عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

علاء عبد الحسيب يكتب : رغم يقينهم بالفشل

علاء عبد الحسيب يكتب : رغم يقينهم بالفشل
علاء عبد الحسيب يكتب : رغم يقينهم بالفشل

يرون الفشل نجاحا أوشكوا الوصول إليه، ويظنون أنفسهم أبطالا على مشارف حربا ضروس، رغم أن الحقيقة تقول إنهم جنودًا وهميين في «معركة باردة» ليس بها حتى رائحة بارود، اعتقدوا أنهم سيصبحون يومًا " نارا على علم" فور إطلاق القاضي قرار الإعلان عن الفائز في انتخابات الرئاسة، والواقع يقول أن التاريخ والوطن والناس سيلعنوهم، عندما فكروا في اتخاذ هذه الخطوة دون أن يكون لهم رصيد شعبي.



 

إما للشهرة وإما لتنفيذ أجندات داخلية وخارجية قرروا الخوض في سباق الانتخابات الرئاسية، دون أن يكون لديهم حتى الحد الأدنى من الرصيد الجماهيري أو الخدمي المطلوب على أرض الواقع، وبدون أن يكونوا حتى على رأس «حزب سياسي» قوي وقريب من قلوب الناس.

 

وبصرف النظر أو بيقين الجميع - بما فيهم المرشحين أنفسهم – عن أن الانتخابات الرئاسية محسومة للرئيس عبد الفتاح السيسي، المرشح الأقوى والأجدر وصاحب الرصيد الأكبر من بين المرشحين، يبقي السؤال الذي يحتاج لإجابة ملّحه.. لماذا قرر مرشحو الرئاسة الخوض في الانتخابات رغم يقينهم بالفشل وعدم التوفيق؟ 

 

الإجابة تكمن في أن هذه الشخصيات ظهرت على الساحة دون أن نسمع عن إنجازاتها أو مشاركاتها المجتمعية حتى في «طبق اليوم»، بل ولم نرى لها موقفًا واحدا ملموسا على أرض الواقع وسط الأزمات والمحن التي تعرضت لها بلادنا منذ فترة الظلام التي طمست سماء مصر، والتي أعقبت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.

 

البعض منهم جاء لنا ببرامج ليس إلا كلامًا مكتوبا على ورق، سمعنا عنها وطالعناها مرارًا وتكرارًا من آخرين، دون أن يكون لها سلطانًا على الأرض أو أن تكون يومًا محل تنفيذ، وآخرون فروا هاربين إلى الخارج عقب شرارة الغضب التي اشتعلت في شوارع مصر في 25 يناير 2011، وقرروا مراقبة تطورات الأوضاع من خلف النوافذ السوداء، حتى عادوا بعودة الحياة إلى شوارع القاهرة لطبيعتها.

 

 

أما البعض الآخر، فمنهم من يحتاج إلى «مرآه عاكسة» ليرى منها عيوبه التي بلغت مساوئها عنان السماء، فأوضاعهم تطورت إلى مؤشر خطير، وأصبحوا يروا في البذاءة وفجاعة الألفاظ القوة المفرطة التي تؤهلهم إلى التقدم لهذا الحدث الجلل وهو انتخابات دولة بحجم مصر.. ومنهم من يحتاج إلى مستشفى «الأمراض العقلية» لتعالجه من أعراض التخلف والارتجال الكاذب، الذي يصل أحيانا لحد التصريح بمنح 10 ملايين جنيه لكل مواطن حال الفوز بمقعد الرئاسة.  

 

 

لكن.. لماذا يظن هؤلاء أن المواطن المصري لا يعلم أخطاءهم التي ارتكبوها في حق أنفسهم أولا وفي حق هذا البلد؟.. ولماذا يصّرون على الاستهتار بعقول المصريين وينوون الترشح لانتخابات رئاسية بدولة بحجم مصر، بدون أن يقدموا عملًا واحدا للمواطن البسيط يحفظ لهم ماء وجوههم؟.  

 

 

ربما يكون انسحابهم هذه المرة من سباق الانتخابات الرئاسية فرصة أخيرة لنجاحهم فيما بعد، لتكوين «رصيد شعبي» لا يتم إلا عقب العمل السياسي الجاد على الأرض، والذي يهدف إلى خدمة جميع المصريين دون استثناء، وعقب وقف نزيف ملايين الجنيهات التي ينوون إنفاقها في الدعاية الانتخابية، وتقديمها في دعم الخدمات الجماهيرية وأعمال الخير.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز