عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الأمية اللغوية.. مصيدة الفيس بوك "فيديو"

الأمية اللغوية.. مصيدة الفيس بوك "فيديو"
الأمية اللغوية.. مصيدة الفيس بوك "فيديو"

انتشار كبير وسريع، للإشاعات والأخبار الكاذبة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شاهدها واكتشفها البعض، من خلال الفيديوهات المتداولة المتعلقة بالحرب في سوريا، وغيرها من المناطق، التي يتم بث فيديوهات وصور مفبركة لها.



وتزايدت مؤخرا الفيديوهات الناطقة باللغة الإنجليزية، والمترجمة بشكل محرف بشدة عما يتفوه به صاحب الفيديو، ويستغل القائمون على هذه الفيديوهات، عدم إلمام متلقي الفيديو للغة المنطوقة به، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على عقول هؤلاء المتلقين، من تشكيل مزيف لوعيهم بشتى المجالات.

أصبحت عملية تشكيل الرأي العام أكثر تفاعلية، فالمتلقي لم يعد سلبيا يأخذ ما يقرأه ويشاهده على أنه الحقيقة، بل أصبح شريكا في تشكيل هذا الرأي والتأثير عليه من خلال التعبير عن وجهة نظره فيما يحدث بكتابة تعليقات، وإعادة نشر الفيديو أو الخبر عبر صفحته، فيتفاعل معه آخرون قد يتأثرون به أو يؤثرون عليه.

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود علم الدين، عضو الهيئة الوطنية للصحافة والأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي يكون بهدف محدد، تضعه جهات وتوظفه عبر استراتيجيات محددة، لاستخدامه لتحقيق أغراضها.

وأضاف علم الدين، أن ما ينشر من بعض الأفراد قد يتم ببراءة، إلا أن الأغلب يكون عبر دول ومخابرات وأجهزة تجسس، لإحداث تأثير سياسي على أفراد المجتمع المستهدف.

وأكد أستاذ الإعلام، أن نشر فيديو ناطق بالإنجليزية، ومترجم للعربية بما هو مغاير لمنطوقه، هو تكتيك التأثير النفسي، تلجأ إليه أجهزة متعددة، للتأثير على الرأي العام، مستغلة عدم إلمام الكثيرين باللغة الأجنبية المنطوق بها الفيديو، وعدم قدرتهم في تدقيق المحتوى، وهو ما يجب الانتباه إليه، وتوعية الشباب المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما أن دولة مثل بريطانيا لديها فرقة كاملة تعمل على الحرب الإلكترونية، والصين بها 2 مليون شخص متخصصين لمتابعة تلك الوسائل، وكذا دول مثل تركيا وإسرائيل، لديها أجهزة متخصصة بهذا الشأن.

وشدد الدكتور محمود علم الدين، على أهمية ألا يعتبر الإعلاميون مثل هذه الفيديوهات مصدرا وثيقا للمعلومة، وألا ينقل منها إلا بعد التوثق من مضمونها ومحتواها، لكن اعتبارها أداة لفهم المزاج العام وتحليله وتصحيح الخطأ منه، وتوفير المعلومة الصحيحة المدققة.

من جانبه قال الدكتور كامل كمال، أستاذ علم الاجتماع، بمركز البحوث الجنائية والاجتماعية، إن مترجمي هذه الفيديوهات يندرجون تحت صنفين، إما جاهلا وهو احتمال ضعيف، وإما مغرضا وهو الاحتمال الأكبر.

وأشار إلى أن سبب انتشار ورواج مثل هذه الأكاذيب، هو أن ثقافة المصريين هي تصديق الأجنبي، كونهم لا يكذبون أو يجملون الحقائق، متجاهلين أن الحروب الحقيقية في هذا العصر، تكون عبر شحن الرأي العام الجمعي بالسلبيات والمعلومات المضللة الموجهة لأهداف مغرضة، مخطط لها مسبقا عبر دول وأجهزة لها مصلحة من بث مثل هذه المعلومات والأكاذيب.

وشدد أستاذ علم الاجتماع، على خطورة مثل هذه الممارسات، لاسيما على الشباب حديث السن، كونهم بالأغلب الشريحة المستهدفة، ما يشكل وعيا جمعيا مضللا ومغايرا للحقيقة، وهو ما يحتم تضافر جميع أجهزة الدولة المعنية، لرصد هذه الفيديوهات، وكشف تضليلها، ونشر تصحيحها والرد عليها، لما لتجاهلها من أثر شديد الخطورة، على الأمن القومي للوطن، والعلاقات السياسية بين الدول، بل وحتى على المعاملات الاقتصادية للأفراد، حال تضليلهم بمثل هذه المعلومات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز