عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مدير أمن الإسكندرية في عهد مبارك: الإخوان والتيارات الممولة من الخارج المتهم الحقيقي في قتل المتظاهرين

مدير أمن الإسكندرية في عهد مبارك: الإخوان والتيارات الممولة من الخارج المتهم الحقيقي في قتل المتظاهرين
مدير أمن الإسكندرية في عهد مبارك: الإخوان والتيارات الممولة من الخارج المتهم الحقيقي في قتل المتظاهرين

حوار- السيد علي
تصوير- عمرو شرف

بعد حصولي على حكم بالبراءة بات ونهائي من قتل المتظاهرين سأقاضي عصام شرف



أول سيارة حرقت للشرطة كانت لضابط من البحيرة كان يزور أهله بالإسكندرية

خالد سعيد لم يدخل قسم شرطة وطرد من الخدمة العسكرية لتعاطيه المخدرات ومقيدة ضده قضايا بذلك

اللواء محمد إبراهيم: الداخلية تعاملت بقنابل الغاز فقط في أحداث يناير

تفجير كنيسة القديسين تم عن طريق قنبلة محمولة وليس للداخلية أي علاقة بالحادث على الإطلاق

ثورة 25 يناير كانت يقوم بها أشخاص أنقياء خرجوا للتعبير عن غضبهم، من بعض الأوضاع غير السليمة في نظام الحكم من بينها ما أشيع عن التوريث والحالة الاقتصادية، وبعض وقائع التعذيب المنفردة في الأقسام.

قفز جماعة الإخوان الإرهابية والنشطاء السياسيين والممولين من الخارج لتحويل أهدافهم الشخصية، الإخوان والتيارات الأخرى كان لهم مصلحة في إشعال أحداث العنف في الثورة، هكذا قال اللواء محمد إبراهيم مدير أمن إسكندرية الأسبق في عهد مبارك، الذي عاصر أحداث ثورة يناير، في حواره التالي مع "بوابة روزاليوسف".

 هل كان هناك رصد دقيق من الداخلية للأسباب التي أدت لأحداث 25 يناير؟

كان هناك رصد، ولكن لم يكن هناك تصور بأن تكون النهاية كما حدثت، فقد وردت إلينا معلومات من أجهزة المعلومات بالداخلية بأن هناك دعوات مكثفة للتجمعات لشباب نقى شباب في مرحلة الثانوي والجامعة، شباب يعاني من ظروف اقتصادية صعبة سببها الدولة ورافضين لتوريث الحكم من مبارك لابنه جمال.

ويوم 22 يناير 2011، عقد اجتماع مهم مع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، قال خلاله، إن الجميع يتابع ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات بالتجمع لشباب ليس لهم نشاط سياسي ضد الدولة، هذا الشباب يعاني من أوضاع داخلية، ومن بينها وزارة الداخلية، وقد يكونوا على حق، لأن هناك زملاء لكم يقومون بعمل تصرفات داخلية لا تليق قد تنعكس على الكل، وهذا صحيح لأن هناك أخطاء للداخلية موجودة وأن المعلومات الواردة لنا بأن هؤلاء الشباب سوف ينزلون وبكثافة لعمل وقفات احتجاجية ومسيرات، أمام أقسام الشرطة وسوف يهتفون، تعبيرًا عما بداخلهم، وقال حبيب العادلي نقطة مهمة أن أكثر شيء يخشاه هو دخول بعض المخربين بداخل تجمعات الشباب من التيارات الدينية والسياسية التخريبية، ويقصد بها الإخوان المسلمين و6 إبريل لو دخلت هذه التيارات المخربة سيحاولون افتعال أي مشكلة مع الداخلية حتى يتم الاشتباك لكي يسقط قتيل، ويقومون بلفه بعلم مصر ويتجولون به في كل مكان، ويهتفون هذا شهيد الشرطة ويشعلون الفتنة، وشدد العادلي على ضبط النفس حتى لا يصاب أي شخص بمكروه، وقال تحملوا لأقصى درجة إذا تعرض لكم هؤلاء الشباب بالألفاظ، ويجب أن يكون أسلوبنا في هذا اليوم فتح حوار مع هؤلاء الشباب، لأن غالبيتهم ليسوا مسيسين، وإذا لم يقتنعوا بالحوار، نستخدم خراطيم المياه، وإذا زاد العنف، آخر سلاح نستخدمه هو قنابل الغاز، وهذه كانت تعليمات وزير الداخلية في هذا التوقيت اللواء حبيب العادلي.

 

هل هناك أوراق رسمية تثبت هذا الاجتماع؟

نعم تم عمل محاضر موثقة بهذا الاجتماع في ورق رسمي وكل مديري الأمن أخذوا تعليماتهم من الوزير ونفذوها، وقام كل مدير بعقد اجتماع رسمي موثق مع قيادات وضباط المديرية، وكل هذه مستندات تحفظ للتاريخ إذا لزم الأمر لا يستطيع أحد أن يصطنعها بعد الحدث.

حدثنا بصفتك كنت المسؤول الأول عن الأمن في الإسكندرية عن التظاهرات التي شهدتها المحافظة في يناير 2011 وكيف تم التعامل معها؟

وتابع اللواء محمد إبراهيم، أن الإسكندرية كانت بها مظاهرات عارمة، كان بها 25 موقعا بها 25 مظاهرة، أكبرها المظاهرة التي كانت بميدان القائد إبراهيم، وكان عددهم لا يقل عن 25 ألف شخص جابت مناطق وسط البلد ومحطة الرمل ثم الكورنيش، ثم بعد ذلك شارع بور سعيد بالكامل، وبعد ذلك المنطقة الشمالية ثم بعد ذلك محطة سيدى جابر، كل هذا وأنا أسير وسط المظاهرة، وأتحدث مع هؤلاء الشباب، وهناك صور تثبت هذا الكلام، وأنا أتحاور مع هؤلاء الشباب، وقال لي بعض الشباب إن صوتي ليس واضحا، كانوا يريدون سماع ما أقول فأتوا لي بميكروفون لا سلكي، ولكن كان به مشكلة في البطارية، كان بجوارنا فندق فطلب مني المتظاهرون بأن أصعد إلى أول بلكونة وأتحدث منها.

كانت الشعارات التي لا يمكن أن يرفضها أي إنسان عاقل، وهي عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، وقلت لهم إن كل ما تطلبونه أنا كمواطن مثلكم أعيش على أرض هذا البلد احتاج لهذه المطالب، ولكن دون تعطيل لحركة المرور، ولم أتخيل أن الوضع سيقلب إلى درامة إطلاقا، لأنني توليت منصب مدير أمن إسكندرية في أصعب فترة، لأنه كان هناك تمهيد في الشارع المصري كله وعلى الأخص الإسكندراني ليوم 25 يناير.

تحركت المظاهرة إلى شارع بورسعيد رأيت بعيني وأنا أسير مع المظاهرة شخصين من قيادات الإخوان يدخلان داخل المظاهرة، وهذا كان يوم 25 يناير حوالي الساعة الخامسة مساءً، لما وصلنا إلى محطة سيدي جابر في الميدان، خرج بعض المتظاهرين على شريط السكة الحديد، وبدأوا بإلقاء الحجارة على القوات، أصيب عدد من الجنود، فأعطيت أمرا إلى الأمن المركزي بإطلاق قنبلة غاز واحدة، بعدها تفرقت المظاهرة وتم ضبط عدد من مثيري الشغب الذين قاموا بإلقاء الطوب على القوات، وقاموا بإحراق أول سيارة شرطة لضابط من البحيرة، وكان في زيارة لعائلته في إجازة كانت موجودة في الشارع بالصدفة في طريق المتظاهرين فأشعلوا فيها النار، ولم يكن هناك مصاب واحد من المواطنين.

وقمنا بضبط هؤلاء الأشخاص، وبعد عرضهم على النيابة تم حبسهم بتهمة مقاومة السلطات وتلفيات، وكان المخطط أن من يوم 25 يناير وحتى يوم 28 يناير، إنهاك قوات الشرطة تماما.

 

إذًا لم تكن الداخلية مسلحة بأسلحة غير قنابل الغاز وقتها لماذا تم اتهامك بقتل المتظاهرين؟

أنا في الإسكندرية بعد 25 يناير إلى 20 فبراير وبعد ذلك تم نقلي إلى بورسعيد قضيت بها يومين، وخرجت ضدي مظاهرات هناك، وبعدها رجعت إلى القاهرة وقضيت بالوزارة حتى شهر أغسطس، إلى أن قام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وأحالني إلى التقاعد.

 وفوجئت باتهامي بذلك، ولم أكن أعلم أن النيابة تحقق في الموضوع، النيابة نزلت إلى معسكرات الأمن المركزي، وقامت بالتفتيش على السلاح والذخيرة الخاص بالأمن المركزي، وانفردت بعساكر الأمن المركزي وحققوا معهم.

إذا رجعنا إلى محاضر الاجتماعات والتعليمات التي أصدرتها للضباط، وهذا المحضر بيكون تاني يوم مطبوع وموزع إلى عدة جهات، ثم تم عقد اجتماع تاني يوم 23 يناير مع مدير الأمن المركزي اللواء عادل طه، وبعض قيادات المديرية المختصين، تم عمل محضر تنسيق بيني وبين الأمن المركزي، في كل ميدان كام تشكيل ونوع تسليحهم ووضعنا الخطة الأمن المركزي وفر الاحتياجات ونفذ.

 كيف كان اتهامك بقتل المتظاهرين إذا لم تستخدموا وسائل مميتة في فض المظاهرات؟

الاتهام كان جزافًا لتهدئة المتظاهرين، ولم يكن اتهاما واقعيا إطلاقا، فالمظاهرات تم

التعامل معها بآخر وسيلة هي قنابل الغاز فقط وهذه قاعدة ثابتة، وعمر المظاهرات لا يصح التعامل بالذخيرة الحية إطلاقًا، بسبب التسليح الأساسي لقوات الأمن، هو السلاح الآلي، وسعة الخزنة 36 طلقة، لو افترضنا أن الخزنة بها 30 طلقة فقط، إذا ضغط الجندي على السلاح تخرج 30 طلقة مرة واحدة، فاذا افترضنا أن مجندا ومعه سلاحه الألي وأمامه مظاهرة بها 2000 متظاهر وضغط على تكت البندقية على الأقل يصيب 20 فردا.

هل كان للداخلية دور في تفجير كنيسة القديسين؟

انتشر هذا الكلام كثيرًا في أيام الحادث، وهذه كانت من ضمن الأشياء التي يتم استخدامها لحشد الشارع في أحداث يناير، ودائما أي إنسان لديه غصة من شخص يتقبل الرواية السيئة عليه، وإنما الرواية الصحيحة لا يتقبلها.

اختيرت كنيسة القديسين بعناية تامة لارتكاب هذا الحادث لأنها كنيسة كبيرة وتطل على ثلاثة شوارع سهل الهروب فيها وأمامها مسجد كبير، باب الكنيسة أمام باب المسجد، واختاروها لأنها في مكان مهم.

قربها من المسجد كان مقصودا، وهذه الكنيسة كانت من ضمن الكنائس التي يتم وضعها أمنيًا ضمن فئة (أ) في التأمين وكان تأمينها تأمين جيد، ويقوم خبير المفرقات بتفتيش المكان بالكامل، وتأمين خارجي من جميع الجهات، ويمنع انتظار السيارات بجوار سور الكنيسة، ولكن لا يتم منع السير، ويتحمل الأمن المسؤولية إذا تبين بعد الفحص أن الانفجار تم من الداخل، أو وضعت في سيارة تقف بالقرب من الكنيسة وهذا لم يحدث، وجاءت سيارة المعمل الجنائي، والتي عن طريقها يتم الكشف عن المواد المتفجرة التي أحدثت هذا الانفجار الهائل الذي حدث، وظهرة النتيجة تاني يوم الظهر، وكانت نتيجة التقرير أن الانفجار حدث نتيجة قنبلة محمولة، وليس ثابتة، وفى هذا اليوم أنا كنت متواجدا قبل الانفجار بحوالي ساعة، والكنيسة الوحيدة التي تجولت سيرًا على الأقدام حولها، لأنني أعجبت بنظام تأمنها، وكان الضباط والمجندين يبدأون عملهم بدور رائع، وقمت بمصافحة كل الأفراد الذين يقومون بأمين الكنيسة، وكانت السيارة تنتظرني أمام باب الكنيسة وخرج المسؤولون عن الكنيسة، وقاموا بمصافحتي، وقدمت لهم التهنئة بالعيد وغادرت، وفور وصولي مديرية الأمن حوالي الثانية إلا خمسة منتصف الليل، قمت بالاتصال بمدير المباحث لكي أبلغه بأن خدمة كنيسة القديسين ممتازة جدًا وأعجبت بها، وأن يستدعيها غدًا لكي أكافئهم، وإذ بتليفون النجدة يبلغني بانفجار بكنيسة القديسين، وقمت على الفور إلى مكان الحادث، في هذه الأحداث، لو مدير أمن مكروه ولا يتعامل بمبدأ المواطنة ليس لديه فرق بين مسلم ومسيحي، لا يستطيع أن يقف في الشارع، ولكن أنا وقفت ودخلت إلى الكنيسة، وقمت برفع الجثث، وكنت من القيادات المعدودين الذين ذهبوا إلى المدافن لدفن المتوفين.

وتابع مدير أمن إسكندرية السابق، جاءت لجنة من مجلس الشعب في هذا التوقيت، مكونة من 25 نائبا لتقصي الحقائق، لكي يرصدوا إن كانت مديرية الأمن قامت بدورها في تأمين الكنيسة أم لا، اتصل بي المحافظ في وقتها اللواء عادل لبيب لكي اجتمع مع اللجنة في قاعة الاجتماعات بالمحافظة، وذهبت إلى المحافظة، وأنا بداخلي حزن من اللجنة، لأنهم وهم قادمون لم يمروا على مصابي الشرطة بمستشفى الشرطة التي كانت في طريق قدومهم من القاهرة، وذهبوا مباشرةً إلى المواطنين المصابين، وأنا قلت لهم هذا الكلام، كنت أتمنى أن تزوروا مصابي الشرطة الذين كانوا يقومون بتأدية واجبهم، وفي الاجتماع قمت بشرح خطة التأمين كاملة، ووجهت لي اللجنة الشكر في الاجتماع، وقالت في محضر رسمي إن مديرية الأمن قامت بواجبها كما ينبغي أن يكون، وعملت الحراسة والتأمين المفرض عليها.

 

ما الفرق بين الحوادث الإرهابية التي كانت تتم قبل 25 يناير والوقت الحالي؟

نعم هناك فارق في الأسلوب والهدف، الأحداث الإرهابية التي كانت تتم قبل أحداث يناير كانت تقوم بها تنظيمات داخلية، أو تنظيم ديني متطرف، يقوم بعمل إرهابي لكي يظهر أنه لا يزال موجودا.

أما الآن فالعمليات الإرهابية منظمة تشترك فيها دول لهدف تقسيم مصر وتفتيتها.

ما قصة سيد بلال وقضية التعذيب؟

قضية سيد بلال، مرتبطة بأحداث كنيسة القديسين، فريق التحقيق الذي تولى التحقيق كان بعيدًا عن المديرية، وحتى الضابط الذي قدم إلى المحاكمة في قضية سيد بلال كان من جهاز أمن الدولة بالقاهرة وليس إسكندرية، وعلمت فيما بعد باعتباري مدير أمن، أن من ضمن الأشخاص الذين استدعوا للتحقيق كان سيد بلال، وقيل وقتها إن سيد بلال كان على تواصل مع جهات خارجية فلسطينية، وطلبوا منه أن يختار كنيسة لعمل حدث فيها، فهو من اختار هذه الكنيسة، واختار شقة لكي يقيم بها منفذو العملية الإرهابية، وتم استدعاؤه والتحقيق معه، ولأنه كان دائم التردد عليهم، ولم يكن الجهة التي استدعته أو حققت معه وجاء لي كمدير أمن إخطار بأنه تم العثور عليه وهو في حالة إعياء أمام مركز طبي، وتم نقله إلى داخل المركز الطبي وتوفي نتيجة الحالة المرضية لأنه كان مصابا بالقلب، وتم عمل محضر، وعرض على النيابة ودفن سيد بلال.

وبعد الثورة قدم بلاغ بأن سيد بلال تم تعذيبه من قبل فريق التحقيق، الذي كان يحقق معه، وتداولت القضية، بعد ذلك وأعتقد أن الضابط أخذ حكما بخمس سنوات، ثم بعد ذلك حكم له بالبراءة.

هذا كل ما أعرفه عن قضية سيد بلال، سيد بلال لم يدخل مديرية الأمن، وبعيد عن مديرية الأمن، ولم يحقق معه في مديرية الأمن.

ما كواليس قضية خالد سعيد، وهل كانت سببا من أسباب اندلاع ثورة يناير؟

خالد سعيد استخدم استخداما رائعا من قبل من كانوا يخططون لثورة يناير، وروجوا لصورة التقطت له أثناء التشريح وسوقها على أنها تعذيب من الشرطة، على الرغم من أن خالد سعيد لم يدخل قسم شرطة أساسا، من مكان القبض عليه ركب سيارة الإسعاف قبل وصوله المستشفى مات.

خالد سعيد كان وهو في القوات المسلحة وأثناء دخوله المعسكر بعد قضائه لفترة الإجازة، على باب المعسكر قام أمن المعسكر بتفتيش عدد من العساكر كان من ضمنهم خالد سعيد عثر معه على مخدر الحشيش، وتم عمل قضية له وفصل من الخدمة، وبعدها بعدة سنوات ضبط وهو يتعاطى المخدرات وعرض على النيابة، وبعد ذلك عرضت القضية على المحكمة التي حكمت عليه بحكم غيابي بالحبس، ونحن بدورنا نقوم بتوزيع هذه الأحكام على مخبري تنفيذ الأحكام، وخالد سعيد معروف تماما لمخبري التنفيذ، وهؤلاء المخبرون معروفون لكل منطقة يخدمون فيها، فأثناء دخوله الشارع الذي يسكن به، هو وأحد أصدقائه وهو الآخر مسجل مخدرات، وكان قد أخبر صديقة، أنه يمتلك مخدر البانجو، وطلب منه أن يتعاطى معه مخدر البانجو، وقال صديقه هذا الكلام في المحضر، قام المخبرون بمناداته وعندما رآهم هرول مسرعًا ودخل إلى سيبر نت أمام منزله، وقام المخبرون بالدخول ورائه إلى محل النت، عندما شعر بأن المخبرين وراءه وضع السلوفان الذي كان به مخدر البانجو في فمه، وعندما تم القبض عليه حس باختناق لأن ورقة السلوفان حشرت في فمه، فقاموا بطلب الإسعاف، وركبوا معه، وتوفي قبل وصوله المستشفى.

اتصل بي مدير المباحث وحكى لي الواقعة، وطلبت منه عمل محضر وعرضه على النيابة فورًا، ومعه المخبرين، لكي تحقق معهم النيابة، واستدعاء شهود الواقعة لكي يدلوا بأقوالهم ويحكوا ما حدث، والنيابة أخطرت أهله، وجاءت والدته إلى النيابة مباشرة، وفي تحقيقات النيابة ثابت من أقوال والدته عندما سألت هل تتهمين أحدا؟

 قالت لا، هل تشتبهين في وفاته جنائيًا؟

 قالت لا.

ابنك مدمن مخدرات؟

 قالت نعم، ابني يتعاطى المخدرات مثل الكثير من الشباب، ولكن ليس مدمنا، وانتدبت النيابة الطب الشرعي لتشريح الجثة، وأمرت بدفن الجثة .

وبعد ثلاثة أيام ظهر النشطاء السياسيون وتواصلوا مع والدته، وقالوا لها ما رأيك هنستغل القضية، وبدأوا يروجوا بأن المخبرين هم من قتلوا خالد سعيد، وكانوا يقومون بعمل مسيرات شبه يومية "كلنا خالد سعيد"، ويقومون بالسب والشتم في الشرطة ومدير الأمن، وكانت تعليماتي للضباط والأفراد هي ضبط النفس، وكنت أنزل بنفسي المظاهرات.

هل كانت هناك سيطرة على السلفيين في الإسكندرية؟

السلفيون حتى ثورة يناير ليس لهم دور في الشارع، لا يفتعلوا أزمات في الشارع، أول ظهور لهم بعد الثورة، وبالنسبة للسيطرة عليهم تعاملهم كان تابع لأجهزة أخرى، وإنما لم يكن لهم ظهور، بينما الإخوان المسلمين كان لهم ظهور ومشاكل كثيرة جدًا.

لماذا يوجد عدد كبير من السلفيين والإخوان بالإسكندرية؟

كان هناك 8 من قيادات الإخوان المعدودين في الإسكندرية، أعضاء بمجلس الشعب السابق قبل 2010 ولذلك بسبب احتكاكنا بالإخوان كثيرا، حاولوا أن يتشفوا فينا في المحاكمات، وكان الإخواني صبحي صالح يحضر إلى المحكمة ليقود الشتيمة ضدي ويهيج الناس ضدي، وله تسجيل شهير أمام المحكمة قال فيه إحنا ضربناهم ولو لم يحبسوا سنقوم بضربهم مرة أخرى.

 ما الذي حدث يوم 28 يناير "جمعة الغضب"؟

يوم 28 يناير بدأت المظاهرة استشعرت بالقلق مع بداية الصلاة، كان دائمًا عندما تكون هناك وقفات احتجاجية سواء الإخوان أو غيرهم، كانوا يتظاهرون أمام القائد إبراهيم.

كان الذي يحدث أنهم يعتصمون أمام القائد إبراهيم وأثناء الصلاة نقوم بعمل كردون من عساكر الأمن المركزي، وبعد انتهائهم من الصلاة يبدأون بالهتاف، ثم بعد انتهاء المظاهرة نقوم بفتح الكردون وينصرفون.

وعندما تكون هناك تجمعات إخوانية يقومون باصطفاف الصفوف الأولى من السيدات والشباب والرجال من خلفهم، لكن يوم 28 يناير الوضع اختلف تماما، كان اصطفاف الصفوف الأولى من شباب قوى البنية، وأثناء تلاوة قرآن الجمعة، ونحن بالقرب من القائد إبراهيم، سمعنا صوت عالٍ داخل المسجد بعدها خرج رجل منزعجًا من المسجد، سألت هذا الرجل ماذا حدث، قال لي سمعت بعض الشباب بالداخل يقولون إنهم لن ينتظروا هتافات وأنهم بعد الصلاة سيقومون بالضرب مباشرة، وأنهم قاموا بالتشاجر مع هذا الرجل وبعض المصلين في المسجد، الذين تركوا المسجد وخرجوا منه إلى الصلاة في مسجد آخر.

وبمجرد أن سلم الإمام فوجئنا بهؤلاء الشباب يهجمون على أفراد وقوات الشرطة الموجودين أمام القائد إبراهيم، وهؤلاء الجنود لا يملكون إلا درعا، لم نكن نتوقع حدوث هذا، وخلال نصف ساعة لا توجد سيارة شرطة بالقائد إبراهيم إلا وأشعلوا بها النار، وانقطعت الاتصالات وقتها كنت أتخيل أن هذه الأحداث بالإسكندرية فقط، وكل عشر دقائق يتم إبلاغي بإحراق قسم من أقسام الشرطة.

وأضاف، أنه صعد إلى شقة في مبنى مجاور للقائد إبراهيم، لكي يتصل بالوزارة ويبلغهم بما حدث، اتصل وقتها باللواء عدلي فايد، وكان هو حلقة الوصل بين مديري الأمن والوزير، قلت له إسكندرية ضاعت، فأجاب فايد وقال مصر كلها ضاعت مش إسكندرية بس، وقال له لو استطعت أن تحافظ على ما تبقى من منشآت الشرطة والمنشآت الحكومية تبقوا رجالة.

بعدها نزلت وكان معي جهاز لاسلكي خاص للتواصل لقيادات المديرية فقط ومأموري المركز، وجهت نداء من خلاله إلى كل القيادات المتواجدة في الشوارع بأن يأخذوا كل القوات ويتحصنوا بأقسام الشرطة، وطلب منهم المحافظة على أقسام الشرطة والمنشآت الحكومية.

 وأكد إبراهيم أن هذا الأمر كان في وقت أذان العصر، وهذا النداء مسجل، مضيفًا أنه مدير الأمن الوحيد الذي له تسجيل صوتي لما حدث وقدم إلى المحكمة.

وأشار إبراهيم، إلى أنه أعطى تعليمات للضباط بعدم التعامل مع الشارع وأن يتحصنوا بالأقسام، بعدها تولى الجيش تأمين البلاد حوالي السادسة مساءً.

هل انسحبت الداخلية بقرار؟

هذا لم يكن انسحابا، عندما أقول للضباط أن يأخذوا الجنود ويتحصنوا بالأقسام هذا ليس انسحابا، عندما يكون الضابط أمام 1000 متظاهر ومعه 100 عسكري، إما أن يتعامل بالذخيرة الحية ويقتلون المتظاهرين، أو يقتل المتظاهرون 100 جندي، أو نحافظ على المنشآت الشرطية التي يقومون بإحراقها وسرقة السلاح الذي يقومون بقتل الأبرياء به من الأهالي والشرطة، عندما تحدث مظاهرة أقصى أمنياتي أن أرجع إلى منزلي، إذًا لدينا مصلحة أكيده أن يرجع هؤلاء الشباب إلى منازلهم سالمين، وإلا سأحاكم.

المتظاهر يريد أن يصل صوته إلى الإعلام ويظهر مطالبه ويرجع إلى بيته.

ولكن كانت هناك تيارات لها أهداف أخرى، بأن تقوم بإشعال الفتنة بين الشرطة والمتظاهرين، وكان الإخوان سببا أساسيا في إشعال الفتنة واقتحام الأقسام، ولا يوجد قسم تم اقتحامه بأقل من 2000 متظاهر.

حصلت الداخلية على براءة في جميع قضايا المتظاهرين، فمن المتهم الحقيقي؟

دائما في كل قضية نبحث عن المستفيد لا أحد يرتكب جريمة إلا وأن يكون هناك استفادة منها.

والخاسر الوحيد في قتل المتظاهرين هو الداخلية، لأنها هي أول ما سيشار إليه بأصابع الاتهام، وبالتالي ليس لدى مبرر لقتل المتظاهرين، أنا قدمت الأدلة التي تثبت براءتى.

ولكن نبحث عن المستفيد من قتل المتظاهرين أن الشيء الوحيد التي تجعل المتظاهرين بألا يتركوا الشارع، وهم الإخوان وباقي التيارات السياسية المناوئة، والتي حصلت على تمويل أجنبي وتلقت تدريبات بالخارج، والنشطاء السياسيين الذين كان ينظر لهم المواطنون في ذلك الوقت على أنهم قمة الوطنية، البرادعي وأمثاله، والإخوان كان لهم أطماع سياسية والتيارات كانت لهم أطماع تتعلق باستفادتهم المادية، والإخوان لا يؤمنوا بمبدأ الوطن ولا يؤمنوا بحدود.

إذًا هل كانت ثورة يناير مؤامرة بمساهمة الإخوان؟

لم تكن الثورة إطلاقًا، إنما كانت عبارة عن أشخاص أنقياء خرجوا للتعبير عن غضبهم، من بعض الأوضاع غير السليمة في نظام الحكم من بينها ما أشيع عن التوريث والحالة الاقتصادية، وبعض وقائع التعذيب المنفردة في الأقسام.

إلا وأن ركب عليها جماعة الإخوان والنشطاء السياسيين والممولين من الخارج حولها إلى منحنى آخر إلى مصالحهم، الإخوان له مصلحة والتيارات الأخرى لها مصلحة.

إذًا المخربين والإخوان كانوا مسلحين في الميادين، لماذا لم تتعامل معهم الداخلية بشكل خاص؟

في هذه الأحداث من الصعب تحديد من يحمل السلاح في الميادين.

اقتحام السجون وأحداثها وسجن برج العرب كيف تعاملت معها الداخلية؟

بعد انقطاع الاتصالات وسقوط الداخلية، لم تكن هناك قيادات مركزية لكي تتواصل وتتفاوض معهم، والوحيد الذي تواصنا معه يومين بعد الثور كان اللواء عدلي فايد، فأصبح كل مدير أمن وكل مدير سجن يواجه مصيره بحكمة وقراراته، فاختلفت المواقف، فليس لدينا إفادة عن ذلك، وإنما بخصوص سجن برج العرب حدث تعامل وليس اقتحاما، لأنهم كانوا يقصدون سجونا معينة أهمها سجن وادي النطرون.

هل كانت ممارسات الداخلية سببًا في اندلاع ثورة يناير؟

هي كانت من ضمن الأسباب لأنه كان هناك بعض الممارسات الخاطئة، ولكن ليس خطأ الداخلية وإنما على مصدر الأمر للداخلية، مثلا عندما يصدر مأمور قسم شرطة أمر لأحد الضباط بأن يخلي الشوارع من الباعة الجائلين، الأمر مشروع وقانوني، أما في بعض الأحيان التنفيذ يكون خاطئا، وزجوا بالداخلية في أمور كثيرة ليس لها علاقة بها وخاصة الحكم المحلي، فهذا كان من ضمن الأسباب المهمة لإثارة الشارع.

لماذا ستقاضي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق؟

هناك مبدأ عام في القانون، المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأنا قدمت للمحاكمة بأمر إحالة وانعقدت لي جلسة واحدة، كان وقتها اللواء منصور العيسوي وزيرًا للداخلية، وكان في ضيافة أحد البرامج التلفزيونية، ووجهة له المذيعة سأل وهو أن الناس متضررة وتقول إن قيادات الداخلية متواجدة صباحًا في قفص الاتهام ومساءً متواجدة في مكاتبها، فأجابها أنهم قيادات كبيرة والمتهم بريء حتى تثبت أدانته، وإذا حكم عليهم سيتم حبسهم وفصلهم، وإذا حصلوا على براءة سيستمرون.

فقالت له المذيعة إن رئيس الوزراء يذيع بيانا على التلفزيون المصري الآن، كان نص البيان أنه أصدر تعليمات لوزير الداخلية بإقالة القيادات المتورطة في قتل المتظاهرين، وبعد إذاعته البيان عادت المذيعة إلى وزير الداخلية قالت له هل كان لديك تعليمات بذلك، لم يجب عليها لأنه فوجئ بالبيان على الهواء، فقال لها خلاص، قالت له هل كنت تعلم قال لها علمت الآن، عاودت المذيعة لسؤاله مرة ثانية ماذا ستفعل، قال لها علم وسينفذ.

ولكي يصفني الدكتور عصام شرف، بالمتورط لا بد من صدور حكم نهائي وبات بالقتل، هذا معناه أنه تعسف في استخدام حقه، وهذا الموضوع يسبب لي في ألم نفسي، لأني خرجت بعدها مباشرة فيما سمي بتطهير الداخلية، وتسبب في ألم نفسي أيضا لأسرتي.

وأنا الآن حصلت على حكم بالبراءة بات ونهائي، غير قابل للطعن، ونصه أنني لم ارتكب لهذا الفعل.

وأقول للدكتور عصام شرف إنه ارتكب خطأ في حقي، وأنا أريد رد اعتباري أمام المجتمع، إذا لم يقم القضاء بإنصافي.

سأقول لربنا حسبنا الله ونعم الوكيل في الدكتور عصام شرف، ووقتها انتقام ربنا أكبر من أي شيء.

لماذا توجهت إلى العمل السياسي بعد نهاية خدمتك؟

السبب الرئيس لدخولي حقل السياسة، أنني انضممت لحزب الوفد، وقتها كان جماعة الإخوان والإعلام ضدي، وأنا الذي أصابني من الإعلام أنهم كانوا يروجون بأن مدير الأمن راتبه يصل إلى نصف مليون جنيه، وأنا لا امتلك إلا الشقة التي أسكن فيها، ولم أحول إلى الكسب غير المشروع، وكنت أحاول أن أرد على هذا الكلام في الفضائيات، فيجيبوا عليّ بأن هذا توجه، وكان وقتها الإخوان المسيطرين.

وأعلنت وقتها الترشح لانتخابات مجلس الشعب، وهددوني الإخوان وقالوا لي إن لم تنسحب لن تنتهي قضيتك، وذهبت لجلسة المحكمة قاموا بإحراق المحكمة، ونقلت المحاكمة إلى القاهرة، وتنحت الدائرة عن نظر القضية.

وهذا لم يرهبني، بل بالعكس جمعت جميع عائلات البلد وأعلنت لهم أنني سأترشح ضد الإخوان، وانضممت إلى حزب الوفد عن قناعة لحبي لهذا الحزب العريق.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز