بعد الغارة الثلاثية.. موسكو تمد سوريا بـ"إس 300"

كتب - مصطفى سيف

بعد الغارة الثلاثية من "الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا" بزعم استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية في منطقة الدوما بالغوطة الشرقية، أعادت روسيا تفكيرها في إمكانية تزويد سوريا بصواريخ "إس 300" المتطورة المضادة للطائرات.

ففي عام 2007 وقعّت سوريا مع حليفتها الدائمة روسيا اتفاقًا يقضي ببيع صواريخ، إلا أنّه حتى هذه اللحظة لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق، استجابة لضغوط إسرائيلية-أمريكية على موسكو، وفقًا لتقارير أجنبية.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إنّ بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات الدول الغربية لتدمير سوريا، وأنَّ القرار الروسي بمد سوريا بـ"إس 300" دخل مرحلة التنفيذ، وفي انتظار فقط الإعلان الرسمي من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

لافروف أكَّد أنَّ موسكو راعت الأدلة التي ساقتها الدول الغربية قبل 10 سنوات بشأن تصدير هذه الأسلحة لسوريا، عندما أكدوا أنَّ مد سوريا بهذه الأسلحة ينسف استقرار المنطقة، إلا أنَّه مع التطورات الأخيرة، رأى لافروف أنَّه "لا يوجد سبب للتمسك بتلك التعهدات".

إعلان موسكو عن إمكانية تنفيذ هذا العقد؛ تطور غير مسبوق، ينذر بتغيير موازين القوى إقليميًا، ما يُغضب إسرائيل التي تعهدت مرارًا وتكرارًا على لسان رئيس وزرائها "نتنياهو" بأنَّها ستضرب "إس-300" فور امتلاك سوريا لها.

كانت موسكو قد أعلنت في 6 أكتوبر 2016 أنها نشرت منظومة "إس 300" لمواجهة "التهديدات المتصاعدة من جانب واشنطن لشن عمليات عسكرية ضد مواقع في سوريا"، وحينها علقت وزارة الدفاع الروسية على انتقادات أمريكية بأنها "لا تفهم سبب الاستياء الأمريكي، ولماذا تبدو واشنطن قلقة من (إس 300)، بينما نشرت موسكو في وقت سابق (إس 400) الأكثر تطورًا".

يرى بعض المراقبين أنَّ القلق الأمريكي مبرر ليس فقط بسبب مراعاة واشنطن الموقف الإسرائيلي ولكن لأن وجود منظومتي "إس -300" و"إس-400" يشكلان مظلة دفاع جوية متينة وقادرة على التصدي لأي هجوم.

عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية في جيش الاحتلال، هدد بأنَّ إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تزويد سوريا بـ"إس 300" الروسية، في حال تم منحها للنظام السوري.

يادلين أكَّد أنَّ علاقاته القوية مع قيادات الجيش والأجهزة الأمنية في إسرائيل أكَّدت له أن نشر مضادات الصواريخ الروسية في سوريا "سيتم قريبًا".

تابع: "أعرف سلاح الجو جيدًا، تم وضع الخطط للتعامل مع مثل هذا التهديد، بعد القضاء على هذا التهديد، وهذا بالضبط ما سنفعله، سنعود لنقطة البداية".