عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"خفاجي " : المسابقة العالمية للقرآن تؤكد ريادة مصر في مكافحة التطرف

"خفاجي " : المسابقة العالمية للقرآن تؤكد ريادة مصر في مكافحة التطرف
"خفاجي " : المسابقة العالمية للقرآن تؤكد ريادة مصر في مكافحة التطرف

كتبت - وفاء شعيرة

 قال الفقيه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة  أن  المسابقة العالمية للقرآن الكريم ريادة مصر في مكافحة التطرف والإرهاب، وأن مصر تؤرخ لدور عالمي وليس إقليميًا بقوة وثبات وتضحية لمواجهة دعاة الإرهاب والتطرف لحماية الإنسانية جمعاء.



وذكر الدكتور خفاجي في كلمته  خلال  فعاليات المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الـ 25 لوزارة الأوقاف تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن افتتاح وزارة الأوقاف المصرية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم الخامسة والعشرين برعاية رئيس الجمهورية بمشاركة دولية واسعة بما يقرب من خمسين دولة يشارك فيها ستة وستون متسابقًا وعشرة محكمين دوليين، يمثل أهمية كبرى في العالم العربي والإسلامي.

 

ولفت الى إن القرآن الكريم كتاب الله تعالى القويم الهادي إلى صراط مستقيم، فالالتزام بهدى القرآن هو الغاية القصوى والهدف الأسمى لطلاب العلم الشرعي وما يرتبط به من مختلف العلوم، ولا يتحقق ذلك إلا بإتقانه حفظًا وتلاوة وفهمًا صحيحًا وتطبيقًا سليمًا لبيان وجه الرحمة والسلام في كتاب الله جل علاه.

وأضاف خفاجي، أن المسابقة العالمية للقراَن الكريم التي تنظمها وزارة الأوقاف تعد استكمالًا لدورها الرائد الذي منحه لها المشرع في مهمة إدارة المساجد والإشراف عليها بعد تسليمها وضمها إليها وذلك ضمانًا لقيام هذه المساجد برسالتها في نشر الدعوة الإسلامية على خير وجه ، ذلك أن الدولة إدراكا منها لرسالتها في دعم التوجيه الديني في البلاد على وجه محكم ، وتأكيدا لمسؤولياتها في التعليم والإرشاد وما يتطلبه ذلك من وضع مبادئ عامة لجميع المساجد والزوايا في المدن والقرى تستهدف نقاء المادة العلمية وسلامة الوجهة التي يعمل بها الخطباء والمدرسون، بما يحفظ للتوجيه الديني أثره، ويبقى للمساجد الثقة في رسالتها ، لذا عهد لوزارة الأوقاف وهي من أقدم الدواوين في تاريخ مصر بما لها من تقاليد راسخة ومتوارثة، حيث تولى مسؤوليتها عظماء على مدار التاريخ من أصحاب الفكر الوسطى المستنير الذين حملوا على أعناقهم حماية الدعوة الإسلامية الصحيحة في المنطقة العربية والإسلامية في العالم الإسلامي بأسره.

وأشار خفاجي إلى أن التاريخ الذي يرصد، ويسجل، يشهد على أن الفترة اللاحقة لثورة 25 يناير 2011 قد لوحظ أن عددًا كبيرًا من المساجد لا يخضع لإشراف وزارة الأوقاف وهذه المساجد كان يسيطر عليها الارتجال ويترك شأنها للظروف ولا يوجد بها من يحمل مسؤولية التعليم والإرشاد من المتخصصين في علوم الدين، ولما كان بقاء هذه الحال قد ينقص من قيمة التوجيه الديني ويضعف الثقة برسالة المساجد ، ويفسح الطريق لشتى البدع والخرافات التي تمس كيان الوطن واستقراره ، خصوصًا وأن ما يقال فوق منابر المساجد إنما يقال باسم الله، لذلك فإن وزارة الأوقاف تحملت عبء المسؤولية خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 لوضع نظام للإشراف على هذه المساجد بحيث يكفل تحقيق الأغراض العليا من التعليم الديني العام وتوجيه النشء وحمايتهم من كل تفكير دخيل، وبحسبان أن المساجد والزوايا متى أقيمت وأذن للناس فيها بالصلاة تخرج من ملكية العباد إلى ملكية مالك الملك الله سبحانه وتعالى ولا ترد عليه تصرفات البشر، ويقوم بالإشراف عليها أولى الأمر.

وأوضح خفاجي أن المسابقة العالمية للقراَن الكريم هي من أدوات اكتشاف القدرات والمواهب الكامنة في نفوس النشء للعمل على صقلها، ورعايتها الرعاية الصحيحة لتخريج جيل من المقرئين والمجودين والأئمة والخطباء والدعاة المميزين الذين سيحملون مشعل الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ومجادلة بالتي أحسن وفقًا لمفهوم الدين الوسطي.

 

واختتم خفاجي كلمته أنه من واجب الإنصاف في هذا المطاف، أن نشير إلى أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة الواعية لطبيعة المخاطر التي تحاك ضد الأمة قد أولت مكافحة التطرف والإرهاب مكان الصدارة في الإصلاح الفكري للأفكار المتطرفة منذ البداية والتوجيه بتطوير أساليب الخطاب الديني، ولقد لعبت وزارة الأوقاف دورًا رائدًا في ترجمة هذه الرغبة إلى واقع ملموس ومحسوس من خلال منهجها في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وسلوك مسلك الوسطية والحنفية السمحاء، وتبني الأفكار غير التقليدية والملائمة لطبيعة وتطور العصر، والعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وأثار التعصب الديني الذي ينتج عنه الانحراف في الفكر المذهبي والسياسي، وإبراز تجليات جوهر الدين الأصيل, ذلك أن ظاهرة التطرف واستخدام العنف في المجتمع بمختلف أشكالها وتجلياتها تشكل ظاهرة عالمية مرضية تعبر عن اختلال في التقدير والتصور والسلوك، خاصة منذ السنين الأولى للنشء، ومن هنا تبدو الأهمية لبيان الوسطية التي تعد خاصية متلازمة للأمة الإسلامية في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) سورة البقرة الآية 143، إن الطريق القويم والنهج المستقيم للوسطية هي التي تؤهل هذه الأمة للقيادة والريادة بالعدل والقسطاط. إن مصر وقد استوت على قمة العالمين العربي والإسلامي، ليس فقط بكثافة سكانها وموقعها المتميز، وإنما بحضارة تليدة وموروث ثقافة جعلت منها في ثورات العرب وحروبهم وبانتصاراتهم، الدولة القائدة، وفى ميدان السلام والتعاون العربي بين دول العالم الدولة الرائدة وتحملت قيادتها الحكيمة مسؤولية مصيرية تتعلق بمواجهة المخاطر التي تحاك للأمة العربية والإسلامية، ومصر بذلك تؤرخ لدور عالمي وليس إقليميا لأنها تواجه بقوة وثبات وتضحية دعاة الإرهاب والتطرف لحماية الإنسانية جمعاء.

وقيامها بذلك الدور إعمالا للمادة الأولى من الدستور المصري الذي نص على أن الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها ومصر جزء من العالم الإسلامي تنتمى إلى القارة الإفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي وتسهم في بناء الحضارة الإنساني، وختامًا، ومثل تلك المسابقة العالمية التي تجريها وزارة الأوقاف من شأنها أن تثبت للعالم الوجه الحضاري لدور مصر في مجابهة ظاهرة العنف والتطرف وتقويمها من خلال منظومة الإسلام العقائدية والفكرية والأخلاقية التي ترتكز إلى القرآن الكريم ومعانيه في الخير والسلام، وهي أساليب وطرق تجمع ولا تفرق، تبشر ولا تنفر، تصلح ولا تفسد، تيسر ولا تعسر، تصون ولا تبدد.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز