عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

البودي: دور النشر الإلكترونية لم يظهر «صيفها من شتاها»

البودي: دور النشر الإلكترونية لم يظهر «صيفها من شتاها»
البودي: دور النشر الإلكترونية لم يظهر «صيفها من شتاها»

تصوير- سماح زيدان
حوار - خالد حماد

التزوير والقرصنة وغياب القوانين أبرز مشكلات النشر



مركزية المدن الكبرى وتهميش الأطراف فكرة مزعجة

لم أدخل مهنة النشر بمنطق التجارة

الكتاب معرفة ووسيلة والواقع فرضه كـ«سلعة»

للجوائز العربية دور إيجابي في نشر الرواية واكتشاف مبدعين جدد

 

كثيرون لا يعرفون أن الناشرة فاطمة البودي هي أستاذة الكيمياء الحيوية، وقد تحصلت على بكالوريوس الكيمياء الحيوية من جامعة الإسكندرية 1977؛ والماجستير في نفس المجال من جامعة عين شمس.

"البودي" أسست دار العين للنشر والتوزيع عام 2000، وقد حصلت على المركز الـ65 في تقرير مجلة فوربس العربية لأقوى  200 امرأة في مجال الأعمال عام 2014.

عن  البدايات والصعوبات التى تواجه الناشر العربي كان لنا هذا الحوار .

لماذا العين اسمًا ودارًا للنشر؟

العين مرآة الروح ، كانت هي الأساس لاختيار عنوان  دار العين، فالعين تشف ما بداخلك ،كنت مشغولة بتقديم كتابات فارقة وهذا يرجع إلى شخصيتي غير التقليدية ، واشتغالي على الأمور بجدية، كان يشغلني تقديم طفرة في عالم النشر، وتحقق هذا على مراحل، في البداية كانت اختياراتنا كتابات علمية، الدار قامت على مشروع  ثقافي علمي، الأمر كان له علاقة بميولي ودراستي ، وكذلك دائرة المعارف والأصدقاء المشتغلين بهذا المجال، وهذا ماجعلني أخوض المغامرة بجدية وبحب.

هل كانت هناك صعوبة في اتخاذك قرار إنشاء دار نشر؟

القرار كان بمثابة مغامرة ولكنها مغامرة محسوبة، أنا بين أيدي أمينة، وأسماء لامعة في المشهد الثقافي، العالم الأكاديمي دكتور أحمد مستجير، دكتور أحمد شوقي ودكتور سمير سرحان وغيرهم.

أتتذكرين أول كتاب نشرته الدار؟

جاء أول كتاب تحت عنوان "بنية الثورات العلمية" لشوقي جلال، وإذا كان الكتاب الأول للكاتب بمثابة انتصارًا له، فأول كتاب لي كناشرة كان بمثابة حقل تجارب ،فلم يكن لدي المعرفة والخبرة الكافية عن مهنة صناعة النشر ومتطلباتها وقوانينها وآدابها، كان الأمر له حزمة متطلبات.

كنت في البداية أنوي الاستمرار في نفس السياق، ولكن التواصل مع عالم صناعة النشر جعلني انفتح على نشر  كتب في جميع المجالات، وهذا لم يجعلني أتخلى عن البذرة الأولى لمشروع الدار "الثقافة  العلمية"، دار العين كانت أول من نشر الكتب المؤلفة في مجال الثقافة العلمية، ومن أبرز الذين كتبوا وترجموا في هذا المجال الدكتور أحمد شوقي ، والدكتور أحمد مستجير، والدكتور خالد منتصر والذي جاء وريثا لجيل الكبار في هذا المجال.

هل ثمة تراجع في تقديم الكتابات المتخصصة في هذا المجال؟

لا يوجد تراجع، ويمكننا القول أننا نعاني ندرة الكتابات العلمية، غير الكتابات الإبداعية في مجال الرواية والقصة والشعر، والكتابات الفكرية أو النقدية لها نصيب الأسد في النشر، ذلك لأسباب متعلقة بشكل مباشر بالحضور في المشهد الثقافي، وكانت صفحة "غذاء العقول" للكاتبة ماجدة الجندي، ودوربارز ل إبراهيم فرغلي في الاشتغال في هذا المجال.

هذا يعني أننا أمام حالة غياب للكتابة في هذا المجال؟

من المؤسف أن نجيب بنعم، لا يوجد لدينا من يكتب في هذا المجال.

 هل توجد مواجهة حقيقية بين دور النشر القائمة بالشكل التقليدي والنشر الإلكتروني؟

دور النشر الإلكترونية لم يظهر "صيفها من شتاها"، يمكن القول أنه لا يوجد دور نشر إلكترونية، فالمطروح هو منصات إلكترونية تنشر ما نقوم بإنتاجه وهي تحول كتبنا الورقية إلى إلكترونية، لو الأمور صارت بشكل قانوني لأصبح لهم دورًا في تكامل عملية التواصل مع تلك المنصات بحيث تلعب دورا في توصيل الكتابات التي نعجز عن وصولها إلى مناطق جغرافية بعيدة عنا، وإلى الآن لم يحدث بشكل جدي معرفة اقتصاديات هذا المسألة.

هل تديرين دار العين بصفتك المثقفة أم سيدة الأعمال؟

الواقع أنني أقوم بدور الأم للكتاب، لم أدخل مهنة النشر بمنطق التجارة وما كان لدي هذا الحس يوما، ولو كان لدي منطق التجارة لكان موقع الدار اختلف كثيرا.

هل تؤمنين بأن الكتاب سلعة؟

 لم أشر يوما عن أن الكتاب سلعة، الكتاب معرفة ووسيلة للمعرفة، وكون الواقع فرض أن يكون سلعة فنحن مجبرين على هذا.

العدد الهائل من دور النشر، أضاف للإبداع أم خلق نوعًا من الفوضى؟

هناك فوضى كبيرة، بمعنى أنك تشاهد كم كبير ولكن لا توجد جودة حقيقية.

هل ثمة معايير تقوم عليها دور النشر لقبول أي عمل؟

في سلسلة  الكتاب الأول، قدمت فيها تجاربا جديدة لشباب الكتاب، معيارنا الأهم في تقديم عمل ما هو الجودة والموهبة، والكثير منهم أكمل مشواره مع الكتابة.

هل ترين مصر سوقا كبيرة للكتاب؟

مصر بعدد مواطنيها الكبير، هي أكبر سوق عربي للكتاب رغم الظرووف الاقتصادية، والتي لعبت دورا هاما في تحجيم هذا السوق.

لماذا يدفع الكاتب أولا؟

الأسباب كثيرة ومنطقية، وأولها أن يكون الكاتب غير معروف، وآخر يكون مصمما عليك كدار نشر.

لماذا تراجع إنتاج الشعر في دور النشر العربية في مقابل الرواية؟

أحترم الشعر وما زلنا ننتج الشعر، وهناك دور نشر تعمل على إنتاجه، ما يهمني قوله أن الشعر لا يمكن أن يندثر، لأنه ضمير الإنسانية، ونحن ننتج بدار العين نسبة 10 دوواين شعر مقابل انتاج 40 رواية، الشعر يأخذ مساحة كبيرة من إنتاجنا.

ما قولك في أن الجوائز تلعب دورا في استمرار دور النشر؟

 لا يمكن لجائزة أن تلعب دورًا في استمرار دور النشر.

هل لعبت الجوائز العربية دورًا في ترسيخ نشر فن بعينه (الرواية) مما أثر على نشر باقي الفنون؟

لا شك أن الجوائز العربية لعبت دورا في إلقاء الضوء على أهمية نشر الرواية، الإيجابي فيما تقدمه الجوائز هو اكتشاف أصوات روائية جديدة، والسلبي فيها أنك أمام طوفان وانفجار روائي كبير دون جودة، فضلا عن أن هناك دور نشر نشأت بغرض التقديم في الجوائز ولم يكتب لها الاستمراية.

ما الصعوبات التي تواجه دور النشر؟

أكثر الصعوبات التي نواجهها هي تزوير الكتب، والقرصنة عبر المنصات الإلكترونية، هنا يخسر الناشر الورقي أسواق كبيرة جدا، بالإضافة إلى عدم وجود قوانين حاسمة ورادعة تحمي الناشر، فضلا عن أزمة التوزيع، والعديد من المكتبات تلعب دورًا في تزييف الحقائق حول الأكثر مبيعًا، غير أزمة الأسعار المرتفعة للورق، كل هذه الأزمات يواجهها الناشر وحيدا، معه شيء واحد هو إيمانه برسالته في صناعة كتاب وقارئ جديد.

وماذا عن الدولة ودعمها لدور النشر؟

الدولة لا تدعم دور النشر، فقد غاب دعم مؤسسة وزارة الثقافة من بعد الثورة وكذلك وزارة التربية والتعليم، ولا حتى وزارة الشباب، هذه المؤسسات كان له دور في دعم النشر بالمواظبة على طلب جديد الكتب بدور النشر.

كيف يتم مواجهة التيارات الأصولية عبر صناعة النشر واستقطاب القارئ؟

الحقيقة أنا من هؤلاء المنزعجين بفكرة مركزية المدن الكبرى وتهميش الأطراف، لذا كنت من أوائل من نزلوا الصعيد في فاعليات الفن ميدان "أسيوط"، والتي كانت معقل للتيارات الأصولية، وأقدمت على عمل معرض للكتاب  الغرض من هذا لم يكن تجاريا ولكن هو مواجهة التيارات الأصولية بالإبداع والفن والجمال، والحقيقة نجحت الفكرة ولاقت إقبال جماهيري كبير، وكررت هذه التجربة ونزلنا إلى المنيا ملوي بمشاركة مشروع مجراية.

كيف ترين مستقبل الثقافة في مصر؟

إذا استمر الوضع المتدهور للتعليم بهذا الشكل  فلن يكون هناك جديد  خاصة في ظل التلقين، وعدم الانفتاح على  طرح السؤال، عندما يتغير نظام التعليم الصورة النمطية التي نشهدها ستختلف كليا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز