عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.فتحي حسين يكتب: الكنائس في قلوب المصريين

د.فتحي حسين يكتب: الكنائس في قلوب المصريين
د.فتحي حسين يكتب: الكنائس في قلوب المصريين

ستظل كنائس مصر في قلوب كل المصريين، المسلمين والأقباط على السواء، وفي قلب كل وطني غيور على مصلحة هذا البلد المحفوظ من الله عز وجل، ولقد حزنت مصر للحادث الأليم الذي أفجع قلوب المصريين أمام كنيسة مارمينا في حلوان والتي أدت إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 4 من الأقباط والمسلمين، في حادثة أدمت قلوب المصريين ليس بسبب فداحة الخسائر في الأرواح فحسب، بل بسبب إفساد فرحة العيد على الأطفال والشباب وتدمير أسر مصرية بفقد عائلها وهي التي كانت تستعد لاستقبال الاحتفال بعيد السيد المسيح عليه السلام والتوجه الي الصلاة بالكنيسة ولم تعلم أن يد الإرهاب كان لهم بالمرصاد  فقد استحل إراقة دمائهم دون ذنب نحسبهم من الشهداء عند الله.



فلن تنال مثل هذه الأعمال الإرهابية من عزيمة مصر والمصريين ووحدتهم في مواجهته الا اصرارا وقوة ضد هذا الارهاب المنظم الذي يغذيه ربما الخطاب الديني المتشدد من جماعات مرتزقة تفعل كل ما يطلب منها وربما تكون جماعات من خارج مصر كرقة الدواعش لها أذناب بالداخل من جماعات الشر الإرهابية التي عاثت فسادا وإفسادا خلال عام من حكمهم لمصر وكادت ان تسير بالبلاد الي نفق مظلم ليس له مخرج!

وعندما نرجع إلى الوراء قليلا سوف نجد مثل هذه الأحداث التي ربما اتخذت من مثل هذه الأيام توقعات بحدوثها لإفساد فرحة المصريين بأعيادهم, فقد كان تفجير كنيسة القديسين في محافظة الإسكندرية في يناير 2011 أحد الأحداث الشهيرة قبيل ثورة 25 يناير . وتسبب الهجوم في مقتل 23 شخصا وجرح 79 آخرين..ثم جاء احداث اطفيح بين المسلمين والمسيحيين في مصر بعد ثورة  يناير في مارس 2011 بمدينة أطفيح، على خلفية علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة. وأدى الأمر إلى اندلاع اشتباكات، أصيب فيها عدد من الأشخاص , وهي ما عرف إعلاميا بـ"أحداث ماسبيرو" والتي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى , كما وقعت الأحداث بعد تظاهرة للأقباط، احتجاجا على هدم مبنى اعتبره الأقباط كنيسة في محافظة أسوان، جنوبي مصر. واتجه المحتجون إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري "ماسبيرو" لتندلع اشتباكات تدخلت فيها قوات الجيش والشرطة كما تعرضت بعض الكنائس القبطية إلى اعتداءات وتدمير بعد يوليو 2013، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي ديسمبر  2016 حدث انفجار في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في وسط القاهرة يسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 49 آخرين , وأعلن الرئيس السيسي حينها الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الحادث وفي فبراير 2017 قتل سبعة أقباط في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إثر سلسلة اعتداءات استهدفتهم في هذه المنطقة التي ينشط فيها تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية. وأدت هذه العمليات إلى فرار عشرات الأسر المسيحية من المدينة خوفا على أرواحهم, وفي ابريل 2017 وقع هجومان أثناء قداس "أحد السعف" أو "الشعانين"، وكان أولهما في كنيسة مار جرجس في  طنطا وبعد ساعات وقع الانفجار الثاني بمحيط الكاتدرائية المرقسية بمدينة الاسكندرية، عندما حاول شرطي التصدي لانتحاري ففجر الانتحاري نفسه ! فقد أودى التفجير الأول بحياة نحو ثلاثين شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين بجروح معظم من رواد الكنيسة وفي مايو 2017 الماضي حدث هجوم دام على حافلة تقل مسيحيين في المنيا وسط مصر أودى بحياة 29 شخصا على الأقل.. علي أي حال لابد ان يتوحد الشعب المصري خلف قيادته السياسية والشرطة والجيش لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد حاضر ومستقبل هذا البلد ولابد للإعلام ان يلعب دور كبير في هذا دون ان ينجرف الي تضليل الشعب وإفزاعه في الوقت نفسه عبر التهويل الشديد او التهوين للحقائق فربما يقوم الإعلام - دون أن يدرى-  بتمكين وتقوية الإرهاب من ناحية ويسقط الروح العامة والمعنويات اللازمة ويساهم بشكل كبير فى وضع المجتمع بأكمله فى حالة حزن شديد وحداد دائم! فكما تقول رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر بأن "الإعلام هو أكسجين الإرهاب"!

وقد كانت الحادثة الإرهابية التي وقعت قبيل احتفالات الأقباط بعيد الميلاد هي بمثابة تكرار لسيناريو معد سلفا بشكل منظم وفي نفس التوقيت تقريبا، لإثارة النعرات الطائفية ربما ولزعزعة الاستقرار المجتمعي الذي تشهده البلاد منذ أربع سنوات وربما للقضاء علي السياحة في البلاد وتصوير مصر علي أنها دولة غير أمنة للاستثمارات الخارجية، وهذا لن يحدث بأي حال من الأحوال. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز