عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جنون العظمة المُزيّف للخليفة العثماني "الموهوم"

جنون العظمة المُزيّف للخليفة العثماني "الموهوم"
جنون العظمة المُزيّف للخليفة العثماني "الموهوم"

كتب - مصطفى سيف

أُصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجنون العظمة المُزيّف، محاولًا استعادة أمجاد أجداده العثمانيين، واهمًا نفسه بأنَّه سيصبح خليفة المسلمين في أرض الله، وظهر ذلك جليًّا في التوغل "العسكري" في دول مجاورة لدولته، مقنعًا نفسه بأنَّه يحارب الإرهاب متمثلًا في "الأكراد".



لا ينكر "أردوغان" رغباته الاستعمارية تجاه الدول الأخرى مثل العراق وسوريا محاولًا الاتخاذ من إسرائيل ذريعته الحمقاء لتقديم نفسه كـ"خليفة للمسلمين" خاصة بعد حادثة سفينة "مرمرة" التي وقعت في عام 2009، وقطعت على إثرها العلاقات مع الكيان المحتل، ثم عادت مرة أخرى لطبيعتها.

في بيان الخارجية المصرية كان أقوى رد على ما وصفته بـ"الاحتلال التركي" لـ"عفرين" تحت مسمى عملية "غصن الزيتون" بزعم القضاء على ما وصفه "أردوغان" بـ"التمدد الكردي وتهريب الأسلحة وعناصر داعش" إلى الداخل التركي.

ويبدو أن السيطرة على منطقة "عفرين" ورفع العلم التركي أغرى الخليفة "الموهوم" بأنَّه يمكن السيطرة على أي مكان يستطيع "جيشه" أن يطأ قدمه فيها، على الرغم من قصف المدنيين، وكساد التجارة في المدينة بسبب "الغزو التركي".

وألمح "أردوغان" إلى احتمال تنفيذ أنقرة عملية عسكرية في منطقة قضاء سنجار شمالي العراق، ضد حزب العمال الكردستاني، يأتي ذلك فيما اكتفت الإدارة الأمريكية بالتعبير عن قلقها من الأخبار والتقارير التي وردت من عفرين وتشير لعمليات نهب واسعة بعد سقوطها بأيدي مجموعات سورية حليفة لأنقرة.

الأمر الذي قال عنه الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن تركيا "تحقق" بـ"شكل جدّي" في معلومات حول استيلاء على ممتلكات المدنيين من قبل فصائل موالية لها بعد السيطرة على عفرين، مشيرًا إلى أنَّ أنقرة "ستتخذ الإجراءات الضرورية بشكل واضح".

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للقضاة في أنقرة "من الممكن أن ندخل سنجار (شمالي العراق) على حين غرة ونطهرها من عناصر بي كا كا"، وإنه "بالسيطرة على عفرين نكون قطعنا أهم مرحلة في غصن الزيتون، وستتبعها منبج، وعين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي (مدن شمالي سوريا)"، على حد تعبيره.

يرى مراقبون أنَّ الصمت الدولي والأمريكي على ما يجرى في عفرين هو المحفز الرئيس لـ"أردوغان" لتوسّعه الذي "زاد عن حدّه" في سوريا والعراق، خاصة بتلميحه لتوسعات أخرى في مدن سورية، فضلًا على التواطؤ الإيراني الواضح الذي يقوم على رغبة طهران في الحد من طموحات أكراد سوريا والعراق.

وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تبحث هذه العملية مع العراق (يقصد عملية سنجار شمال العراق)، مشيرًا إلى أنها ربما تنطلق عقب الانتخابات العراقية، وسبق أن أشارت تصريحات تركية إلى أن أنقرة قد تستغل انشغال الحكومة العراقية بملف الانتخابات المقررة في مايو، لإطلاق عمليات ضد الوجود الكردي المسلح في شمال العراق، على حد تعبير "الأتراك".

ولا تتوقف أنقرة عن إيهام العالم بأكمله بما فيها الولايات المتحدة، ومجلس الأمن في تحدٍ وانتهاك صارخين للقوانين الدولية المتعلقة بسيادة الدول على أراضيها، أنَّها تحارب "الإرهاب" على الأراضي السورية، في محاولة منها لتصوير "العالم بأجمعه عاجز عن مواجهة الإرهاب".

يأتي هذا وسط تأكيدات برلمانية، بحسب موقع زمان التركي، حيث نشر البرلماني الكردي، علي حمه صالح، عبر "فيس بوك" صورًا لقوات تركية قال إنها توغلت داخل أراضي إقليم كردستان العراق مسافة 15 كيلومترا، أمَّا قائمقام قضاء سوران، كرمانج عزت، التابع لأربيل بإقليم كردستان فقال إن القوات التركية التي عبرت الحدود كانت مدعومة بغطاء جوي، وتتمركز حاليًا في منطقة سيدكان.

وبعد أن بدا أن السيطرة على عفرين حققت أهدافها الرئيسية التي كان يسعى لها "أردوغان" بيد أنَّ حالة تضخم "الأنا" التي يستشعرها الرئيس التركي لن تتوقف، خاصة وسط التعهدات التي أطلقها بتوسيع العملية في سوريا إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولا إلى الحدود العراقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز