عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الشيخ شهاب الدين القليوبي يكتب: تعلم الطب في ثلاث خطوات

الشيخ شهاب الدين القليوبي يكتب: تعلم الطب في ثلاث خطوات
الشيخ شهاب الدين القليوبي يكتب: تعلم الطب في ثلاث خطوات

كتب - محمد نسيم

تراث مدفون (11)



(نصوص عربية، ننفرد بنشرها)

...

في الوقت الذي كان الأوروبيون قد فرغوا من قراءة ودراسة أعظم ما قدمه العلماء المسلمون الأوائل من تآليف في علم الطب، واختبروها وزادوا وبنوا عليها كثيرا من الجديد؛ كان هناك رجل دين مسلم مصري يؤلف كتابا في الطب، لا يتجاوز عدد صفحاته المائة صفحة، يعتقد أنه يجمع فيه كلَّ علم الطب، بحيث لا يحتاج قارئه إلى غيره من الكتب.

المخطوط، الذي ننشر منه هذه النصوص، لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن سلامة القليوبي، المتوفى عام (1096هـ)، وهو فقيه متأدب، من أهل قليوب في مصر.

يقف القليوبي، إذن، على رأس ألف سنة من التراث العربي الطبي الغزير والمهم، لكنه ليس متخصصا في الطب، ويبدو أن التخصص في الطب قد انتهى تماما عند المسلمين، بحيث لم يعد يكتب فيه سوى بعض رجال الدين.

لم يتبقَّ من كل ما كتبه وأضافه واختبره وجرَّبه وبحث فيه العلماء المسلمون الأوائل من علوم طبية، إلا ما يمكن أن نسميه (معلومات عامة)، يقرأها رجل دين في كتب قديمة، ويقوم بجمعها ونسخها، ويتداولها آخرون باعتبار أن هذا هو ما وصل إليه الإنسان في علم الطب.

على أي حال، يستطيع مُطالع هذا الكتاب الذي نقدم منه هذه النصوص أن يكون طبيبا ماهرا، باتباع ثلاث خطوات فقط لا غير، هي كل ما يحتاج إليه الإنسان ليكون طبيبا. وهي الآتي:

أولا: أن يتعلم جس النبض واختبار لون وقوام البول في القارورة. وثانيا: أن يعرف ما تدل عليه علامات النبض واختبار قارورة البول من أنواع الأخلاط الأربعة (الدم والصفراء والسوداء والبلغم). وثالثا: أن يعرف الأدوية الطبيعية والمركبة التي نعالج بها غلبة كل خليط من الأخلاط الأربعة السابقة، التي هي السبب الوحيد لأي مرض!!

إذا أتقنت هذا فأنت طبيب، ولست في حاجة إلى شيء آخر، أكثر من بعض المعلومات والقواعد العامة اللازمة لحفظ الصحة.

والآن، نترك هذه النصوص من المخطوط النادر، لتتكلم.

...

صفحة العنوان:

هذا كتاب المصابيح السنية في طب البرية، تأليف الشيخ العمدة، من لم تسمع الأعصار بمثله، فريد عصره ووحيد دهره، الشيخ شهاب الدين أحمد بن سلامة، بن شهاب الدين أحمد الحوفي القليوبي، نفعنا الله تعالى ببركاته، وببركات علومه، في الدنيا والآخرة، والمسلمين أجمعين، آمين.

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على القوم الظالمين.

الحمد لله الذي جعل نوع الإنسان أكمل الأنواع، وميزه بالنطق والإدراك والاختراع، وجعل صحة بدنه وعقله سببا لوجود الانتفاع، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي اعتدل في الجسم والأخلاق والطباع، وعلى آله وأصحابه والأتباع، وبعد...

فهذا مؤلف لطيف، لا يجهله إنسان، ولا يحتاج في معرفته إلى أعوان، قد جمع ما تفرق في غيره من التصانيف، وأغنى عن مراجعة ما سواه من التآليف، جعله الله خالصا لوجهه، ونفع به من طلب النفع على وجهه، إنه قريب قدير، بالإجابة لمن دعاه جدير.

عن سبب جميع الأمراض:

اعلم أن جميع الأمراض إنما تحدث عن فساد المزاج، بفساد بعض الأخلاق (ربما الصواب: الأخلاط) المركب منها، الناشئ ذلك عن التخليط في المتناولات والهواء والأماكن والصناعات والفضول والنوم واليقظة والحركة والسكون، البدنيين والنفسيين، والاحتباس والاستفراغ.

وإذا أحكم الطبيب هذه فلا فساد إلا بمشيئة الحكيم الأقدس، ومعرفة ذلك محصورة في العلامات والتنبُّض والقارورة، والله أعلم.

فصل

في معرفة الأخلاط من النبض والقارورة.

أما النبض فهو إما غليظ سريع الحركة، وهو علامة الخلط الدموي الدال على كثرة الدم على غيره من الأخلاط، وموضعه الكبد، وأصله من الشمس.

وإما دقيق سريع الحركة، وهو علامة غلبة الصفراء وموضعها الكبد الرادة والكبد أيضا، وأصلها من الرياح. وإما دقيق بطيء الحركة، وهو علامة السوداء، وموضعها الطحال وأصلها من التراب. وإما غليظ بطيء الحركة، وهو علامة البلغم، وموضعه الرئة وأصله من الماء.

وإما متوسط في ذلك، وهو علامة اعتدال الأخلاط، والصحة والعافية. وإما دقيق جدا وسريع جدا، وهو علامة فساد الأخلاط وحصول الهلاك.

وأما القارورة، (أيما) لون البول فيها، فالحمرة مع الغلظ علامة الدم، والبياض مع الغلظ علامة السوداء، والصفار مع الرقة علامة الصفراء، والحمرة الخالصة دليل الحرارة، والرقة دليل اليبوسة، والخضرة دليل البرودة، والبياض دليل الرطوبة، والصفرة الصافية علامة المرض.

فصل

فيما ينشأ من الأمراض عن الاختلاط.

وقد استُقرِئ فوُجد أنه خمسة وثلاثون ألف مرض، وقد ذكرنا بعض ما يحدث عن كل خلط منها.

فأما الدم فينشأ عنه نفضان الرأس والدوار، والصداع في مقدم الوجه، وثقل العينين، والرمد مع الحمرة والدمع، وعمش العينين، وكذلك قروح الحدقة والأنف والغشاوة والرعاف، وبثور الأجفان ووجع الآذان مع الحرارة، وكلف الوجه الأحمر وتآكل اللثة، ورخاوة الأسنان، (.....).

وأما الصفراء فينشأ عنها الدوار والصداع في النافوخ، والماء الأبيض في العين، ويبس الأنف، وريح الأذن الحار، والكلف الأسود الغليظ، وخشونة الحلق ويبسه، وحرارة المعدة، (.....).

وأما السوداء فينشأ عنها (قوب) الرأس والبدن، والصداع والشقيقة، والدوران، والماء الأسود في العين، والطنين في الآذان، والسعال اليابس والربو وشدة القيء، والتخمة، وخفقان القلب، والسهر والوسواس (السكني) وحدة النفس، (.....).

وأما البلغم فينشأ عنها الدوار والشقيقة اليمنى، وغبار العين وعبوشها الرطب بلا حمرة، والرمد كذلك، والزكام، ووجع الآذان ووجع الأسنان، وثقل اللسان والأعضاء، وتعقد الكلام، والسعال الرطب، وعسر النفس، والخفقان، وحديث النفس، والوسواس السكوتي، والسهر، والمغص في المعدة، (.....).

فصل

فيما ينفع في كل خلط على العموم.

فأما الدم فيُخرجه الفصد، والإسهال بنحو الفوة والأورمالي والمازرنون، والعناب والخس والبقلة الحمقاء وعنب الثعلب.

وأما الصفراء فيُخرجها الإسهال بنحو بنفسج والسقمونيا المعروفة بالمحمودة، ويُليِّنها نحو السيرخشك وماء الفواكه، والتمر الهندي واللينوفر، ويقمعها كل حامض وقابض.

وأما السوداء فيُخرجها الإسهال بنحو الهليلج واللازورد والأفتيمون، ويُليِّنها نحو الأملج والأسارون وحب البلسان، (.....).

وأما البلغم فيُخرجه الإسهال بنحو شحم الحنظل ولب القرطم وبزر الأبخرة والسورنجان والأسطرخودس، ويُليِّنه نحو حب النيل وماء العسل.

 

 

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز