في يوم "المرأة العالمي".. "ملّك اليمين" نفايات فكرية تطارد المرأة في 2018

كتب - عبد الحليم حفينة

 في الوقت الذي يحتفى فيه العالم باليوم العالمي للمرأة، 8 مارس من كل عام، لا يزال هناك من يتبنون فتاوى عفي عليها الزمن، لا يزال يرددها البعض، ومنها فتاوى لا تستحق سوى وصفها بـ"النفايات الفكرية"، "بوابة روزاليوسف" ترصد بعضها مما تتبناه بعض التيارات المتأسلمة الرجعية، المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية لسبي النساء واتخاذهن جواري، للعودة لعصور من الماضي.

 

 

 

سلفي يفتي بزواج ملك اليمين

في ديسمبر من العام 2013 أصدر أحد قيادات التيارات السلفية بالأردن فتوى بجواز عقد "ملك يمين"، بدعوى حمايتهن من الاغتصاب والاعتداء عليهن في ظل الصراع الدائر بسوريا، وظهر ياسين العجلوني في تسجيل فيديو؛ ليقول "بالنيابة عن علماء الشام وسوريا، أصدر الفتوى بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كسوتها وسترتها وإيوائها أن يدخلها في عقد ملك اليمين، كي تصير ملكًا ليمينه"، أي من الجواري والإماء" وربط هذا الرجل عقد "ملك اليمين" بملغ مالي يقدم للمرأة، وجاءت هذه الفتوى في إطار تصاعد دعوات رجعية تحط من شأن المرأة وتتعامل معها كونها سلعة للاستمتاع فقط، وقد تراجع مطلق هذه الفتوى فيما بعد، مدعيًا أنه كان يقصد بها حماية السوريات من الاستغلال الجنسي، في حين أن فتواه تشرعن الاتجار بالنساء تحت غطاء من الدين، بالإضافة إلى أنها تكشف الوجه القبيح للتيارات المتطرفة المتمسحة بالدين.

 

الحويني قالها من قبل

لم تكن هذه الواقعة الأولى لمثل هذه الدعوات، بل سبق العجلوني، أبو إسحاق الحويني أحد قيادات التيار السلفي في مصر، والذي ادعى في أحد دروسه أن سبب ما تعانيه الأمة من تدهور اقتصادي يكمن في غياب زمن الجهاد الذي كانت خزينة الدولة الإسلامية تمتلئ بالأموال في ظل وجوده، وقال نصًا: إن سبب الفقر الذي نعانيه هو غياب الجهاد، كما قال لو كنا نغزو الدول، لكان هناك أسرى من أطفال ونساء ورجال، وكل رأس تساوي 300 درهم أو دينار، وأكمل تصوره عن استعباد البشر في تسجيل آخر، بدعوته لإنشاء سوق للنخاسة، يمكن بيع الأسرى من خلاله، وهذا بالضبط ما فعله تنظيم داعش الإرهابي فيما بعد.

 

 

"داعش" التطبيق العملي

من الواضح أن الفكر المتطرف الذي لوث عقول كثير من المسلمين ينضح من ذات الوعاء، ولم تتوقف هذه الأفكار عند مساحات النقاش عبر الفضاء الإلكتروني أو في ساحات المساجد، بل تبلورت في ترجمة عملية على أرض الواقع تمثلت في تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث أشارت تقارير للأمم المتحدة أن عدد النساء الإيزيديات اللاتي اختطفهن "داعش" بلغن 3500 إيزيدية، ولم تبعد فلسفة تفسيرات التنظيم المتطرف عما ساقه أصحاب الآراء المتطرفة في مجتماعاتنا، كل ما في الأمر أن هؤلاء لم يرفعوا السلاح بعد، والشاهد أن أغلب من ينضم إلى التنظيمات الإرهابية كان في يومِ من الأيام أحد تلامذة هؤلاء المشايخ، والمفارقة أن في عصر يسعى فيه البشر لامتلاك تقنيات علمية أكثر تطورًا، والكشف عن علاجات جديدة لأمراض مستعصية، وامتلاك سبل القوة لتحقيق الانتصار الحضاري للشعوب، ينادي بعض الخارجين عن قيم الإنسانية بإعادة استعباد البشر من جديد!