عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمود عبد العزيز عياد: القبح لا يلد إلا قبحاً

محمود عبد العزيز عياد: القبح لا يلد إلا قبحاً
محمود عبد العزيز عياد: القبح لا يلد إلا قبحاً

سألت نفسى كثيراً عن أسباب تقدم شعب وتأخر الأخر وعن تأمل ودراسة تاريخ الشعوب ودراسة الجغرافيا البشرية أكتشفت أن أهم سبب يجمع تلك الشعوب المتقدمة هى حبهم للجمال وللنظافة فعندما يجتمع أغلبية شعب على أهمية الجمال فى حياة أبنائه فهذا يخلق بالتبعية قانون صارح يجرم كل عمل قبيح.



فإشباع عيون أبنائنا بالجمال أهم بكثير من إشباع بطونهم وهذا هو الفرق بين الإنسان الحقيقى والحيوان فالحيوان يُعلف ليذبح إنما الإنسان شىء مختلف .والشىء المضحك حتى فى تعاملنا مع البقر والجاموس فمقارنة بسيطة بين أبقارنا وأبقارهم فأنظر على إهتمامهم بنظافة الأبقاروالجاموس والطيور لديهم وقارنها بما لدينا فستندهش أن مساكن البهائم لديهم نظيفة بإستمرار و يستحمون يومياُ بشمبوهات معينة وأبقارنا حدث ولاحرج فى حظائر دائماً متسخة بالروث والذى يعلو أجساد البقر وقد أعتادت أنظار الناس على هذا القبح... فنتائج القبح لاتلد إلا قبحا لذلك تحول الريف المصرى البديع فى الماضى إلا مناطق عشوائية شديدة القبح وأختفت تماماً من حياتنا أغنية "يامحلى عيشة الفلاح"  والتى كان يطربنا بها المبدع الفنان عبد الوهاب. فالفلاح المصرى فى طريقه إلى الزوال .

وتحولت الأراضى الزراعية إلى كتل خرسانية ولم يتوقف الحال إلى هذا الحد ولكنه أجبر الفلاح لبيع أرضه والنزول إلى المدينة ليبحث عن مصدر رزق لكى يعلم أولاده فضاع الريف الجميل وأزدحمت المدن الهادئة الراقية وعان أهلها من البطالة وتحولت معظمها إلى مناطق أكثر عشوائية ومازالت تلك العشوائية القبيحة تزحف وتمد جذورها لتحطم كل شىء جميل فى حياتنا. ويسأل البعض كيف تدهورت الزراعة فى مصر وتراجعت فبدلاً من أن كنا من أوائل الدول المصدرة للقطن طويل التيلة وكذلك سمعة القمح المصرى العالمية أصبحنا نستورد القمح وأنهارت صناعة الغزل والنسيج فى مصر وأغلقت المحالج والتى كانت تفصل البذرة من تيلة القطن وكان يُقام على هذه البذور صناعات كثيرة أختفت نهائياً من حياتنا ومازال توابع الإنهيار مستمرة. فتقدم أى أمه ليس إلا سلسلة من المجالات المتقدمة أهمها وأولها هى صناعة وحدة تقدم الوطن وهى المواطن الذى يجب أن يكون أولاً محب ومنتمى لوطنه وفخور بجنسيته وهذا لايتأتى إلا إذا زُرع فى وجدان هذا المواطن منذ نعومة أظافرة فى التعليم الأساسى حب الجمال وبهذا نكون قد خلقنا مواطنين مبدعين متعلمين محبين للوطن بإختلاف تخصصاتهم فسنجد المدرس المحترم والذى يحترم مهنته وإستاذيته وسنجد التلميذ الذى يحترم ويحب مدرسه وبالتالى سيكون نتاج هذا مجلس شعب من هولاء المواطنين سيشرعون قوانين تحمى الأشجار فى الشوراع وتجرم قطعها وسيكون هناك مجتمع مدنى من شباب الوطن يبدع فى زراعة الأسطح والجدريات وسنجد أيضا وزارة للزراعة أهم مهامها هى إنتاج غذاء أمن لمواطنيها أولاً وتصدر للخارج منتجات بمقايس عالمية هى فى الأصل منتجات يستهلكها المواطن العادى المصرى وستختفى من حياتنا كلمة منتج شعبى ومنتج تصدير فكيف لأمه تصدر الحياة للعالم وتدخر لنفسها الموت.

وسينتج عن زراعة الجمال فى نفوس أبنائنا شىء فى غاية الأهمية وهى أحترامنا لبعضنا البعض فى كل مجالات الحياة فتخيل معى كل مايبهرك فى أوربا ستجده ناتج طبيعى لطفل نشأ وترعر فى أحضان الجمال فالجمال ليس صناعة مقوماتها غير موجودة لدينا ولكنه شىء خلقه الله ونحن من نقبحه فخلق الله النباتات مفيدة لصحة الانسان ونحن من لوثنها بمتبقيات المبيدات  العالية الشديدة السمية لتصبح قاتله لنا ببطىء وخلق الله لنا الهواء وجعل من مكوناته 20% من الاكسجين لنتنفس بها الحياة فخنقنا أنفسنا بأيدينا بملوثات الهواء العديدة. فماذا لو زرعنا الجمال فى نفوس أبنائنا من الصغر لأصبح لدينا وزيراً للبيئة لديه ضبطية قضائة عسكرية لحماية الجمال والهواء وسيكون هذا مطلب من الشعب كله يُساعد هذه الوزارة فى أداء مهمتها. فهذا حلم أتمنى أن يتحقق فى يوم من الأيام ... فلنا الله وعلى الله فيتوكل المؤمنون

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز