عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد خيري لـ"بوابة روزاليوسف": نظام التعليم الجديد مشروع وطن.. وليس خطة وزارة

أحمد خيري لـ"بوابة روزاليوسف": نظام التعليم الجديد مشروع وطن.. وليس خطة وزارة
أحمد خيري لـ"بوابة روزاليوسف": نظام التعليم الجديد مشروع وطن.. وليس خطة وزارة

حوار - هبة عوض

جميع تكاليف النظام تتحملها الوزارة.. وهدفنا تخريج متعلم مؤهل لسوق العمل



وزير التعليم قرر تحويل التعليم إلى متعة

لمسنا تجاوبًا شديدًا من المعلمين خلال تدريبهم على النظام

طلابنا جاهزون جدًا لتطبيق النظام.. "وولي الأمر لو فهم النظام صح هيدعمه"

 

جدل مجتمعي شديد بدأ منذ اللحظة الأولى لإعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لتطبيق نظام تعليمي جديد، بداية من العام الدراسي المقبل، وعلى الرغم من خروج الوزير كثيرًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، وشرحه لتفاصيل النظام، إلا أن الشارع المصري، لا يتوقف عن التساؤل عن طريقة تطبيق هذا النظام، وكيف التغلب على أي معوقات أو مشكلات قد تواجه تطبيقه، لا سيما أمام الطالب وأولياء الأمور.

"بوابة روزاليوسف"، حاورت الإعلامي أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ليس عن النظام، كونه تم شرحه مرارًا وتكرارًا، ولكن عبر طرح تساؤلات المواطنين، والنقاط غير المفهومة بالنظام الجديد، بل وجميع التخوفات المتداولة وتأثيرها على تقبل الآباء للنظام الجديد، وذلك في خطوة لدعم تطوير التعليم، الذي لطالما طالب به المصريون، كخطوة أساسية، لنهضة الوطن بسواعد أبنائه، وإلى نص الحوار:

 

ما سبب إصرار الوزارة على هذا التغيير الجذري لنظام التعليم في الوقت الحالي؟

تطوير التعليم مطلب شعبي بالأساس، ولطالما نادى المصريون به لقناعتهم بأنها الخطوة الرئيسية، لإخراج أجيال تستطيع تحمل مسؤوليتها تجاه نفسها ووطنها، وللأسف التعليم بمصر لدى الكثيرين، إنما هو استكمال للوجاهة الاجتماعية، عبر الحصول على شهادة جامعية، ولكن نعلم جميعًا، أن منتج هذه الشهادة، "هش" وغير مفيد، كون خريج أي كلية، غير مؤهل لممارسة العمل المطلوب منه، لعدم تلقيه الكم والكيف التعليمي الكافي لذلك، وإنما يتمحور دوره على تجميع درجات والحصول على تقدير، والتخرج في الجامعة حاملًا لشهادتها، ثم يصدم عند خروجه لسوق العمل، بأنه غير مؤهل لذلك.

 

ما الحل لهذه المشكلة الثقافية المجتمعية؟

الحل تغيير مفهوم التعليم في مصر، وتبنى مفهومه العالمي، الذي يختلف عن تغيير المحتوى التعليمي، بل بالتركيز على تغيير فكر المصريين عن التعليم، وذلك بالحصول على الكم والكيف التعليمي المناسب في كل مرحلة تعليمية، لإخراج منتج يستطيع التعامل مع متطلبات سوق العمل، وفق تطورات المجتمع، فنحن بصدد فكر المصريين عن التعليم، وليس المحتوى التعليمي.

 

تتحدث عن جيل طلابي، معظم آبائه خريجو جامعات.. كيف تستطيع إقناع هؤلاء بكفاية الشهادة الثانوية للالتحاق بسوق العمل؟

كما ذكرت نحن بصدد تغيير ثقافة المجتمع، ولا شك أن التغيير بحد ذاته ليس بالسهل، ولكن الأمر يحتاج لشرح النظام للمواطنين، وما لمسته أن أولياء الأمور هم الأكثر تساؤلًا وتخوفًا من النظام، على عكس الطلبة مرحبين به، ومؤهل جدًا لتطبيق النظام، فهم بالأساس جيل التابلت والسوشيال ميديا.

 

ما أبرز نتائج هذا التغيير الشامل؟

أبرزها وأهمها أنه بعد 12 سنة، من الآن لن يكون هناك نظام تخصص، علمي أو أدبى، كون الطلاب على مدار جميع المراحل التعليمية، قادرين على التعرف على ميولهم واهتماماتهم، ونقاط قوتهم وضعفهم، ما يجعل توجهه لدراسة تخصص جامعي معين، وفق إرادته الكاملة، دون تدخل من أي ضغط مجتمعي.

 

متى يحصد المواطن نتائج هذه التغييرات؟

حصاد ما نقوم به من جهود، سيظهر بعد 14 عامًا، ونحن نعمل لبناء دولة، وليس لمجد شخصي، و14 عامًا في عمر الأوطان، ليست بالكثير، واختارنا المواجهة واستئصال المرض من جذوره، وبناء نظام تعليمي، يخرج مواطنًا يفيد نفسه ووطنه.

 

ماذا عن المحتوى التعليمي الذي يعتبره الكثيرون أساس التطوير؟

لم نغير كثير بالمحتوى التعليمي، كونه بالأساس متسقًا مع المحتويات بالعالم كله، ولكننا نعمل على تحسين طريقة عرضه، وتبسيطه على الطالب، ما يحقق هدفنا الذي طالما تحدث عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، من تحويل التعليم إلى متعة.

 

كيف يتحقق هدف تحويل التعليم لمتعة؟

وقعنا بروتوكولات تعاون مع عدة شركات، منها "ناشيونال جيوجرافيك"، وديسكفري وغيرها من الشركات، لإعداد فيديوهات شارحة لموضوعات المنهج، وسيتم وضعها مجانا للطالب على التابلت خاصته، ما يحقق هدف تحويل التعليم لمتعة، ويتحول المعلم لمحاور، يناقش الطالب ويشرح له ويوجهه، ووضعنا له أكبر مكتبة رقمية على مستوى العالم، ما يسهل على الطالب والمعلم وولى الأمر جميع الأمور.

 

هل هناك اعتراضات من المعلمين على النظام الجديد؟

المعلمون متعاونون جدًا مع الوزارة، لتطبيق وإنجاح المنظومة، وبمشروع "المعلمون أولا"، دربنا المعلمين تدريب جاد، مركزين على تواصله مع الطالب وولي الأمر، وتأهيله كشخص مختلف، ولمسنا تجاوبهم الشديدة، بعد لمسهم أن هناك من يهتم ببناء شخصياتهم وتعديل أساليبهم وتطويرها للأفضل، ونحاول توفير حياة اجتماعية مناسبة، عبر التواصل مع وزارة المالية، المنوط بها إعداد مخصصات الأجور وتعديلها وفق الإمكانات المتاحة.

 

المعلمون من الفئة العمرية الأكبر.. هل يستطيعون مواكبة هذا التطور الجذري بالمنظومة التعليمية؟

الفئة العمرية من 45-55 عامًا، هي الأكثر إقبالا وشغفا للتطوير، لشعورهم بأهمية تطوير أدائهم لمواكبة التطور المجتمعي، وكوزارة تعليم سنبذل كل جهودنا لتطوير المعلم، ولكن بالنهاية من لن يواكب التغيير ويستفيد من تلك الفرص، سيتم تقييمه واتخاذ القرار المناسب بشأنه.

 

ألا ترى أن امتحان الطالب على مدار 3 سنوات يشكل ضغطًا عليه وعلى أولياء الأمور؟

وضعنا النظام الجديد، لإلغاء كلمة وإحساس الضغط على الطلبة وأولياء الأمور على مدار 3 سنين مرحلة التعليم الثانوي، وينبغي تغيير هذه الفكرة، فبالأصح نحن أنهينا هذا الضغط، عبر وضع 12 امتحان على مدار الـ 3 سنوات، ويتم اختيار 6 امتحانات الأعلى درجة واحتسابها للطالب، وهو ما يعد تخفيف وإنهاء للضغط وليس خلقه.

 

الدروس والامتحانات ستكون عبر الإنترنت.. فما الضامن لعدم حدوث مشكلة للكهرباء أو الشبكة خلال الامتحان؟

"النت لو وقع أو الكهرباء انقطعت يمتحن في أي يوم آخر"، "براحته"، وهذه ميزة تحول الامتحان من قومي، إلى امتحان على مستوى المدرسة، انهينا حالة الرهبة والضغط النفسي للامتحانات الثانوية، "عاوزين ننسى الامتحان.. وبس نعلم ولادنا صح"، و"كفاية جملة اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش".

 

الطلاب الذين ظلوا سنوات في منظومة تعليمية تعتمد على الحفظ والتلقين.. كيف يتم تغيير ثقافتهم التعليمية إلى الفهم والتعلم الصحيح؟

درسنا جميع جوانب المنظومة، بكافة أطرافها، وأستطيع الجزم بأن أكثر من 82% من طلابنا مؤهلون وبشدة لهذا النظام الجديد، والنسبة الباقية حال دخولها واندماجها بالمنظومة ستزيد بداخلهم الرغبة والشغف للتعلم ما يعيدنا مرة أخرى لهدف تحويل التعليم لمتعة.

 

أجهزة تابلت ووسائل تعليمية وباقة إنترنت.. من المتحمل لهذه التكلفة؟

كل أدوات التعلم بالنظام الجديد، تتحمل تكلفتها الوزارة، سواء التابلت أو باقة النت، وجميع الوسائل التعليمية على التابلت، وكذلك تم التعاقد على صيانة الأجهزة، والتالف من الأجهزة، وكل شيء تم أخذه في الحسبان، حتى لا نحمل أولياء الأمور أية أعباء.

 

اقتناء هذه الأجهزة من قبل طلاب بعضهم بسن المراهقة.. هل تم اتخاذ التدابير الكافية لحماية أبنائنا من سوء استخدام هذه الوسائل؟

جميع الأجهزة مع الطلاب، وضع لها برامج حمائية، لمنع تنزيل أي موقع لا يتناسب مع المتعلم، على أي جانب، ولكن الأهم هو أن يكون الطالب نفسه غير منجذب سوى للمادة التعليمية على الجهاز، عبر تغيير فكره وتوجهه من الاستمتاع باللعب وغيرها، إلى التمتع بالعلم والوسائل والمحتوى العلمي على الأجهزة، حبًا وليس إرغامًا.

 

ما ضمانات العدالة بين الطلاب بعد التحول من الامتحان على مستوى الدولة إلى مستوى المدرسة؟

الامتحان لا يتدخل به أي عنصر بشرى، ويتم عبر منظومة إليكترونية كاملة، بدءا من الامتحان، وانتهاءً بالحصول على الدرجات، والأسئلة جميعها مبنية على فهم الطالب، ما يقضى تماما على ثقافة الحفظ والتلقين، وخلق متعلم مصري، يرتفع بمستواه الفردي ويعمل على نهضة وطنه.

 

يتحدث البعض عن توجه الدولة لدعم التعليم الفني لصالح تقليص أعداد خريجي الجامعات.. فما تعليقك على هذا الرأي؟

تقوية التعليم الفني، هو تقوية للدولة نفسها، وجميع الدول التي شهدت نهضة ونمو اقتصادي كبير، قامت بالأساس على متعلميها الفنيين، ومن يتحدث بأن النظام التعليمي الجديد، جاء ليساند التعليم الفني على حساب التعليم الجامعي، بهدف تخفيف أعداد خريجي الجامعات، لتخفيف الضغط على سوق العمل بالمؤهلات الجامعية، خاطئ كون خريج التعليم الفني نفسه مواطن مصري، ومن حقه الالتحاق بسوق العمل، وفق مؤهلاته، فهذا التفسير مغلوط، ويتنافى مع أهداف تطوير التعليم الفني، والتي تقوم بالأساس على إحداث نقلة صناعية بمصر، عبر تأهيل حملة المؤهلات الفنية، التأهيل المطلوب لسوق العمل بالمواصفات التي تخدمه وتخدم المجتمع.

 

كيف تستطيع تغيير الثقافة العامة بهذا الفرع من التعليم؟

نطور التعليم الفني، ولدينا 2000 مدرسة تعليم فني، يصل إنتاجهم لملايين، وتمتلك كوادر مؤهلة على أعلى مستوى، إلا أن نظرة المجتمع لهم هي من تنتقص من قدرهم، الذي هو بالمفهوم الصحيح، قدر عالٍ جدًا، ومع ذلك ولكوننا بصدد تغيير الثقافة، كما تحدثت سابقا، فإن مستوى قبول الطلاب بهذه المدارس، بالمنظومة الجديدة ستكون في صالح المتفوقين، وليس ذوي الدرجات والمجموع المنخفض.

 

ما خطوات الارتقاء بخريح التعليم الفني؟

نفذنا نظام التعليم الفني المزدوج، وهو عمل مدرسة داخل المصنع، حيث يدرس الطالب ويعمل في المصنع في ذات الوقت متقاضيا راتب، وبعد تخرجه يلتحق بفرصة عمل مباشرة، وغيرنا شكل الشهادة، وربطنا المناهج لتتواكب مع سوق العمل، ونعمل على تغيير المسميات الوظيفية، خاصة خريجي التعليم الفني، لتتواكب مع تغيير الفكر المجتمعي عن هذا النوع من التعليم، والتعليم الجامعي بأمريكا وأوروبا، يعتبر للمرفهين، ومعظم من بسوق العمل من حملة المؤهل الثانوي، وكذا فنلندا الدولة الأولى عالميًا بالتعليم.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز