خريطة أبرز 10 "استحقاقات انتخابية" بالعالم في 2018

كتب - عبد الحليم حفينة

يكتم العالم أنفاسه في عام 2018 انتظارًا لما ستسفر عنه نتائج استحقاقات الانتخابات التي تجرى في دول مؤثرة في القرار الدولي، فلربما تفتح تلك النتائج المنتظرة بابًا للتغيير في المجتمع الدولي الغارق في صراعات القوى وبسط النفوذ، والذي تواجهه أيضا تحديات عدة، أبرزها؛ مواجهة الإرهاب، ناهيك عن ملف اللاجئين الذي يؤرق الغرب، وهو الملف الذي دفع باليمين المحافظ إلى مقاعد السلطة بشكل متزايد عبر الصناديق خلال الأعوام القليلة الماضية بأوروبا وأمريكا، وفي هذا التقرير نلقي الضوء على عشرة استحقاقات انتخابية، قد يكون لنتيجتها آثر ملموس في انتهاج السياسات الدولية.

انتخابات الرئاسة المصرية

ينص الدستور المصري على أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل 120 يومًا على الأقل من انتهاء مدة الرئيس في الحكم، وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات بمصر إجراءات العملية الانتخابية، التي فتح باب التقدم إليها في 20 يناير الماضي ليغلق بعد 10 أيام، وتعتبر هذه الانتخابات هي رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر الحديث، وثالث انتخابات بعد ثورة يناير، ومن المقرر أن تجرى عملية تصويت المصريين بالخارج خلال أيام 16، 17، 18 من شهر مارس، بينما يتم التصويت في الداخل ابتداءً من يوم 26 من الشهر نفسه ولمدة ثلاثة أيام، وتعلن النتيجة في 2 إبريل، وعند الحاجة لإعادة، تستكمل خلال شهر إبريل، على أن تعلن النتيجة في الأول من مايو، وقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي نيته الترشح، بينما أعلن المحامي اليساري خالد علي عزمه على خوض الانتخابات، بالإضافة للفريق سامي عنان الذي أعلن أيضا عن نيته للترشح، لكن أيًا منهما لم يتقدم بأوراقه رسميًا للهيئة الوطنية للانتخابات حتى الآن.

بوتين يراهن على الفترة الرابعة

يستعد الرئيس الروسي فلادمير بوتين لخوض الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، وفي حالة فوزه المرجح، تكون هذه هي العهدة الرئاسية الرابعة لبوتين؛ حيث سبق وفاز بمقعد الرئاسة دورتين متتاليتين لمدة أربع سنوات، بين عامي 2004 و2008، بينما بدأت الفترة الثالثة عام 2012 لمدة ست سنوات، ورغم وجود تحديات ضخمة تواجه بوتين، أهمها العقوبات الدولية، وتردي الحالة الاقتصادية، إلا أنه ما زال يحظى بشعبية معقولة؛ ربما بسبب السياسة الخارجية التي أحرز فيها نجاحات أعادت روسيا إلى خريطة القوى العالمية ذات الوزن الثقيل، في حين لا يوجد أمامه منافس جاد؛ خاصة بعدما منعت لجنة الانتخابات الروسية في ديسمبر الماضي المعارض الشاب "أليكسي نافالي" من الترشح للانتخابات الروسية حتى عام 2028؛ بذريعة أنه غير مؤهل لشغر المنصب، على خلفية اتهامات بالاحتيال كانت قد وجهت له في وقتِ سابق.

نواز شريف يقاتل من أجل "الرابطة الإسلامية"

رغم استبعاد المحكمة العليا الباكستانية رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف من منصبه، بعد اتهامات بالفساد وجهت له، على خلفية تسريبات "وثائق بنما" التي كشفت عن حجبه لمصادر دخله، إلا أنه يبدو قادرًا على الحفاظ على ثقل "حزب الرابطة الإسلامية" الذي يترأسه في مواجهة حزب "الحركة الإسلامية الباكستانية" المعارض، والذي يقوده لاعب الكركيت السابق عمران خان، ومن المتوقع أن يخلف شريف في رئاسة الوزراء، ابنته مريم، أو شقيقه شهباز شريف، ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات العامة في باكستان في غضون 90 يومًا بداية من 5 يونيو القادم.

الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة

يبدو أن عام 2018 سيكون عامًا سيئًا بالنسبة للجمهوريين، فعلى مدى العقود السبعة الماضية اعتاد أن يفقد حزب الرئيس نحو 25 مقعدًا في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس؛ حيث فقد حزب أوباما 63 مقعدًا في انتخابات التجديد النصفي بعام 2010، ومن المتوقع أن يفقد "الجمهوريين" عددًا لا يستهان به من المقاعد في ظل تراجع شعبية "ترامب"، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات في 6 نوفمبر المقبل.

صراع اليمين واليسار في إيطاليا يقود إلى المجهول

يستعد الشعب الإيطالي لاستقبال حكومة جديدة تكون هي الحكومة السادسة والستين، منذ إعلان الجمهورية الإيطالية عام 1945، ومن المحدد أن تجرى الانتخابات التشريعية الإيطالية في الرابع من مارس المُقبل، وتشهد تلك الانتخابات صراعًا تتبدد معه فرصة الحصول على أكثرية مريحة في البرلمان؛ خصوصًا مع وجود قضايا ملحة، يتقدمها ملف اللاجئين، وارتفاع الديون الحكومية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة، ما يفسر وجود منافسة قوية بين الحزب الديمقراطي التابع له رئيس الوزراء "باولو جنتيلوني"، وحزب فورزا اليميني، إضافة إلى "حركة خمسة نجوم" التي هي خليط من التيار الشعبوي واليميني.

الانتخابات النيابية العراقية     

حسمت المحكمة الاتحادية العليا– أعلى سلطة قضائية بالعراق- أمر الانتخابات النيابية، والمتوقع الدعوة إليها مايو المقبل، وجاء تأكيد موعد الانتخابات بعدما رفضت المحكمة دعوات لتأجيلها، ويسعى العبادي إلى الفوز بولاية جديدة بعد تزايد شعبيته، بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، وتهدد الانقسامات بين الأحزاب العراقية فرصة تكوين حكومة ائتلافية؛ خاصة مع تفكك التحالف بين حزبي المجلس الأعلى الإسلامي، والحركة الصدرية، إضافة إلى الأوضاع المضطربة في كردستان العراق، والمحافظات المحررة من داعش.

بعد 9 سنوات.. الانتخابات اللبنانية في مايو

لبنان البلد الصغير الذي يعاني من أزمات تفوق قدراته بكثير، فمنذ 9 سنوات لم تعقد انتخابات نيابية؛ ويعد ذلك انعكاسًا لحجم الأزمات التي تمر بها البلاد، وستجرى الانتخابات في مايو المقبل وفقًا لنظام انتخابي نسبي معقد، يمكن جميع الطوائف من المناصب؛ فرئيس الجمهورية يجب أن يكون مسيحيًا مارونيًا، ويسمى رئيس برلمان من المذهب الشيعي، بينما يكون رئيس الوزراء سنيًا، ويرجع تعقيد هذا النظام الانتخابي لخلفيات تتعلق بالحرب الأهلية اللبنانية؛ ضمانًا للسلم الاجتماعي.

الانتخابات الرئاسية... تحدٍ يواجه المكسيك

تُعد الانتخابات الرئاسية المكسيكية تحديًا مهمًا للشعب المكسيكي يتماس مع المصالح الدولية لبعض القوى الدولية؛ حيث أثيرت شائعات عن تدخل روسيا لدعم المرشح الرئاسي "اندريس مانويل لوبيز"، في الوقت الذي يتحمل في الرئيس المقبل عبء مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما يوجد منافسة أخرى "مارجريتا زافالا" زوجة الرئيس السابق "فيليبي كالديرون"، ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في 1 يوليو القادم.

انتخابات في البرازيل وسط اتهامات بالفساد

تعرضت البرازيل خلال الأعوام القليلة الماضي لظروف سيئة للغاية؛ حيث شهد معدل البطالة ارتفاعًا لم تشهده البلاد منذ 20 عامًا، وقد أُتهمت ديلما روسيف في الصيف الماضي باتهامات تتعلق بغسيل الأموال، كما أُتهم الرئيس "ميشال تيمر" بالابتزاز وعرقلة سير العدالة، ويقود لولا دا سيلفا زعيم حزب العمال اليساري، والرئيس الأسبق، حزبه في الانتخابات المقبلة، بينما ينتظر حكمًا ربما يدفع به إلى السجن بدلًا من مقعد الرئاسة، وقد أظهر استطلاع للرأي تمتع "لولا دا سيلفا" بثقة 37% من البرازيليين مقابل 17% لمنافسه المرشح اليميني المتشدد "جير بلوسونارو"، ومن الجدير بالذكر أن الانتخابات سُتعقد في البرازيل أكتوبر المقبل.

فنزويلا.. انتخابات رئاسية في أجواء مضطربة

أفادت تقارير بأن المفاوضات بين المعارضة النظام الحاكم أن الانتخابات ستجرى بالبلد غير المستقر الذي تهزه أزمة سياسية عنيفة في النصف الثاني من عام 2018، ويستعد الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" عزمه عن خوض الانتخابات الرئاسية لدورة ثانية، بينما أعلن أحد نواب المعارضة "هنري راموس الوب" أن حزبا العمل الديمقراطي والعدالة أعلنا عن نيتهما خوض الانتخابات الرئاسية، في حين أكد حزب الإرادة الشعبية الذي يتزعمه "ليوبولدو لوبيز" عدم المشاركة في الانتخابات.