عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جيهان جمال تكتب : الطوفان /٣

جيهان جمال تكتب : الطوفان /٣
جيهان جمال تكتب : الطوفان /٣

وعن  صاحب الضحكة الصافية والقلب الطيب



المُحِب الودود " عُمر " والذى لعب دوره أحمد زاهر ببراعة ..

وكذلك زوجته  " تقى " والتى لعبت دورها ببراعة لاتقل عنه الفنانة  حلا شيحا .. ليتناغما الأثنان على  وتر رقيق قبل أن يشتد .. ويشذ .. ويفقد مساره  .. ليصدمنا بهذا الأنقلاب الغريب لهذه الفتاة الجميلة  الحنونة  المُحبة للحياة  .. ثم سُرعٓان ماينقلب  هو الآخر من بعدها .. رغم محاولته التى باءت بالفاشل ..  بأن يعود إلى رشده ويبدأ من جديد

من قبل هذه  اللٓحظة  الفارقة .. والتى قلبت الموازيين  .. وقت أن أقتحمت  " تقى "   بيت العيلة  بطريقة جنونية .. وفزعت  فى وجه حماتها    الست صفية .. وقذفت أليهٓا بالأحفاد .. فى لٓحظة شاط فيها العقل  .. وذهب إلى غير رجعة  .. لتغلبها شهوة المال  .. ودناءة حُب الدنيا المجنون الأحمق .. معلنة دون  تردد أن صفية عٓاشت وأخذت من الدنيا ما أخذت .. ويجب أن تموت .. ليعيشوا هم وينعموا بالملايين !

 

ليكملا المأساة .. ثم يجهزان عليها حتى من قبل أن تمتد إليها يديهم مع يد  القتلة بهذا التصرف الغير أنسانى .. والغير مسئول منه ومن زوجته .

 

لم يستوقف هذا الموقف  الأبن البار بوالدته  .. وأخذ يلوم أمه  .. ويدفعها لشهادة الزُّور كٓى تعود إليه " تقى " . . حتى شارك فيما حٓدث .

هذا الموقف برمته .. وماقبله  من مواقف أشتركا فيها سٓوياً  وأدت بهم لما آليه حالهما  .. وماشاهدناه من  هذا الشره  .. والسفه المفرط والمتجاوز لمثل من هم فى مثل ظروفهم  .. حتى أنهم  أذدادوا سفه وإسراف .. حين قبضت قلوبهم  على الجزء المقدم من بيع الأرض كما رآينا .. وافتقدوا نعمة  الرضا .. وكبقية الأخوة .. لم يتذكرا قول الله تعالى

" وفى أموالهم حق للسائل والمحروم  "

عدا منيرة  الأخت الكبرى .. التى كانت تقتسم مع أُمها توزيع مال الله على  الفقراء .. بشكل دائم  متصل  .. رغم قلة حيلتهم و من قبل أن تأتيهم الأموال .. لذا كانت صدقات أموالهم  دوما تزكيهم وتطهر أنفسهم .

 

فهل الغالبية أو البعض  يجنحون بهذا الشكل المفزع  .. ويتحولون دونمٓا يدركون أو يستشعرون أنهم صاروا  العقل المدبر  .. وأذرع الشيطان ذات المخالب  الممتدة  .. والتى من الهين جدا أن  تغتال أعز الناس .. فى لٓحظة هوس عقلي محموم المٓشاعر الدنيئة .. أو أنهٓا لٓحظة عَمَى بصرى أحكم فيها شيطان الأنس قبضته  .. فلم تستطاع  الرؤية .. بعد أن عُمى  البصر .. وعميت البصيرة  .. لدى النفوس الطامعة فمات  فيهم الضمير ؟!

وهل الغالبية  أو البعض مهما أشتدت بهم رياح العوذ  والحاجة .. وعصفت بهم الأيام  سيصلوا إلى هذا الحد من التوحش ويشاركوا  فى قتل أُمهم  بدم بارد مهزوم .. ؟!

على الرغم من أن هؤلاء بأحداث المسلسل كانوا يعيشون عيشة منفرجة ولكنه الطمع !

وهل الغالبية  أو البعض  يحصد مازرع من خير  بتِلك الحٓياة  .. أم  لايحصد سوى شر هو ليس بزارعه كهذه الأُم المسكينة  ؟ !

 

الحقيقة أن  طبع الأيام دوما  مُحير  .. وربما  مُفجع  وصادم .. لكن ما حدث مع أيام الست صفية .. كان أكثر فجيعة وصدمة  .. حتى فاقت حد التصور من وجهة نظرى حين كانت فجيعتها فى فلذات أكبادها ..

 

إذ كان من الممكن أن تسير الأحداث بشكل أخف قٓسوة .. لو كانت تشاركت زوجة أبنها السوداوية والتى قامت به دينا  مع  زوج  ابنتها رأس الأفعى والذى قام به ماجد المصرى

 

وبخاصة أن الظروف متاحة بانتقالها  للأقامة  معهم .

أو ربما رأى الكاتب الكبير أن هذه هى طبيعة بعض الأوجه من أوجه الحٓياة الكثيرة المليئة بالخير والشر  ..

 

لكن وعلى الرغم من العلم  بأن النفس البشرية  بها العديد والعديد من المناطق الشائكة والهشة التى سرعان مايجرفها الطوفان .. وينحدر بها إلى أسفل سافلين  .. إلا أن  ماحٓدث كان ثقيلا سوداوي لايحتمل .

 

منذ أن حٓدث ماحٓدث  من أولاد الست صفية .. حين أنجرفوا مع الطوفان ..  وانحدروا لأسفل سافلين .. لينالوا جميعا بالنهايات هم  ومن شاركوهم  هذا الأثم العظيم جزائهم .

 

وان كان الجزء الخاص بالأبنة داليا .. وهو القيام بقتل زوجهٓا بالسم الموضوع فى وجبة العشاء .. تقليدا لما كانت  قد شاهدته  أثناء سير أحداث المسلسل  بفيلم  " موعد على العشاء " والذى هو أيضا قصة للكاتب بشير الديك .  فلم يٓكُن هناك مدعاة من وجهة نظرى لأستدعاء هذا المشهد من هذه الرواية بالذات .. وكان من الممكن تنفيذ خطتها بالتخلص من زوجهٓا والتطهّر من حرمها بنفس الأسلوب دون أستدعاء مشهد الفيلم

 

وهكذا  كان الطوفان  أكثر إيلام  يوم وراء يوم وحدث وراء حٓدث .. منذ أن آتى يلوح  بسيل الملايين التى ستهبط من السماء على رأس أولاد صفية ومن حولهم  .

 

ثم  سُرعٓان ما يجرف هذا  الطوفان  الجميع  ليدهس الطامع .. وغير القانع ..  والمُتلذذ باللهث وراء شهوة  أمتلاك الملايين .. أو شهوة اللهث وراء الغرائز الدنيئة ..  ليدهس الجميع ويسحقهم تحت أقدامه .. ولا ينجوا منه إلا من أتخذ طريق الرضا  سبيل .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز