عبدالناصر.. الأب الروحي لشعار "صنع في مصر"

كتبت - هبة عوض

خبراء الاقتصاد اختلفوا على تقييم الأداء الاقتصادي لفترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، هناك من أيد سياساتها وإجراءاتها، وهناك من عارض وينسب لها معظم المشكلات الاقتصادية، بل إنه سحب هذه المشاكل إلى الحياة الاجتماعية التي ما زلنا نعانيها إلى يومنا هذا.

د. محسن خضير، الخبير الاقتصادي:

الاقتصاد المصري استطاع تمويل بناء السد العالي، وهو المشروع القومي العملاق الذي التف حوله المصريون، وبناء مجمع مصانع الألومنيوم، والغزل والنسيج، والعديد من الصناعات التي كانت تحمل شعار "صنع في مصر".

النمو الاقتصادي حافظ على الارتفاع، حقق نسبة 8%، حتى في أوقات الحروب، كما زادت الرقعة الزراعية بنسبة 15%، وإتاحة التعليم بالمجان لجميع طبقات الشعب  دون تمييز، ومراعاة العدالة في الأجور، وبلغ عدد المصانع في عهده 1200 مصنع، وعندما توفى كان الاقتصاد المصري أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية!

د. يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس:

سياسات عبدالناصر الاقتصادية غلبت البعد الاجتماعي على الاقتصادي، دون دراسات جدوى سليمة، لضمان استمرار إيفائها للأثر الاجتماعي الإيجابي المطلوب منها.

قرارا مثل إعادة توزيع الأراضي الزراعية، أدى إلى تفتيت الأراضي، قانون الإيجارات بنوده غير المنصفة للملاك، أثر سلبا على عملية التوسع من قبل الأهالي بالإنشاءات السكنية، قرار التزام الدولة بتعيين خريجي الجامعات، تسبب في التكدس الحادث الآن بالجهاز الإداري للدولة، مكلفا إياها ربع موازنتها في بند الأجور، دون تحقيق عائد حقيقي منه، قرار التأميم والاهتمام بإحلال الواردات محل المنتج المحلى قضى على الصادرات.

الخمس سنوات من 1960إلى 1965، هي الأفضل، لما صاحبها من ارتفاع معدلات النمو الإنتاجي والصناعي، عبر العدد الكبير من المصانع، إلا أنها سرعان ما أهملت، وتوقفت عن الإنتاج.

د. بسنت فهمي، النائبة البرلمانية، والخبيرة الاقتصادية:

اعتمد الاقتصاد الموجه، والاقتصاد لا يقاس بالكلمات، إنما بالأرقام والمؤشرات، أهمها عجز الموازنة والتضخم والبطالة، وقيمة العملة وحجم الاحتياطي النقدي، ومخزون الذهب بالدولة.

كما أن العدالة الاجتماعية، التي كان ينشدها، كانت تطبق بمفهوم خاطئ، حيث إن الهدف من العدالة الاجتماعية ليس تساوى توزيع الثروة، وإنما إتاحة الفرص للجميع ليفوز بها أصحاب المؤهلات والكفاءات.

د. عبدالخالق محمد، الخبير الاقتصادي:

عبدالناصر حي، بإنجازاته الاقتصادية، وبنائه للدولة المصرية في وقت مرت به بأزمات عديدة، من حروب وخلافات دولية، صنع وطنا منتجا، عبر مصانع عدة، وسد عالٍ أنقذ مصر من الغرق والدمار، واستهلاك الشعب المصري لمنتج بلاده، ورفع رأس كل مصري بعد إعادة توزيعه للأراضي الزراعية، والقضاء على الفروق الكبيرة في الرواتب.