عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ياسر المصري لـ"بوابة روزاليوسف": دخلت عالم عبد الناصر في 40 يوما

ياسر المصري لـ"بوابة روزاليوسف": دخلت عالم عبد الناصر في 40 يوما
ياسر المصري لـ"بوابة روزاليوسف": دخلت عالم عبد الناصر في 40 يوما

حوار - سهيرعبد الحميد

-  مشهد إعدام سيد قطب أخذ وقتا طويلا في التحضير والتصوير لما يحمله من تساؤلات وأفكار كثيرة

- ضيق الوقت منعني من التواصل مع أسرة الزعيم وأحمد زكي منحني ملخصا عن حياته

- أتمنى تقديم الدراما الصعيدية وتجربتي مع الفخراني وخالد يوسف أثرت في اختياراتي


  

لم تمنع جنسيته الأردنية من قبول التحدي وارتداء عباءة الزعيم جمال عبد الناصر، بل على العكس، اعتبر الفنان ياسر المصري الدور فرصة مميزة وبوابة ملكية لدخول قلب الجمهور المصري الذي يعشق الزعيم.

 في الذكرى المئوية لميلاد جمال عبدالناصر، "بوابة روزاليوسف" حاورت ياسر المصري، الذي كشف خلال حواره كواليس دخوله عالم التمثيل، ورؤيته له كإنسان، وكيف استقبل هجوم الناصريين عليه، والمصادر التى اعتمد عليها لرسم ملامح الشخصية، وحقيقة لقائه بأسرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتفاصيل أخرى يرويها في السطور القادمة.
 

في البداية اعتذرت عن تجسيد عبد الناصر في "الجماعة2"، ثم قبلت.. ما سر رفضك تقديم الشخصية ثم قبولها بعد ذلك؟

شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر دور لا يرفضه أي ممثل، لأن عبد الناصر شخصية مصرية عربية عالمية، وبالتالي كل الباحثين، في إطار التمثيل الجاد، عن دور صعب يعتبرونه تحديا ومغامرة ونقطة فارقة في حياتهم الفنية، أما سبب اعتذاري في البداية فكان وراءه ضيق الوقت، فعندما رشحني المؤلف الكبير وحيد حامد والمخرج شريف البنداري للعمل طلبت 6 شهور للتحضير، هذا لم يكن متاحا وقتها لأسباب تتعلق بمواعيد التصوير، وكان بداخلي خوف من التجربة، إما أكون أو لا أكون ومع دعم العبقري الأستاذ وحيد حامد وإصراره مع المخرج شريف البنداري وافقت، وحملني ذلك مسئولية كبيرة، ومنحوني 40 يوما لدراسة الشخصية قبل بدء التصوير.

 
قبل الجماعة، كيف كنت ترى جمال عبدالناصر كمواطن عربي قبل أن تكون ممثل يستعد لتجسيده؟

 كإنسان أحببت جمال عبد الناصر، حتى ولو اختلفت مع وجهة نظر أخرى، وكفترة تاريخية لم أعاصرها، معلوماتي عنه هي المتوافرة عنه لدى معظم الناس، وعندما قرأت نص الأستاذ وحيد حامد بجانب ما توفر لي من مادة بحثية خلال فترة الـ40 يوما دراستي للشخصية، وبدخولي التجربة تفتحت على عالم ناصر، وآفاق كبيرة بحكم اطلاعي على النص الذي كتبه الأستاذ وحيد حامد، الذي ركز على فترة تاريخية معينة.

 
هل هناك وقائع فوجئت بها خلال دراستك لشخصية عبدالناصر؟

 دائما كنت أخضع المنطق في التفكير بعيدا عن المفاجأة، لأن التاريخ الذي كتبه المؤلف كان من خلاله مراجع، فعبد الناصر انغمس مع كل الأحزاب والتيارات السياسية ليرى أي الاتجاهات يتطابق مع وجهة نظره كمواطن يحب وطنه ويدافع عن شعبه، وبالتالي لم يجد توافقا ما بين المنظومة الفكرية له وبين التيارات الأخرى وطبيعة أي مفكر وإنسان وزعيم يفكر في أمته ويحلم بالقومية العربية يرى ما لا يراه الآخرون، وبديهي أن يبحث عما يتفق مع فكره.

 
الناصريون هاجموا العمل واتهموه بتزوير التاريخ كيف رأيت هذا العمل؟

حالة الجدل التي أوجدها المسلسل شيء جيد، والعمل الناجح هو الذي يثير جدلا وينصب في النهاية لمصلحة التاريخ والناس، والعمل الفني وأي جهات نظر قابلة للنقاش، طالما هناك حوار بالتأكيد سنصل لنتيجة  والأدلة على من ادعى وفي "الجماعة2" لا مكان للعاطفة لأن العمل يبحث في تاريخ من خلال دلائل ووقائع ومراجع ثابتة، والمؤلف من أكثر الناس التي تستطيع أن تتعامل مع هذه الوقائع علاوة على أن التعامل مع شخصية عبدالناصر بشكل عاطفي ليس في صالح التجربة، لأنها تجربة فكرية تاريخية قائمة على أدلة ثابتة وعموما يجب أن نتعامل مع الشخصيات التاريخية بالمنطق والعقل وليس بالعاطفة.

 
حدثنا عن تعاملك مع مشكلة اللهجة واستحضار روح وشخصية عبدالناصر؟

هذا الأمر أرهقنى جدا، وحاولت أن أبحث كثيرا في مسألة استحضار الروح من  خلال القراءة في هذه المرحلة التاريخية والتقرب من شخصية عبدالناصر ولغة الجسد عبر الفيديوهات الخاصة بالخطابات وأحاديثه بالعربية والإنجليزية، التي وفرتها لي الشركة المنتجة أيضا، حاولت قراءة ما بين السطور ودراسة الشخصيات الأخرى المحيطة بجمال عبدالناصر مثل شمس بدران وزكريا محيي الدين والسادات والهضيبي وسيد قطب، حتى أدرك إلى أين سأصل في شخصية جمال عبدالناصر، كما استعنت بالأعمال التي قدمت عنه، وعلى رأسها فيلم "ناصر 56" الذي قدمه العظيم أحمد ذكي وشاهدته فوق الـ10 مرات، حيث قدمت لي هذه الأعمال ملخصات عن شخصية عبدالناصر، استفدت منها كثيرا، وهناك مدرب التمثيل أسامة بركات الذي عاش والده في فترة مجلس قيادة الثورة، وكان لديه بعض الأوراق والقصص التي ساعدتني في القرب من الشخصية، أيضا يوسف نعمان مدرب اللهجة الذي رافقني في الاستوديو طول فترة التصوير، وحاولت منذ دخولي هذه التجربة أن أعزل نفسي تماما حتى لا أتأثر بأي مؤثر خارجي له تأثير سلبي على تقديمي للشخصية، ووصلت لمرحلة أقتنعت فيها بكل تفاصيل حياته.

 
وهل تواصلت مع أي فرد من أسرة الزعيم جمال عبد الناصر؟

للأسف ضيق الوقت لم يسعفني، والورشة التي أقمتها للتعرف على الشخصية منعتني من التواصل مع أسرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكنت أتمنى لقاءهم.

 
ألم تتخوف وأنت تتعامل مع مخرج شاب وهو المخرج شريف البنداري، خاصة أن عمل مثل "الجماعة 2" ذات طبيعة خاصة؟

الإبداع لا يأتي من عدد التجارب، لكن يأتي من لحظة دراسة ووعي وقناعة وحب وطاقة إيجابية، وهذه الأشياء لمستها في المخرج شريف البنداري الذي كان يدير 300 ممثل في "الجماعة"، بالإضافه لفريق العمل خلف الكاميرا من مكياج لديكور لتصوير، والحقيقة أن المخرج شريف البنداري بذل مجهودا كبيرا يستحق عليه لقب "المايسترو" عن جدارة.

 
مشهد اتخاذ عبدالناصر قرار إعدام سيد قطب من المشاهد المهمة في "الجماعة 2"، حدثنا عن كواليس هذا المشهد؟

مشهد إعدام سيد قطب في الحلقة الأخيرة حمل تساؤلات كثيرة، ومليء بالأفكار، وخلاصة قرار إنساني وتحديد مصير وأسئلة كانت تدور في المشهد، لذلك كنت أحتاج لتركيز غير عادي لمحاولة إيجاد أجابة لهذه الأسئلة، وهذا المشهد أخذ منى وقت طويل في التحضير والتصوير وأتمنى أكون وصلت الرسالة التى أراد العمل ان يوصلها للناس.
 

هل من الممكن أن تؤثر شخصية عبد الناصر على اختياراتك الفنية القادمة؟

 منذ دخولي الفن دائما أبحث عن الأعمال المثيرة للجدل التى أجد فيها تحديا، وأبحث عن تفاصيل أثناء تقديمها، ومعروف أن الأعمال الإجتماعية التاريخية ستخلد في ذاكرة الناس، فمثلا قدمت عملا عن حياة الشيخ زايد على المسرح بعنوان "زايد والحلم"، وقدمت عبدالناصر في "الجماعة 2"، وهذه شخصيات أثرت عليّ في الحياة.

 ولا أنسى تجربتي مع المخرج الكبير خالد يوسف، وقتها كنت أتخبط كممثل ماذا سأقدم، وهل سأعمل من أجل الكسب المادي بعيدا عن الرسالة أم أبقى محافظا على اختيار المواضوعات.

 
وماذا أخذت من تجربتك مع خالد يوسف؟
 
كانت تجربة مهمة، وتعاوني معه علمني خلاصة حياة وفن عاشها خالد يوسف وجدتها في توجيهاته، أيضا لا أنسى تجربتي مع الفنان الكبير  يحيى الفخراني والمخرج المبدع شادي الفخراني، في دهشة، وتعلمت من تجربتي معهما أن اقدم الشخصية بحب وصدق وإخلاص.

 
وماذا بعد "الجماعة2"؟

بعد "الجماعة"، أصبح الخيار أصعب لأن السؤال: ماذا سيأتي بعد ذلك ودائما أترك كل شيء للمولى عز وجل لكن أمنيتي أن أقدم عملا صعيديا في الفترة القادمة، فأنا أعشق هذا اللون والجمهور يحبه.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز