جمهوري جديد متطرف في "البيت الأبيض"

كتب - عبد الحليم حفينة

لم يعد مستغربًا أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارات تأخذ إدارته إلى أقصى اليمين، فبالأمس القريب أقال وزير خارجيته ريكس تيلرسون الذي أعلن أنه يخالف آراءه؛ ليعين "مايك بومبيو" مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بدلًا منه، ويأتي قرار تعيين جون بولتون مستشارًا للأمن القومي أمس الخميس بعدما أقال سلفه إتش آر ماكماستر على نفس المنهاج الداعم لتسكين الصقور بالبيت الأبيض، الذين يدفعون بالسياسة الخارجية الأمريكية إلى منحى أكثر تشددًا.

"بولتون"، صاحب الـ٦٩ عامًا، والذي يعمل كمحلل بشبكة "فوكس نيوز"، والمعروف بتأييده لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران، هو ذاته الرجل الذي كان مسؤولًا عن مراقبة التسلح بوزارة الخارجية الأمريكية إبّان حكم جورج بوش الابن،  وكان من أبرز المدافعين عن غزو العراق عام 2003 ، والذي تبين لاحقًا أنه يستند إلى معلومات زائفة ومبالغ فيها حول أسلحة الدمار الشامل للرئيس صدام حسين وعلاقاته بالإرهاب.

جاء خبر تعيين "بولتون" المفاجئ بعد أجتماع مع "ترامب" في المكتب البيضاوي، ليفاجأ هو  نفسه  بقرار تعيينه، قائلا: لصحيفة "فوكس نيوز" لم أتوقع حقًا الإعلان هذا القرار، ومن المؤكد أنه لشرف عظيم، وما زلت أعتاد على ذلك"

 

التدخل العسكري

من المرتقب أن ُتعقد قمة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونج أون" بحلول نهاية مايو المقبل، لكن لم يتم بعد تحديد المكان والزمان بالضبط، وتأتي خطوة تعيين "بولتون" في منصبه الجديد شديد الحساسية غير مفهومة، خاصةً وأنه صاحب رأي متشدد تجاه ملف كوريا الشمالية.

وكان "بولتون" قد نشر تدوينة عبر موقع تويتر يوم ٢١ يناير مفادها بأن الوقت ينفد بشأن وقف برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وقال: "علينا أن ننظر إلى الخيار العسكري غير المرغوب فيه بشأن أستخدام القوة العسكرية لحرمانهم من تلك القدرة".

وفي الوقت الذي هدد فيه ترامب بإنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي الإيراني الذي وقع عام ٢٠١٥ ما لم توافق أوروبا على تغييره، قال بولتون في هذا الصدد إن هذا الإتفاق "يحتاج إلى إلغاء".

وقد يؤدي تعيين بولتون إلى إنهيار الاتفاق النووي الإيراني المهدَّد بالفعل، وأنتهاء أي أحتمالية مستقبلية للتقارب مع روسيا؛ حيث لا يزال يعلق ترامب أمالًا على تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

ما بين ترحيب ونقد

وفي السياق ذاته ووصف السيناتور الديمقراطي جاك ريد في بيان أصدره عن تعيين "بولتون "أن هذا الخيار لم يكن حكيمًا على الإطلاق، ولا يوجد ثمة دلالة على أن السيد بولتون سيكون مستشار أمني وطني فعال."

وبحسب رويترز قال إليوت أبرامز ، أحد كبار مساعدي السياسة الخارجية للرئيس الأسبق جورج بوش، عن اختيار ترامب، لـ"بولتون": أثبت عندما كنا في إدارة بوش أنه بيروقراطي ممتاز وقوي".

وردًا على منتقديه قال بولتون في مقابلة مع فوكس نيوز "أن تصريحاته السابقة حول قضايا مختلفة لن تثنيه عن أن يكون وسيطًا نزيهًا لضمان أن يرى الرئيس جميع الخيارات المتاحة أمامه".