عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

"بحر البقر".. 48 عامًا على إجرام بني صهيون

"بحر البقر".. 48 عامًا على إجرام بني صهيون
"بحر البقر".. 48 عامًا على إجرام بني صهيون

كتب - عبد الحليم حفينة

تحل، اليوم، الذكرى 48 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي ارتكبها العدو الصهيوني، والتي راح ضحيتها 30 شهيدا وإصابة 50 طفلا؛ حيث هاجم سلاح الجو للعدو الصهيوني على مدرسة بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية فى محافظة الشرقية، وأطلقت طائرات الفانتوم الأمريكية الصنع 5 قنابل متتالية وصاروخين، ليتحول الأطفال إلى أشلاء وتتخضب الكراريس والكتب بالدماء لتظل هذه الحادثة من أكثر الحوادث إجرامًا في تاريخ جيش الاحتلال الصهويني.



تفاصيل الهجوم

في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970 حلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز  "إف - 4 فانتوم" الثانية على مستوى منخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة  من صباح هذا اليوم بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة 5 قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا لتدمير المبنى بالكامل.

انتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف لموقع المدرسة وقامت بنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا تفصيليًا بالحادث وأعلنت حينها أن عدد الوفيات 29 طفلًا، وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة، وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب.

ردود أفعال

نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم بشكل متعمد بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.

فبعد وقوع الحادث مباشرة وبالتحديد في الساعة الثالثة من مساء ذات اليوم صرح المتحدث العسكري لجيش  الإحتلال من "تل أبيب " أنهم يحققون في الأمر»، ثم أعقبه بتصريح آخر بعد ساعة : "أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهداف عسكرية في غارتها على الأراضي المصرية"، فيما عقب الحادث صرح موشى ديان وزير دفاع جيش الإحتلال وقتها ليتحدث إلى راديو “إسرائيل” قائلا: “المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري" وادعى قائلًا: "إن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريين يضعون الأطفال فيها للتمويه".

وأثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يكن على قدر الحدث، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الرئيس الأمريكي نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى التخفيف من حدة الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.

على المستوى الشعبي، نددت العديد من الجهات والهيئات والمنظمات بالحادث ووصفته بأنه تجرد من كل معاني الإنسانية، كان واقع الهجوم عنيفًا وأليمًا، وأشعل حالة من الغضب والاستنكار العارم، فلم يكن أحد يتخيل أنه يمكن استهداف مدرسة أطفال في منطقة ريفية بعيدة تمامًا عن أي وحدات عسكرية، خاصة وأنها أتت بعد شهرين من قصف إسرائيل  مصنع أبو زعبل والذي خلف 70 قتيلا من المدنيين.

متحف المجزرة

تم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر"، ثم تم نقل هذا الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973.

في السينما والأدب

تناولت السينما المصرية أفلامًا خالدة جسدت هذه الحادثة الدموية منها فيلم "العمر لحظة" عام 1978، الذي قامت ببطولته الفنانة ماجدة، وأحمد زكي والتي أذيعت فيه أغنية "بحبك يا بلادي" والذي تحدث عن ضحايا الحادث، من كلمات فؤاد حداد وتلحين بليغ حمدي، والتي أداها كورال من الأطفال.

ومنها أيضًا فيلم "حكايات الغريب" عام 1992 بطولة محمود الجندي ومحمد منير وشريف منير.

ومن أهم القصائد التي خلدت ذكرى المجزرة، قصيدة صلاح جاهين والتي غنتها شادية:

"الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى.. دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة .. راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار .. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس .. الدرس انتهى لموا الكراريس".

وبالرغم من مرور 48 عامًا على مجزرة "مدرسة بحر البقر"، لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على كل المقدسات، وقتل الأبرياء، وكان آخرها استهداف فلسطينيين بقطاع غزة في ذكرى يوم الأرض، والذي راح ضحيته 18 فلسطينيا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز