عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد خليفة يكتب: القوة الناعمة الحقيقية لمصر هى إبداعات الكتابة والفن

أحمد خليفة يكتب: القوة الناعمة الحقيقية لمصر هى إبداعات الكتابة والفن
أحمد خليفة يكتب: القوة الناعمة الحقيقية لمصر هى إبداعات الكتابة والفن

القوة الحقيقية لمصر المحروسة الكلمة ..نعم كلمة مصر العليا هى الآداب والفنون، وقد تمر البلاد بفترة جمود ويخفت ضوؤها لكن قلب مصر النابض لا يتوقف عن الخفقان أبدا، هذه حقيقة مؤكدة، وقد تشهد مصر عودة الإنتاج الأدبى والفني من المسرح والسينما والأدب.



  الكتابة والكلمة هى سر قوة مصر الحقيقية، ما جعلنى أتذكر كل ذلك هو رواية "حب مايل" لحنان عبدالله وروايتها الأولى حب مايل، والتى تصنف من أدب الواقعية الجديدة وقد استعانت الأديبة بمفردات وكلمات وجمل وصيغ جميلة ورشيقة أعادتنى بسرعة للزمن الجميل وأجيال الأدباء العظام.. نعم  سرد شيق وجمل جميلة جعلتنى أعيش الأحداث وأستمتع بالرواية.. إنها الجينات يا سادة  فهى مكسب وفخر للرواية العربية.. حنان عبدالله ابنة المبدع محمد عبدالحليم عبدالله، صدق المثل ابن الوز عوام، والروائية حنان عبد الحليم، وهي أولى روايتها وأولى أعمالها المنشورة فى السوق المصرية والعربية.

وتعمل الروائية حنان عبدالحليم، مذيعة نشرات إخبارية وبرامج بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، بالإضافة إلى كونها مدونة وروائية، وبدأت الكتابة الاحترافية فى عدد من المجلات الكويتية عام 2006، وتنوع إنتاجها الأدبي ما بين القصة القصيرة والمقالات الساخرة، لكنها نشرت إنتاجها بغزارة على مواقع التواصل الاجتماعي والمدونة الخاصة بها، إلى أن نشرت أول أعمالها، والأب محمد عبد الحليم عبد الله مؤلف وأديب مصري، ولد في 3 فبراير 1913 بقرية كفر بولين مركز كوم حمادة محافظة البحيرة، وأصبح أحد رموز الرواية في الأدب العربي الحديث، ومن أكثر الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها.. وهي الخصائص التي ميزت أعماله عن سائر الروائيين من جيله. مثل مسلسل "لقيطة" عن روايته بنفس الاسم وكذلك مسلسل "شجرة اللبلاب"، عن روايته بالاسم نفسه، وكذلك مسلسل "للزمن بقية"، وفيلم "الليلة الموعودة" وفيلم "غصن الزيتون".

وقد شهد الخطاب الروائي والقصصي العربي على مدى سنوات كثيرة تطورات جوهرية مهمة شملت المعنى، والمبنى، والرؤية والأداة، وتعاظمت حدوده حتى شملت دهاليز النفس، ومنطقة الوعي واللاوعي، وأدق دقائق الحياة الإنسانية، والبنية الفوقية والتحتية لواقع المجتمع، كما شمل التطور الروائي أيضا ملامح الشكل، وعمارة السرد والحكي، وتداخلت العناصر المختلفة للقص وامتزجت أدواتها، وتطور الأداء اللغوي للسرد القصصي والروائي، وأصبح واقع القصة والرواية العربية في رهان مع الزمن، وفي سباق معه، لإضافة أبعاد جديدة تثري هذا الفن وتؤصله، ولازال التخييل العربي للحكي في تطوره الدائم المستمر، ولازال استغراق الروائي العربي في توظيف الخيال لتجسيد الواقع بشخوصه وأحداثه وأيديولوجيته وقضاياه، وايقاعه المرئي واللامرئي هو المهيمن على واقع النص الروائي، كما لازال البحث مستمرا عن رؤى وأشكال جديدة للفن القصصي والروائي منذ أن تحولت المقامة إلى قصة فنية، ومنذ أن ظهرت ملامح هذا الفن الوافد وامتزجت امتزاجا عنيفا بالنثر العربي الحديث، وانصهرا معا في بوتقة القصة والرواية العربية التي نراها على الساحة الآن.

وفى زخم المشهد الروائي والقصصي الذي كثر حوله الجدل منذ أن بدأت غواية القصة والرواية والحكي والافتتان بمنظومتها تتوجه ناحية المتلقي، من الأب والابنة تبث فيه جوانب التأويل وأبعاد الغواية ذاتها، ظهرت كثير من الأصوات التي بصمت هذا المشهد السردي الحكائي العريق ببصمة التميز؛ وحفرت في أوراقه الخاصة أياما وأزمانا وشخوصا ورؤى جاوزت بالمتخيل العربي وقائع ما يعيشه الإنسان المحكي والمسكوت عنه، وأنجز السرد العربي في هذا المجال، وفي وقت قصير للغاية حكيا، ورويا قدر له أن يكون هو صلب الحياة الأدبية التي نعيشها الآن.

ولعل هذا النهر الروائي الكبير الذي يجري في ضمير حياتنا الأدبية بروافده المتعددة والمتواترة والمتعاقبة منذ أوائل القرن الماضى لهو أبلغ دليل على عظم هذا الفيض المتدفق من نصوص الفن الروائي والقصصى المشغول بفضاءات النص الرحبة الواسعة التي استلهمت الموروث التراثي والأسطوري والواقعي، واستهدفت الإنسان المعاصر بقضاياه وهمومه وصراعاته المختلفة، واستدعت وحشدت له من تقنيات الحكي والأشكال الفنية، وأساليب القص الحديثة حتى أصبح فن السرد في مجال القصة والرواية من ضرورات العصر الحديث التي لا غنى عنها في الحياة الأدبية، وأصبحت بحق هي ساحة الأسئلة الكبرى والملحة في حياتنا المعاصرة.

وقد كان جيل العظماء من كتاب القصة والرواية في مصر، الذي ضم كلا من نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ويوسف السباعي، وأمين يوسف غراب، وعبد الرحمن الشرقاوي، وإحسان عبد القدوس، وسعد مكاوي ومحمد عبد الحليم عبد الله، هم أصحاب الفضل الكبير في هذا التطور الذي شهدته القصة والرواية العربية، حيث أرسى هذا الجيل دعائم المشهد الروائي والقصصي المعاصر، وأقام منظومته الروائية التي كللت بحصول الرواية العربية على جائزة نوبل للآداب على يد آخر الروائيين العظام من كتاب هذا الجيل وهو الأديب الكبير نجيب محفوظ.

والمتتبع لإبداعات هذا الجيل من كتاب القصة، والرواية يجد أن كل أبناء هذا الجيل له سماته الخاصة، وطرائقه التي تميزه وسط جيله، وتناغمه المعروف به في التشكيل القصصي، ومعزوفته التي يعزف بها على أوتار خصوصيته في الشكل والمضمون، وبدأت تعود الحركة الأدبية لسابق رونقها وجمالها لهذا الجيل من المبدعين الجدد.

والتي كانت حياته في حد ذاتها نموذجا إبداعيا حكائيا استطاع أن ينهل من نبعها أعمالا أدبية فرضت نفسها على الساحة الأدبية في وقت كانت القصة والرواية تعيش مخاضها الحقيقي في ساحة الأدب.. وقد نشهد حاليا ولادة روائية عظيمة من زمن فات هى حنان عبدالله.

 

*كاتب صحفى مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز