عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نقيب المرشدين السياحيين: رأس المال التركي يسيطر على الشركات

نقيب المرشدين السياحيين: رأس المال التركي يسيطر على الشركات
نقيب المرشدين السياحيين: رأس المال التركي يسيطر على الشركات

حاورته - هبة عوض

ذراع أساسية بقطاع السياحة، أصابها ما أصاب القطاع بأكمله، على مدار 7 سنوات، من تكبد مستمر للخسائر، وتوقف شبه تام عن العمل، تسبب له في الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، التي باتت تهددهم وأسرهم، هم المرشدون السياحيون، البالغ عددهم 18000 مرشد، وراء كل واحد منهم أسرة معلقة في رقبته، ينتظرون جميعا انفراجة مرتقبة للقطاع ولأحوالهم.



"بوابة روزاليوسف" حاورت حسن نحلة، نقيب المرشدين السياحيين، للوقوف من خلاله على أحوال القطاع بصفة عامة، ووضع المرشدين السياحيين بشكل أساسي.

 

*كيف كان حال المرشد السياحي قبل تلك الكبوة الأخيرة ؟

 كان من الفئات التي يمكنها العيش في حياة كريمة، إلا أنه وكما هو المعروف توقفت السياحة بشكل عام، في 2011، ثم تحركت قليلًا خلال 2013، ثم جاء حادث سقوط الطائرة الروسية، أواخر 2015، فتوقفت السياحة الروسية، وصدر حظر من عدة دول على الطيران لشرم الشيخ، والتي تقوم السياحة بها على "الطيران الشارتر"، مما حصر السياحة خلال 2016، على عدد قليل من السياح الألمان، يتوجهون مباشرة إلى الأقصر وأسوان، ومع تحركات القطاع كله، تحسنت الحركة السياحية قليلًا خلال العام 2017، إلا أن تلك التحركات جاءت فردية وعشوائية، ما خفض من نسبة تأثيرها على أرض الواقع

 *وما الدور الذي لعبه المرشدون السياحيون في هذه التحركات؟

 بدأ المرشدون السياحيون محاولة تغيير الصورة الذهنية لدى السياح عن مصر، من خلال تصوير فيديوهات مختصرة للسياح المرافقين لهم، من جميع الجنسيات وبكل اللغات، أثناء وجودهم بالمناطق السياحية، للحديث عن إحساسهم بالأمان والضيافة والترحاب التي لاقوها في مصر، واستمتاعهم بإجازاتهم بها، ونشر تلك الفيديوهات وتسويقها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمصر وخارجها، لدينا عدد لا حصر له من هذه الفيديوهات، والتي أجزم أنها أكثر من رائعة، وبدأت شركات السياحة في حضور مؤتمرات ومعارض دولية، لفتح حوار مع الأطراف الأخرى، وزارة السياحة كانت تنظم المشاركة بالمعارض الدولية، وتمت الاستعانة بشركةJWT، للتسويق السياحى لمصر، إلا أن الجميع أجمع أنها لم تفد السياحة بشيء، رغم تقاضيها لمبلغ كبير، وتعاقدها لمدة 3 سنوات، لم نستفد منها بأي شيء، ما يلقي باللوم على الوزارة في رقابتها على أداء هذه الشركة.

*كيف جاءت نتائج تلك التحركات؟

بدأت أزمة السياحة تتحلحل جزئيًا، بعد تحرك عدد من المرشدين السياحيين عبر برامج "التوك شو"، وقلت وقتها إن السياحة صناعة، ليست مسؤولية وزارة السياحة فحسب، بل يجب تضافر مجهودات جميع مؤسسات الدولة المعنية بالملف، كون السياحة بالعالم كله، يتداخل بها عدد من السلطات والجهات المختلفة، نادينا بتفعيل المجلس الأعلى للسياحة، وبالفعل تمت إعادة تشكيله، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في واقعة فريدة، أن يصبح رئيس الجمهورية، بشخصه رئيسا للمجلس، وهو ما كان يستلزمه الموقف بشدة، وانعقد بعد توقف 15 عامًا، لم يُعقد خلالها سوى مرة واحدة.

 

 

 

*وماذا بعد تشكيل المجلس؟

شكلت لجنة الأمانة العامة للمجلس الأعلى للسياحة، للوقوف ودراسة جميع مشكلات القطاع، كبداية لعرضها على المجلس الأعلى للسياحة، وكان من المفترض أن يتم تمثيل جميع أبناء القطاع بها، لتكون مرجعًا شاملًا لجميع هذه المشكلات، وتحديد حلولها بجدول زمنى محدد، وعمل جدول لاجتماعات المجلس، إلا أننا لم نجد سواء في تشكيل المجلس أو اللجنة، من يتحدث عن المرشدين السياحيين، "ولا أتحدث هنا عن مشاكلهم الشخصية، لكن عن كونهم الأقرب والأكثر تعاملًا بشكل مباشر مع السائح، ما يجعلهم الأقدر على فهم مخاوفه واحتياجاته، وكذا الأقدر على طمأنته وتلبية تلك الاحتياجات".

*وماذا عن أبرز ما خرج من المجلس؟

 بعد اجتماع المجلس لأول مرة، وجه رئيس الجمهورية، بالانتهاء من تفعيل الڤيزا الإلكترونية، والتي مثلت نقطة تحول، في نهج السياحة المصرية، إلا أنه لم تطرح أيا من المشكلات اللوجيستية للقطاع، ولا نتلقى أي معلومات عن مخرجات تلك اللجنة، المشكلة من قبل المجلس، ما يعد إهدارًا لفرصة وجود الرئيس بنفسه كرئيس للمجلس، دون عرض المشاكل الحقيقية للقطاع، والحلول العملية والمجهودات الحقيقية التي يقوم بها الكثيرون من أبناء القطاع لحلها، "وذلك حسب رؤيتي"، فكيف لا يمثل المرشدون السياحيون، وهم عَصّب العملية السياحية، والبالغ عددهم 18000 مرشد، وهم من يضعون البرنامج السياحي للزائرين، وهو ما يجهض محاولات الرئيس السيسي الحثيثة لعودة السياحة، والتي وصلت أنه نزل بنفسه لتنشيط السياحة.

 *تحدثت عن بارقة أمل كبيرة للقطاع.. فما هي؟

 تضافرت جهود رئيس الجمهورية ووزارتي الخارجية والسياحة، وفضيلة شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس، في تحقيق حلم "رحلة العائلة المقدسة"، وكنا كمرشدين سياحيين قد طرحناه من عشرات السنين، كوننا ملاصقين للسائح ومستشعرين لما يمس عقله ووجدانه من الموضوعات التي نشرحها له، وفى السنوات الأخيرة، تحدثنا عن ضرورة التوجه للحديث عن تلك السياحة الدينية، التي تمس وجدان وروحانيات السائح، وبدأ التحرك مؤخرًا نحو تفعيلها، وهو ما يخدمنا في اتجاهين، الأول: أن يعلم العالم أن مصر دولة خير وسماحة، وتغيير الصورة الذهنية لدى العالم عن الإسلام والمسلمين، والاتجاه الثاني: هو كيفية جذب مسيحيي العالم لزيارة مصر، وتحويل الرحلة الثقافية لأماكن تواجد العائلة المقدسة، إلى رحلة دينية كحجيج كنسي لمسيحيي العالم، كبيت لحم في فلسطين.

 

 

*ماذا عن السياحة الروسية المتوقع عودتها أواخر هذا العام؟

 الطيران الروسي توقف عام 2015، وهبطت المعدلات بشدة، وبدأ السائح الروسي يأتي لمصر عبر" بيلاروسيا"، ثم حدثت مفاوضات مصرية -روسية، حول الأوضاع الأمنية بمطارات مصر، وقام وزير الطيران المصري، خلالها بجهد مشكور، وكانت تأتينا ردود الفعل من زملائنا المرشدين السياحيين، إيجابية عن زياراته وأحاديثه بروسيا.

 وبجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، تم توقيع اتفاقية عودة الطيران المنتظم بين موسكو والقاهرة، ورغم محدودية أثر هذه الاتفاقية على السياحة، إلا أننا نعتبرها بارقة أمل.

 *هل كان سقوط الطائرة السبب الرئيسي لمنع السياحة الروسية عن مصر؟

 السبب الرئيسي في كبوة السياحة الروسية، هو سيطرة الشركات السياحية برأسمال تركي ونسبة شراكة ضئيلة روسية، على السوق الروسية المصدر، وكذلك على الجانب المصري، تسيطر تلك الشركات التركية مع نسبة شراكة ضئيلة مصرية، على الفنادق وبرنامج السائح، وحتى الطيران العارض بين البلدين يواجه نفس الأزمة، وهو ما قد يكون تم استغلاله للضغط على مصر.

 

 

*هل تتوقع قدوم نفس الأعداد السابقة لعام 2011 من السياح الروس؟

السياحة بالعالم كله، شهدت تغيرات كثيرة، ما قبل 2011، كان يزور مصر أكثر من 3 ملايين سائح، واليوم ذهب هذا السائح لدول أخرى، ولا ننسى أن روسيا ضمت إليها إقليم القرم، القائم اقتصاده على السياحة، ما وجه الروس إلى هذا الإقليم، وكذا جذب سياح العالم إليه.

 *ماذا عن السياحة الثقافية التي قد تستقطب جنسيات جديدة؟

 لدينا بالفعل ثلث آثار العالم ولم نستطع تسويقها كما ينبغي، يبكي السياح عند رؤيتها، لعدم وجود مثيل لها بالعالم. والمرشد السياحي هو العارض والواصف الدقيق لها، ويخلق تلك الروح داخل السائح، ولا بد من إفساح المجال له في عملية تنشيط السياحة.

 *ما موقف المرشد السياحي الذي يجلب السياح عبر الإنترنت ؟

 في ظل عجز التنشيط السياحي، عن جذب السياح، ونشاط ملحوظ من المرشدين السياحيين على الإنترنت، لجذب السياحة، ما يزيد من الدخل القومي لمصر، بالنسبة للقانون المنظم لعمل المرشد السياحي، القانون 121 لعام 1983، نص على أن "على المرشد السياحي إبراز أمر الشغل، والتعريفة المقررة له، مالم يكن يعمل لحساب نفسه"، فالقانون والمشرع واضحان جدا، إن عمل المرشد له حالتان، الأولى: أن يعمل مع شركة، وما يتبع ذلك من تحصله على كافة الأوراق الرسمية المطلوبة، والثانية: أن يعمل لحساب نفسه، وهو ما يفسر إمكانية أن يعمل دون شركة، عبر تواصله المباشر مع السائحين، وهي الحالة التي تواجه عدد كبير من المشاكل والعقبات.

 *وما الفائدة على الدولة حال الموافقة على لجوء السائح لمرشد دون شركة؟

 في ظل ارتفاع نسبة السياح القادمين بدون شركات سياحة، والتي وصلت لقرابة 20%، وهي النسبة المرشحة للتضاعف، حال السماح للمرشدين بالعمل لحساب أنفسهم، ودفعهم ضرائب وتأمينات وتتوافر به كل الاشتراطات والتراخيص الأمنية والمهنية، لاسيما أن العالم كله يتوجه للميكنة، بالفيزا والفندق وتذكرة الطيران، وكل ما يريده السائح مرشد مسؤول عنه وعن تحركاته، وفى الحالتين هذا السائح في مصر، وتحت نظر الدولة، وبرعاية المرشد السياحي عبر الضوابط القانونية.

 *وما فائدة التوجه لدعم سياحة "الأون لاين"؟

 من قبل كان " الشارتر" هو أرخص الأسعار للرحلات، وكان المطلب الأساسي للقطاع، واليوم المنافس الشديد له هو سياحة الأون لاين، لتمتعه بالخصوصية، وببرنامج سياحي من تفصيله، وفقا لتوجهاته الزمانية والمكانية، والعالم كله يتجه للتكنولوچيا ما يستوجب منا الاتجاه في نفس الطريق.

 

 

*هل هناك مشاكل أخرى تواجه المرشد السياحي؟

 بالطبع فهناك قانون التضامن الاجتماعي بمصر، والذي يعامل المؤمن عليه بطريقتين، إما أن يكون مالكًا لمؤسسة، فيدفع عن نفسه وعن موظفيه، أو فردًا بمؤسسة تدفع هي عنه، والمرشد السياحي ليس صاحب مؤسسة، ولا موظف بمؤسسة، فهي مهنة حرة، وتتوقف على الطلب، حتى صنفت التأمينات الاجتماعية المرشد، كمهنة ذات طابع خاص، ووصفت المرشد كصاحب منشأة، وهو ما يترتب عليه حرمانه من البطاقة التموينية، وعلاجه على نفقة الدولة،. وظهرت ضريبة القيمة المُضافة، والمرشد السياحي لا ينبغي تطبيق هذا القانون عليه، كونه لا يستطيع تحصيل إيرادات أو إصدار فواتير، فالقائم بهذه الأعمال شركة السياحة وليست المرشد، وطالبت منذ قدومى كنقيب للمرشدين السياحيين، بتغيير توصيف المرشد السياحي من صاحب منشأة، ليعمل لدى الغير بأجر.

 *هذه الأمور تحتاج لتعديلات تشريعية، فما موقف لجنة السياحة بالبرلمان؟

 لم أر أي تحرك للجنة السياحة بالبرلمان، لحل مشكلة المرشدين السياحيين، ولم يحدث أي لقاءات بين النقابة واللجنة، وأرسلت لكل عضو باللجنة القانون المقترح، لعلاج تلك المشاكل، وجاءوا في 3 مواد هي توصيف المرشد كما شرحت سابقا، وكذا إلغاء تجديد ترخيص مزاولة المهنة كل 5 سنوات على أن يتم التجديد قبل انتهائه بشهرين على الأقل وهو مالا يحدث في أي مهنة أخرى، ويسبب مشكلة لمن لا يجدد في موعده، كون التأخير يتسبب في إلغاء الترخيص، وبالفعل تم إلغاء تراخيص ما يقرب من 1500مرشد، تأخروا لظروف متعددة، ويتحول بالبطاقة إلى حاصل على البكالوريوس، وأخيرا توفير دعم نقدي للنقابة، التي تعتمد مواردها على اشتراكات الأعضاء، ودعم من تذكرة زيارة معبد أبوسمبل، ونريد عمل تذكرة للمرشد السياحي، يدخل إيرادها للنقابة، لتوفير الخدمات الأساسية للأعضاء.

 *وما موارد النقابة في الوقت الحالي؟

 النقابة في حالة انحسار شبه كامل للموارد، ومطلوب منها دفع إيجارات المقرات ورواتب العاملين، والمساعدة في بعض الحالات الضرورية بعلاج الأعضاء، وحتى اشتراكات الأعضاء انحسرت بعد أزمة القطاع، ودعم يأتي من تذكرة أبوسمبل انخفض، بعد انحسار عدد زوار المعبد.

 *لكن وزير السياحة رفع يومية المرشد السياحى إلى 700 جنيه؟

 بالفعل وضع الوزير يومية المرشد السياحي، بقيمة 700 جنيه، لكنه لم يضع غطاءً قانونيًا لضمان دفع الشركة هذه القيمة، ولا توجد شركة تعطي هذا المبلغ، مستغلين توقف السياحة ووضع المرشدين السيئ، الذي يجبرهم على الموافقة على أي أجر، محاولة لتلبية أساسيات الحياة لأسرهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز