنة أصول .. وأنقذت ابنتهم التى كانت تؤذيها كثيرا عن طيب خٓاطِر .. من موت محقق حين تكفلت بعمليتها الجراحية من مالها الخاص .. وهى تعلم تماما أنه ربما يصير هذا المال هو أخر ماتملك  لكنهٓا آثرت  أن تقف كإنسانة بجانب من لايعرفون  أٓى معنى  للأنسانية  .. حين كشفت  الأحداث انهم بنفس سفالتهم  هم وابنهم  الذى يستغلها ويخونها مع شيطانة لعوب  لينتهى بهم طريق الرزيلة والشر إلى مأساة محققة .

ولنا بقية مع الطوفان

إلى لقاء

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز