عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

سيناريوهات المعركة "الصهيو- فارسية" على الأراضي السورية

سيناريوهات المعركة "الصهيو- فارسية" على الأراضي السورية
سيناريوهات المعركة "الصهيو- فارسية" على الأراضي السورية

كتب - مصطفى سيف

أسئلة كثيرة لا أجوبة عنها؛ لكنَّ اللعبة في سوريا تغيّرت، لم تعد تلك التفاهمات بين القوى الإقليمية والدولية بشأن دمشق قائمة، خاصة بعد تدخل تركيا للمرة في منطقة "عفرين" الحدودية، وهو ما يعكس أنَّ هناك "طبخة" ما يتم طبخها في الغرف المغلقة لتصل بسوريا إلى المرحلة الأخيرة من صراعٍ امتد لأكثر من ستة أعوام.



الأسئلة الكثيرة تتمحور حول إلى أي مدى قد يؤدي الصراع في سوريا، ومتى ستصل سوريا للمرحلة الأخيرة فيه، وهل من الممكن أن نرى معركة "صهيو- فارسية" على الأراضي السورية، ومن سيدفع ثمنها؟ بالتأكيد الذي سيدفع الثمن هو الشعب السوري الأعزل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده ستدافع عن نفسها "ضد أي اعتداء" بعد أن نفذت ما يبدو أنه أكبر ضربات على مواقع في سوريا منذ عقود.

الحكاية تتلخص في شنِّ الكيان الصهيوني ضربات جوية لأهداف ضد ما وصفه بـ"أهداف إيرانية"، مشيرة على لسان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى أنَّ ذلك بعد اعتراضها طائرة "بدون طيار" إيرانية تعبر الحدود الإسرائيلية السورية، إيران بدورها نفت الادعاء، وأعلن الجيش السوري النظامي، التابع للرئيس السوري بشار الأسد، إسقاط مقاتلات إسرائيلية من طراز "اف-16" من قبل دفاعات جوية سورية.

هذه المرة الأولى التي يسقط فيها طائرة "إف-16" للكيان الصهيوني منذ فترة طويلة وتحديدًا منذ عام 1982، لذلك تظن إسرائيل أنَّ الضربة كانت موجهة لها من إيران وليس من الدفاعات السورية، الأمر الذي دفع "نتنياهو" للادعاء أنَّ "لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها ضد ما أسماه (محاولة الإساءة إلى سيادة الكيان الصهيوني)، مؤكدًا أنَّها كانت واضحة جدًا.

ليس مستبعدًا أن يؤدي فقدان التوازن العسكري حاليًّا في سوريا- خصوصًا أن سوريا باتت منطقة صراع بالوكالة بين أمريكا وروسيا وكل يعمل لصالحه- يقود لتطورات غير محسوبة، في ضوء خطط إيران لتمركز طويل المدى في سوريا ولبنان، ورفض إسرائيل تغيير المعادلات القائمة التي تسمح لها بالتسيد الجوي في محيطها.

يحاول الخبراء العسكريون الإسرائيليون دفع الأمور في منطقة تحميل سوريا وإيران مسؤولية ما حدث للطائرة الإسرائيلية، ويعكس طلب "نتنياهو" من روسيا التدخل لوقف التصعيد "الصهيو- فارسي" داخل الأراضي السورية، القلق ما قد تسفر عنه الأيام المقبلة إذا استمر طرفًا في التصعيد ضد الآخر.

بعد ضمَّ الجولان إلى الكيان الصهيوني نهائيًا، واستعراض القوة على الأرض المحتلة، ترغب تل أبيب في القضاء على سوريا موحدة، لمنع إيران من استدامة وجودها على الأراضي السورية من جهة، واستخدامها للجنوب السوري لتهديد الكيان المحتل من جهة أخرى، فليس سرًا أن التفكير الصهيوني يتوافق مع التفكير الأمريكي في شيء، فكلاهما لا يريد سوريا موحدة.

وفي هذا السيناريو توقّع اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، ألا يتخطى الأمر بين إسرائيل وإيران سوى المحاولات الإسرائيلية لضرب مواقع إيرانية داخل سوريا، خاصة في ظل الظروف الإيرانية بعد الاتفاق النووي، والتهديدات الأخيرة بضرب إيران، فليس من مصلحة إيران، أو إسرائيل التصعيد.

وأكَّد "مظلوم" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أنَّ اندلاع حرب في المنطقة بين إيران والكيان الصهيوني سيكون مكلفًا للغاية، فأقصى ما تستطيع فعله هو ضرب المواقع الإيرانية في سوريا؛ واصفًا الثماني غارات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ضد المواقع الإيرانية منذ أمس يمثل "حرب مستترة" بين الطرفين.

أمَّا عن موقف روسيا في الأزمة الحالية بين إسرائيل وإيران؛ فقد أشار إلى أنّ موسكو تحاول التعامل مع الطرفين بهدوء، خاصة أنَّها لا تريد أيًّا من الدول المتداخلة في الصراع في سوريا مزاحمتها هناك، موضحًا أن موسكو ستحاول تقليل النفوذ الإيراني في سوريا.

وأوضح أنَّ تواجد إيران داخل سوريا يخفف العبء عن روسيا بشكل كبير، خاصة مع وقوفها إلى جانب النظام السوري، ومدّه بالخبراء العسكريين، والمستشارين، والمقاتلين.

ويرى البعض أنَّ الصاروخ السوري الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية سيكون نقطة تحول كبيرة في الأزمة السورية المستمرة منذ مارس 2011؛ لكنّ لا يمكن تجاهل إطلاق إيران طائرة من دون طيّار من مطار سوري في اتجاه إسرائيل قبل إسقاط الطائرة الإسرائيلية، وهو ما يشير لرغبة في ممارسة لعبة التصعيد مع طرف يهوى هذه اللعبة، وهو الجانب الإسرائيلي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز