"اكسفورد" 3000 كتاب عن عبدالناصر في 30 سنة

كتب - عبد الحليم حفينة

"لم تكن قوة عبد الناصر ونفوذه معترفًا بهما في مصر وحدها، ولكن في جميع أنحاء العالم العربي" لم يكن هذا نعيا لأحد الأصدقاء المقربين من عبد الناصر، وإنما كان تعليقا لوزير دفاع الكيان الصهيوني الأسبق موشي ديان، بعد وفاة عبد الناصر.

نفوذ ناصر لم يتوقف عند حدود العالم العربي فقط، بل امتدت دائرة تأثيره شرقًا وغربًا، داخل أروقة الحكم، وبين دوائر الساسة والمفكرين، حتى في أوساط القراء والمثقفين، فقد سجلت جامعة أكسفورد حتى عام 2000، أن عدد الكتب التي تناولت حياتة تجاوزت الـ3000 كتاب، هذا بخلاف المقابلات الصحفية والبرامج الإذاعية

ولأن الكلمات وعاء الأفكار، فقد حملت رسائل قادة العالم لناصر معاني ترسم الصورة الذهنية التي تكونت عنه في ذاكرة الشرق والغرب.

شارل ديجول

كانت الجمهورية الخامسة التي أسسها شارل دي جول غير تلك التي شاركت في العدوان الثلاثي على مصر، وتوطدت العلاقات بين ناصر ودي جول تدريجيًا، وكانت رسائل دي جول لعبد الناصر تعبيرًا عن محبة وامتنان، فقد أرسل إليه في أعقاب هزيمة 67 يقول " إن النصر والهزيمة فى المعارك عوارض عابرة فى تاريخ الأمم، وما يهم هو الإرادة، وفرنسا فى وقت من الأوقات ــ كما تتذكر ــ كان نصفها تحت الاحتلال المباشر للنازى، ونصفها الآخر خاضعا لحكومة عميلة،لكن فرنسا لم تفقد إرادتها، وظلت طوال الوقت تسير واثقة وراء قيادتها المعبرة عن إرادتها، إن الشجاعة الحقيقية فى مواجهة المِحن، أما الأوقات السعيدة فإنها لا تستدعى هذه الشجاعة، إن سلام العالم العربى يقتضى جهودك، وأنا أول من يتفق معك، على أن الأمر الواقع الذى قام عندكم الآن لا يعطى أساسًا صحيحًا لمثل هذا السلام".

وفي رثاء دي جول لعبد الناصر قال "عبد الناصر قدم لبلاده وللعالم العربي بأسره خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة إرادته وشجاعته الفريدة، لأنه عبر مرحلة من التاريخ أقسى وأخطر من أي مرحلة أخرى، ولم يتوقف عن النضال في سبيل شرف واستقلال وعظمة وطنه العربي والعالم بأسره".

تشي جيفارا

في كتابه "جيفارا قديس الثورة.. أمير الثوار" قال الكاتب عصام عبد الفتاح إن جيفارا قال لعبد الناصر أنه أعجب بشجاعة المصريين في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر، وأن ذلك كان دافعًا للكوبيين للثورة على "باتيستا"، وأن التجربة المصرية بمثابة إلهام للشعب الكوبي،  وقد استقبل عبد الناصر الثائر الكوبي مرتين في القاهرة، كانت الاولى في يونيو عام 1959، والثانية  1965، وقد اعتبر جيفارا عبد الناصر ملهما افتتن بكلماته وحماسه.

ريتشارد نيكسون

وصف الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عبدالناصر بأنه " سريع الغضب والاشتعال، نافد الصبر، ديكتاتور، تمتلكه المصالح الحمقاء، ولكنى رأيت الشباب والشيوخ أغنياء وفقراء ينصتون لصوته بنظرات يعلوها الابتهاج الغامر" وعند وفاته قال نيكسون: "العالم خسر زعيمًا خدم بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالم العربي، إن وفاة عبد الناصر خسارة مفجعة".        

جورج براون

"وفاة عبد الناصر أسوأ نبأ سمعته في حياتي، لقد كان من أعظم رجال العالم، شجاعًأ بعيد النظر، يعمل جاهدًا على استقرار الشرق الأوسط، كان أفضل رجل ظهر في الشرق الأوسط..

أندريا غاندي

" التاريخ سيسجل للرئيس جمال عبد الناصر مساهمته الفريدة في بعث الشعب العربي، إن ناصر سيظل ذكره خالدًا في الهند، وفي كل مكان بالعالم حارب فيه الناس من أجل حريتهم، باعتباره قائدًا عظيما وسياسيًا يتسم  بالشجاعة والحكمة".