عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المقابر في أسيوط: "دوبلكس"

المقابر في أسيوط: "دوبلكس"
المقابر في أسيوط: "دوبلكس"

كتب - علي عبد الرحيم

يعانى المواطن الأسيوطى من أزمة السكن حيًا أو ميتًا، يعيش عمره يعمل ليتمكن من عقار ملك، وكذلك الحال بالنسبة للمقابر، فالأراضى المخصصة مقابر تحت سيطرة مافيا الأراضي، فى ظل تخاذل الجهات التنفيذية والرقابة فى تنفيذ قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإزالة التعديات على أملاك الدولة والظهير الصحراوى.



"مركز القوصية"

"إكرام الميت دفنه".. جملة نسمعها عندما نفقد عزيزا لدينا، ولكن يختلف الوضع فى مركز القوصية بمحافظة أسيوط، فمقابر المدينة امتلأت بالموتى، ولجأ الأهالى لإنشاء مقابر دورين "دوبلكس" لاستيعاب الموتى، وبالرغم من تخصيص قطعة أرض بمساحة 217 فدانا، فى الظهير الصحراوى بكاروت قرية مير، ولكن هناك من استولى عليها، حيث كانت مخصصة لإقامة مدفن "جبانة"، وتم الحصول على قرار التخصيص من قبل المجلس المحلى للمدينة والمركز ثم المجلس المحلى للمحافظة رقم 409 لسنة 2006 وكذلك موافقة الصحة والزراعة وهيئة الآثار والمجلس التنفيذى للمحافظة والدفاع المدني٬ وبقيت موافقة واحدة خاصة بالقوات المسلحة٬ وتم إنفاق نحو 50 ألف جنيه بجهود الأهالى لتمهيد طريق الجبانة بطول 1500متر.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام المتعدي على الأرض بإنشاء محجر رخام، ومزارع، وتقدم بطلبات تقنين للوحدة المحلية وقوبلت بالرفض، ولكن تواطؤ الوحدة المحلية بعدم تنفيذ قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى من تنفيذ إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة، والظهير الصحراوى من مافيا الأراضى.

 نصر يحيى خليفة، عضو المجلس المحلى سابقا، قال: تم تخصيص 217 فدانا، و12 قيراطا لمقابر تخدم مدينة القوصية وعددا من القرى بعد تكدس مقابر المدينة غرب القوصية، وبعد الموافقة على قرار التخصيص من قبل المجالس المحلية الشعبية المدينة والمركز والمحافظة، وبعد موافقة جميع الجهات المختصة، بدأنا فى تمهيد الطريق المؤدى للمقابر بداية من كاروت إلى الأرض بالجهود الذاتية وتبرعات الأهالى، وقبل 2011 تم التعدى على الأراضى من قبل الأهالى ورجال أعمال، وتمت الإزالة لكل التعديات على الأرض، وعقب 2011 وحل المجالس المحلية تم التعدى على الأرض حتى الآن بسبب تقصير وغياب للوحدة المحلية لمركز القوصية، ولم تتم إزالة التعديات حتى هذه اللحظة، موضحاً أن الأهالى تقدموا بعدة شكاوى لرئيس مدينة القوصية والمحافظة دون جدوى.

وبسؤال المهندسة هويدا الشافعى، رئيس مركز ومدينة القوصية، امتنعت عن التصريحات الصحفية بشأن موضوع التعدى على مقابر القوصية، مؤكداً أنها لا تعلم شيئا عن الموضوع.

وقال مصدر رفض ذكر اسمة بأملاك الدولة بالوحدة المحلية بالقوصية، يوجد 217 فدانا تم تخصيصها مقابر لمدينة القوصية بالظهير الصحراوى بقرية مير، ولكن يوجد تعديات كثيرة على جزء كبير من القطعة المخصصة، مؤكداً أنه تم تحرير محاضر لهم، ورفضنا تقننين الأرض لهم لأنها مخصصة مقابر.

 "مركز منفلوط"

فى قرية جحدم بمركز منفلوط، لا يختلف الوضع كثيراً عن باقي مدن أسيوط، حيث امتلأت مقابر القرية بالموتى، وتم التعدى من قبل مافيا الأراضى على الظهير الصحراوى للقرية، ورغم صدور قرار منذ أكثر من عامين بتخصيص قطعة أرض كمقابر لأهالي قرية جحدم بمنفلوط، لتخدم قرية جحدم وبنى سند وبنى حسين.

يقول أحمد صالح، مدرس: نعيش مأساة حقيقية بسبب امتلاء مقابر القرية منذ سنوات، ندفن الموتى فوق بعضهم لضيق المكان، مشيراً إلى أنه ليس من الشرع والإنسانية والرحمة بالميت أن ندفن كله مع بعضه بهذا الشكل، ورغم أن المقابر الجديدة بعيدة عن الأهالي، إلا أنها المخرج الوحيد من الأزمة، مطالبًا المسؤولين بسرعة تخصيصها لحل المشكلة.

وقال على عطا، رئيس الوحدة المحلية ببنى عدى، قمنا بتحديد قطعة أرض بالظهير الصحراوى مساحتها 13 فدانا لإقامة مقابر لقرى جحدم وبنى حسين وبنى سند، وبعد الرفع المساحى للأرض ومعاينة لجنة 38 من وزارة الصحة، وفى منتصف العام الماضى رفضت وزارة الصحة الأرض لوجود رشح بها.

وأضاف، قمنا بتحديد قطعة أرض تبعد عن القطعة المرفوضة من الصحة بكيلو متر، مساحتها 21 فدانا وتقدمنا بطلب لإملاك الدولة بديوان عام المحافظة لصدور قرار التخصيص، لتخدم قرى بنى سند وجحدم وبنى حسين ولكل قرية 7 أفدنة.

وعن التعديات بالظهير الصحراوى، قال لا يوجد تعديات بالظهير الصحراوى للقرية، ولدينا 67 فدانا مشروعات مستقبلية تخدم قرى منفلوط، منها 30 فدانا لمشروع الطاقة الشمسية، و3 أفدنة للشباب والرياضة.

كما يعاني أهالي قرية بني شعران في مركز منفلوط، من قلة مساحة المقابر المتوافرة للقرية، البالغ تعداد سكانها أكثر من 17 ألف نسمة، ولا يوجد فيها مكان الآن لدفن الأموات، حيث يعيش أهالى القرية مأساة حقيقة فى رحلة شاقة للبحث عن أماكن لدفن موتاهم فمساحة مقابر القرية ضيقة للغاية، الأمر الذى يضطرهم إلى دفن أكثر من جثمان فى القبر الواحد أو ترحيل رفات الموتى السابقين جانبا، خاصة أن مساحة القبر نفسه ضيقة، ولا يمكن أن تسع لأكثر من جثمان، مما وصل الحال بالأهالى لبناء غرفة تحت الأرض تسمى "فسقية" لاتساع أكبر عدد من الموتى، وبسبب فتحها على فترات قريبة أصبحت تنبعث منها روائح كريهة وصعبة وغير صحية على الأهالى، خاصة أن المقابر قريبة من المناطق السكنية.

 ناصر الأصيل من أهالى قرية بنى شعران بمنفلوط، قال نعانى فى بنى شعران من مشكلات عديدة، إلا أن المشكلة الأكبر هى المقابر فأصبحت المقابر الموجودة بالقرية غير مناسبة لاستقبال موتى جدد بسبب امتلاء مقابرها برفات الموتى، وأن القرية تقع ضمن الظهير الصحراوى الغربى لمحافظة أسيوط، وبها مئات الأفدنة أملاك الدولة، ولكن بعض أصحاب النفوذ والعائلات القوية بالقرية سيطر على تلك الأراضى حول الجبانة وتم الاستيلاء عليها.

وأضاف ناصر، إن موظفين بالوحدة المحلية والمحافظة ساعدوا المافيا على السيطرة على الأرض من خلال ربط وبيع جزء كبير من أرض الظهير الصحراوى وأملاك الدولة، والآن يتم تحويل الأرض الى مبان تقدر القيراط الواحد 120 ألف جنيه حتى 200 ألف، وتمت محاصرة المقابر وتحديدها من أصحاب الأرض.

وأكد نصر، أن المقابر امتلأت بالموتى ولا يوجد مكان لدفن الأموات، وتمت مخاطبة الوحدة المحلية لمركز ومدينة منفلوط، وديوان عام المحافظة ولم تتم الاستجابة.

وناشد ناصر المسؤوولين بسرعة توفير حلول بديلة من قبل الدولة ومحاولة استرداد الأراضى المنهوبة من أملاك الدولة واستغلالها فى عمل جبانة جديدة.

وقال محمد حسين، رئيس الوحدة المحلية بالعتمانية، قمنا بتخصيص قطعة أرض بالظهير الصحراوى مساحتها 20 فدانا بنجع على منصور من قطعة أرض مساحتها 100 فدان، وتم الرفع المساحى ووافقت وزارة الصحة والجهات الأمنية والمعنية، ويتبقى الموافقة من قبل المجلس التنفيذى بالمحافظة.

وأضاف محمد حسن، أنه سيتم خلال الشهور المقبلة حل مشكلة المقابر بالكامل، واكد أن الـ20 فدانا مخصصة لقرية بنى شعران فقط، والمساحة جيدة بالنسبة لتعداد القرية، حيث تعداد القرية17 ألف نسمة.

"مركز أسيوط"

امتلأت مقابر قرية بنى حسين بالموتى، مما جعل الأهالي يلجأون لبناء أدوار فوق بعضها حتى شارفت على الدور الثالث، كأنه منزل وليست مقبرة لدفن الموتى، ويقوم أهالى القرية بجمع عظام الموتى ووضعها فوق بعضها البعض لتوفير مساحة للميت الجديد، يتم دفن النساء والرجال والأطفال فى غرفة واحدة، بسبب ضيق المقابر وتكدسها.

يقول صالح شعيب، موظف: "امتلأت عن آخرها ولا توجد مساحة بديلة لتخصيصها كمقابر، فكان الحل الذي لجأ إليه الأهالي هو بناء المقابر أدوارًا فوق بعضها، فنحن نقوم بجمع عظام الموتى ونضعها فوق بعضها البعض لتوفير مساحة للميت الجديد، فمقابر القرية منذ عقود، ولم يتم توفير بديل للدفن الشرعية بدلاً من دفن الرجال والنساء والأطفال فى مقبرة لم تتجاوز الـ10 أمتار، ونلجأ لبناء دور ثان ليكون مخصصا لعظام الموتى.

ويطالب شعيب، بعمل مقابر جديدة بقرية جحدم بجوار مقابر مسرع وأولاد رائق، مضيفًا أن إكرام الميت دفنه، فهل يعقل أن نستغرق أكثر من نصف يوم حتى نتمكن من توفير مقبرة مناسبة لدفن موتانا.

وقال المهندس نبيل الطيبى، رئيس مركز ومدينة أسيوط، أن قرية بنى حسين لا يوجد بها أرض أملاك دولة، لذلك تم تخصيص قطعة أرض منذ سنوات بطريق المطار مساحتها 107 أفدنة، وتم تقسيم قطعة الأرض على 3 مراحل تم إنجاز مرحلتين، وتم تسليم مقابر لمن تقدم من الأهالى بطلبات.

وأضاف نبيل الطيبى، أنه تمت مخاطبة مركز منفلوط لسرعة تخصيص قطعة أرض بالظهير الصحراوى بقرية جحدم لقربها من قرية بنى حسين، وأكد أنه صدر قرار منذ سنوات بتخصيص قطعة أرض بقرية جحدم لتخدم قرى منفلوط وقرية بنى حسين بمركز أسيوط.

 

"مركز البداري"

امتلأت المقابر الخاصة بجبانات مدينة البدارى بالموتى، مما يضطر المواطنين لشراء أرض بجوار المقابر لدفن موتاهم، وبعد معاناة الأهالى من تقديم الطلبات والشكاوى تم تخصيص قطعة أرض منذ سنوات، لم يتمكن أغلب مواطني المركز باللحاق بشبر واحد منها، نظراً لصغر المساحة التى تم تخصيصها، ويسيطر مافيا الأراضى على جزء كبير من الظهير الصحراوى للمدينة بعرب مطير.

يقول محمد عاطف، مدرس، امتلأت المقابر القديمة عن آخرها، ولا توجد مناطق بديلة، مردفا هل ينتظر المسؤوولين أن يُقيم كل مواطن بالبدارى مقبرة داخل منزله يستطيع دفن موتاه بها، مطالباً بتوفير أماكن بديلة تكون بمثابة جبانات للمواطنين، وتكون قريبة من الجبانات القديمة الخاصة بالمدينة والقرى المحيطة بها، مشيراً إلى أن هذه المساحات متواجدة بالفعل فى الظهير الصحراوى بقرية عرب مطير التابعة للمركز.

وأضاف عاطف، أنه تم تخصيص مساحة قليلة منذ أكثر من 10 سنوات لإقامة مقابر به، ولكن الأغلبية العظمى من المواطنين لم تتمكن من الحجز بها، نظرا لزيادة عدد السكان والوفيات، وحاجة المواطنين لبناء مقابر جديدة، مطالباً بايجاد حلول لهذه المشكلة التى تؤرق الأهالى وتوفير مناطق جديدة.

وأكد عاطف، أصبح الشغل الشاغل للأهالى هو الحصول على قطعة أرض لهم يسكنون بها بعد مماتهم، بدل من البحث عن مساكن لهم فى الحياة الدنيا.

مناشدا المهندس ياسر الدسوقى محافظة أسيوط بتخصيص واستصلاح جزء من الظهير الصحراوى بقرية عرب مطير بالبدارى، تكون خاصة بإقامة مقابر عليها يتم توزيعها على المواطنين.

وقال المهندس أحمد بدر، رئيس مركز ومدينة البدارى، إن مقابر مدينة البدارى بعرب مطير تكفى لمركز البدارى بالقرى المجاورة، مشيراً إلى أن مساحة مقابر مدينة البدارى بعرب مطير 70 فدانا المقابر القديمة، وتم تخصيص 65 فدانا منذ سنوات وتم تسليمها بالكامل للأهالى طبقاً لمن تقدم بطلب للوحدة المحلية، حيث مساحة المقبرة 100 متر.

وأضاف أحمد بدر، أن هناك أفرادًا لم يتقدموا بطلبات حجز مقابر لهم وقت حجز قطع المقابر، ولا توجد مساحات خالية فى مقابر عرب مطير الجديدة والقديمة، ولا يمكن تخصيص أرض بعرب مطير، نظراً لأن الأرض مخصصة للغابات الشجرية لمشروع الصرف الصحى.

وعن التعديات على أراضى الظهير الصحراوى، أكد بدر أنه لا توجد تعديات على أرض الظهير الصحراوى بجوار المقابر، والأرض مخصصة للغابات الشجرية.

وأكد بدر، أنه سيتم تخصيص أكثر من قطعة أرض للمقابر بالعقال بحرى والعتمانية والنواورة لاستيعاب القرى ومن تأخر عن التقديم لمقابر المدينة بعرب مطير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز