عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وفاء نزيه تكتب: خلطبيطة بالصلصة

وفاء نزيه تكتب: خلطبيطة بالصلصة
وفاء نزيه تكتب: خلطبيطة بالصلصة

مشكلة قديمة جديدة متجددة.. ما هو يا جماعة، الأرض كروية تلف حول نفسها، وبالتالي كل مشاكل البشر بتلف وتتكرر، مفيش جديد، الفرق الوحيد إن فيه ناس بتتعلم الدروس بالطريقة السهلة، اللي هي التعلم بخبرات الآخرين والاستفادة منها، وبالتالي تجنب المشكلات (بقدرالإمكان)، وفيه ناس للأسف بتتعلم بالطريقة الصعبة، اللي هي الخبرة الشخصية الناتجة عن الوقوع في المشكلة، واختبار كل مراحل الألم، من أول حدوث المشكلة لحد الوصول للحل، واللي كتير الحل ده بيبقي مصحوب بتغيير جذري في حياة الإنسان، وبيفضل يوجع حتى بعد انقشاع الغمة، لدرجة إن ساعات بيبقى الألم ده باقي ما بقي الإنسان.



الكلام ده بينطبق على كل المشاكل اللي بنمر بيها، وعلى كل الأصعدة.

ومنها مشكلة الخلطبيطة بالصلصة.

وخلطبيطة بالصلصة ده الاسم اللي أنا أطلقته على مشكلة الاختلاط بين الجنسين، وبالذات بين الأصحاب والزوجات (الخطيبات)، أو الصاحبات والأزواج (الخطاب).

وأقصد هنا إن صاحبك يقرب جدًا بحجة حل المشكلات بينك وبين زوجتك، أو صاحبتك تقرب من زوجك بحجة إنكم زي الإخوات، وهو كأنه أخوها.

مبدأيًا مفيش حاجة في الدنيا اسمها زي أخوها، زي أخوها وزي أخته ده باب موارب يقدر الشيطان يدخل منه بسهولة.

 

والمنطقة دي بالذات الشيطان بيحبها وبيبدع ويتفنن فيها، لأن مش بس فيها خراب بيوت، لأ وخراب نفوس، وخراب علاقات جميلة وعشرة عمر، تتحول بسبب حسن النية لعداوات وشحناء وبغضاء.

وخلينا نركز مع الستات لأن الحقيقة إن المشكلة دي بتبقي واضحة وظاهرة ومتكررة أكتر في عالم النساء، يعني الراجل ممكن يخسر خطيبته وميخسرش صاحبه، مش عارفة، هل لأن العلاقات الرجولية أقوى، ولا لأن الرجالة مكبرين دماغهم من ناحية الستات، وعلى رأي الحكمة اللي قريتها مرة على ميكروباص (لو قلبك مات متوقعش بين اتنين إخوات).

لكن في عالم النساء سهل جدًا للصديقة اختراق المنطقة المحرمة في علاقة الست بزوجها.

وخلونا نتفق إن فعلًا فيه منطقة بين الزوجين لا يجوز لا يجوز لا يجوز أن تخترق من كائن ما كان.

لكن الزوجة بحسن نية تصل لحد السفه تحكي عن زوجها وعن خصوصيات العلاقة بينهما لصديقتها، التي يصبح لديها كتالوج كامل عن الزوج، ماذا يحب وماذا يكره، ما يسعده وما يسيئه، ألوانه المفضلة، مطربه المفضل، أكلته المفضلة، كتالوج مفصل يمكنها من التعامل معه بمنتهى البساطة ومن حيث انتهت الزوجة.

وتقترب الصديقة من الزوج والشيطان شاطر، وهكذا نسمع عن الصديقة التي خطفت زوج صاحبتها، قصة مكررة ومعادة وقديمة قدم الحياة نفسها.

هذه القصة زادت واستشرت مع حمى الاختلاط، ووصلت لعالم الرجال الذي كان يسمي زوجته "حرمة"، وكانت الزوجة تسمى فلانة حرم فلان.

هذه الحرمة انتهكت بالصداقات المفتوحة بين الشباب والفتيات، شلل من الأصدقاء تشمل الجنسين والعلاقات من نوعية الخلطبيطة بالصلصة، علاقات زي أخويا وزي أختي.

ويقترب الجميع من الحمى يوشك أن يرتع فيه.

وكما قال الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( إن الحلال بيِّنٌ وإن الحرام بيِّنٌ ، وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمُه ، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله ، وإذا فسَدت فسَد الجسد كله: ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم

مش بنقول نعيش في عالمين متوازيين وننفصل بالكلية، ويبقى فيه عالم الحريم وعالم الرجال، لكن كل شيء بالعقل وبالأصول وبالمعقول.

اجعلوا منطقة العلاقة الزوجية منطقة محرمة، لا تدع صديقك يقترب منها، اجعل زوجتك حرمة فهي فعلا حرمة.

لا تجعلي صديقتك تقترب من حرم العلاقة بينك وبين زوجك، حتى لا تخسري العلاقتين، علاقتك بصديقتك وعلاقتك بزوجك.

لا نقول أن نحيا بالشك، لكن كما يقول المثل الشعبي (حرص ولا تخون)، ارحموا العلاقة الزوجية المقدسة من تبعات الخلطبيطة اللي بالصلصة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز