عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وزير التعليم السابق لـ"بوابة روزاليوسف": الامتحان سيكون نُزهة والدروس الخصوصية لن تنتهي

وزير التعليم السابق لـ"بوابة روزاليوسف": الامتحان سيكون نُزهة والدروس الخصوصية لن تنتهي
وزير التعليم السابق لـ"بوابة روزاليوسف": الامتحان سيكون نُزهة والدروس الخصوصية لن تنتهي

كتب - كريم عاطف
تصوير- محمود رفعت

الرافعي: التابلت وسيلة مساعدة وليست بديلا عن المعلم ولا يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي



الدروس الخصوصية ثقافة شعب ونحتاج إلى كنترول للمراقبة على الامتحان أونلاين

أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، منذ أيام، تطبيق نظام جديد للتعليم في مصر، بالإضافة إلى نظام للثانوية العامة جديد سيتم تطبيقه بداية من العام القادم, الأمر الذي جعل هناك تساؤلات كثيرة حول هذا النظام الجديد ومصيره بين النجاح والفشل ومستقبل الطلاب خصوصا بعد الإعلان فى الأعوام القليلة الأخيرة عن أكثر من نظام.

فهناك العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان أولياء الأمور حول هذا النظام الجديد الذي يحدد مصير الآلاف سنويا من الطلاب، لذلك كان لا بد من إجراء حوار مع الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم السابق، للرد على هذه التساؤلات وتحديد مخاطر هذا النظام وما يحتاج إليه حتى يتم نجاح التجربة.

وإلى نص الحوار..

 ما رأيك في نظام التعليم الحالي في مصر؟

مستوى التعليم في مصر يفتقر إلى الكثير من الأمور الأساسية، أهمها معايير التفكير ونظم الامتحانات التي تعتمد على الحفظ بشكل كبير وأصبحت الآن كل الأنظمة التعليمية حول العالم تعتمد على القدرة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتفكير وغيرها من المهارات الاساسية.

كما أن المناهج تحتاج إلى تطوير وإعداد المعلم وتحسين أجورهم حتى يكون هناك رضا ويستطيع إخراج كل ما لديهم من خبرة للطالب ولكن جميع النظم التي طورت التعليم في العالم اخذت وقت من 9 إلى 11 عاما حتى تحقق الهدف منها بالإضافة إلى مشكلة الكثافة التي تحتاج إلى بناء مدارس جديدة، لأنه وفقا لجهاز التعبئة والإحصاء يولد سنويا ما يزيد على 2 مليون طفل ويحتاجون إلى تعليم بالإضافة الى بنية تكنولوجية فى المدارس.

 من وجهة نظرك ما مميزات وعيوب النظام الحالي للثانوية العامة؟

من أهم المشاكل في هذا النظام الحفظ، فالطالب يحفظ المنهج للامتحان ثم بعد الانتهاء منه لا يتذكر شى عنه او اى معلومة وانتشار الدروس الخصوصية التي أصبحت ثقافة متواجدة لدى أولياء الأمور لكي يستطيع ابنائهم الدخول الى الكليات التى تسمى بكليات القمة فعليهم بالدروس الخصوصية بالإضافة إلى عدم وجود اختبارات لدخول الطالب الكليات والاعتماد على الدرجات التى يحصل عليها فقط فمن الممكن بهذا النظام ان تكون نصف درجة كفيلة بأن تطيح بأحلام وآمال طالب من دخول احدى الكليات التى كان يريدها.

 وكان لا بد من التركيز على مهارات التفكير أكثر وتوزيع الدرجات من حيث أساليب التكوين فمن الممكن أن تكون 60% على مهارات التفكير و30% على المصطلحات الأساسية و10% على الحضور والسلوك لانه من المفترض ان تبنى منظومة قيم وأخلاق , كما كان أيضا نظام الامتحان الواحد فى الصف الثالث الثانوى يمثل عبء وضغط كبير على الطالب والذى من الممكن ان يتعرض الى اى ظرف طارئ بالرغم من مستواه العالى فتضيع عليه دخول كلية معينة وتؤثر عليه وبالإضافة إلى الصلاحية التي تعطى للطالب للدخول إلى إحدى الكليات كانت عام واحد بشهادته فور الخروج من الثانوية العامة.

 

ما رأيك في نظام الثانوية العامة الجديد الذي سيتم تطبيقه العام القادم؟

أي نظام جديد يتم تطبيقه من المعروف علميا أن يتم عمل دراسة استطلاعية له وهي أخذ عدد من المدارس ويطبق بها النظام الجديد قبل أن يعمم لأن فكرة التعميم قبل التجريب تمثل مخاطر كبيرة جدا لانه اذا ظهرت مشكلة ستكون معممة على جميع الطلاب وهذه كارثة ولكن عند تطبيقها على شريحة صغيرة تنتج مؤشرات لعدد من المشاكل ثم تحل ويطبق النظام.

بالإضافة إلى أن التحدث عن نظام التراكمي وهو جمع الثلاث سنوات الاول والثانى والثالث ودرجاتهم تجمع لتعطي نتيجة الثانوية العامة فاعتقد انه ستكون هناك صعوبة وستواجه الكثير من المشاكل فى هذا النظام فإذا قسمنا مدة دراسة الطالب على 12 امتحان فى 6 مواد دراسية فسيكون هناك 48 امتحان بموجب امتحان كل اسبوعين اي ان دراسة أسبوع والأخرى امتحان ستواجه العديد من المشاكل داخل المدرسة بالإضافة الى تحديد دور المعلم الذي لم يحدد داخل المدرسة وهل هو مدرب على هذا النظام وهل يستطيع من الأساس إعداد بحث علمى لتوجيه الطالب بكيفية عمل هذا البحث وهل تم عمل معايير لتقييم الطالب فى هذا الامتحان لتحقيق تكافؤ الفرص ففي الحقيقة سيكون هناك الكثير من المحاذير والمعوقات التي تواجه هذا النظام الجديد وكان لابد من أن يطبق من أدنى السلم التعليمي مع بداية المرحلة الابتدائية وليس اعلاه فى الثانوية العامة.

 ما رأيك في اعتماد النظام الجديد على التابلت؟

الطالب فى الصف الاول الثانوى تعود على أسلوب معين سواء كان فى شرح واستراتيجيات تدريس معينة أو فى استخدام التقنيات المختلفة فهل تستطيع نقل الطالب من استخدام نظام الى نظام اخر بعد ان تعود عليه فهذا سيكون تحدى ايضا امام النظام الجديد و هل سيتم إلغاء دور المدرس وهل طريقة الشرح وعرض المعلومات داخل التابلت ستكون متشابهة وتتطابق مع ما يقوم به المعلم أم يسير المعلم فى اتجاه والتابلت فى اتجاه آخر وبالتالي سيكون هناك ازدواجية فى طريقة عرض الدروس.

وإذا قام الطالب بتفضيل طريقة عرض المعلم عن التابلت سيفقد هذا التابلت مصداقيته وأهميته بالنسبة للطالب وسيتم وضعه فى المنزل , كما ان نحن نتحدث الان عن طلاب لا يمتلكون ثمن هذا التابلت ولا ثمن إصلاحه وإذا حدث به عطل سيكلف الطالب من 1000 جنيه الى 2000 جنيه فهل يمتلك الطالب هذا الثمن لإصلاح الجهاز ونحن نتحدث عن مدارس حكومية فهل ستتعاقد وزارة التربية والتعليم مع مراكز صيانة او فتح هذه المراكز فى الوزارة للصيانة على نفقتها فيجب وضع كل هذه التفاصيل فى الاعتبار ونجد حلول لكل هذه المشاكل حتى يسير النظام بالشكل الجيد.

 هناك تصريح للوزير بأن الطالب لن يوضع تحت رحمة المدرس مرة أخرى.. ما تعليقك؟    

هل النظام الجديد سيضع بنك أسئلة، وهل سيكون الامتحان على التابلت ومن الذى سوف يصحح الامتحان، فهل أنت بذلك تلغى دور المعلم تماما بعدم وضع الاسئلة والشرح وهذا ليس متواجد باى نظام فى العالم للتعلم لأنه يعتبر عنصر أساسي في العملية التعليمية وإذا تم جعل التابلت الأساس وجعل التعليم أونلاين وليس تعليم مباشر فسيكون التعليم على الأجهزة ثم يجيب على الأسئلة من خلاله ايضا ثم يتم وضع الدرجة من خلاله أيضا فبذلك سيكون دور المعلم مهمش هل سيكون موجه او مرشد فينبغي ان نحدد دوره من الان فى هذا النظام , فإذا كان الطالب يعد بحث ونريد تصحيحه في التابلت لا يستطيع التصحيح الكترونيا لأنه يصحح فقط الاختبارات الموضوعية الصح والخطأ والاختيار من متعدد فقط.

 وماذا عن رأيك بشأن اعتبار وزير التعليم الحالي بأن الامتحان سيكون نزهة.. ما تعليقك؟

بالفعل سيكون نزهة فهناك تحول من التعليم المباشر الى التعليم أونلاين يعطى المنهج او الكورس له من خلال الإنترنت ويذاكر ثم تقديم الاسئلة وحلها , ولكن ما هو الضامن لى انه لا يوجد احد يجلس بجانبه يجيب معه على هذه الأسئلة فمن الممكن ان يكون معلم المادة او اي احد , ولكن نظم التعليم التي تتم بذلك الطريقة تكون داخل الجامعة أو المدرسة وهناك رقابة عليها والطالب يجيب على الأسئلة اونلاين فلابد أن يكون هناك كنترول على عملية الامتحانات.

 هل من وجهة نظرك ستنتهي الدروس الخصوصية فى النظام الجديد؟

المناهج لم تتغير فمن الممكن أن تكون المادة العلمية التي تقدم للطالب على التابلت غير راضية له بينما يقوم المعلم بشرحها بطريقة اخرى افضل من ذلك وبالتالى يتوجه الطالب إلى المعلم أو تسجيل له بأى طريقه ووضعها على التابلت بالإضافة إلى أن الدروس الخصوصية ثقافة شعب وبالتالى عندما يعلم اى طالب او اسرة مصرية بأن الصف الأول الثانوى يدخل ضمن مجموع الثانوية العامة وأصبحت ثلاث سنوات سوف يبحثون على معلم يستطيع أن ييسر على الطالب الدراسة ومن ثم سيؤدى إلى زيادة نسبة الدروس الخصوصية.

 ما رأيك في وضع كل مدرسة الامتحان وانتهاء تجربة الامتحان على المستوى القومي؟

من المفترض ألا تقوم المدرسة بوضع الامتحان ولكن إذا كان يريد ان يطبق هذا النظام ينبغي أن ينشأ ما يسمى بـ"بنك الاسئلة" وهو عبارة عن العمل على كل جزء من أجزاء المنهج الدراسي ووضع عدد كبير له من الاسئلة قد تصل الى 100 سؤال او اكثر على كل وحدة فى كتاب المدرسة وهذه الأسئلة يتم عمل منها مجموعة من الامتحانات تتشابه فى مستوى الصعوبة والسهولة حتى يضمن فكرة تكافؤ الفرص ولكن إذا ترك المدرسة تضع هى الامتحان سيكون هناك مشاكل كثيرة بعد ذلك.

هل أنت مع فكرة إلغاء طباعة الكتاب المدرسي؟

بالطبع لا والسؤال هنا نفترض إذا حدث أي شيء لهذا التابلت كسر أو تلف أو فقد فما هو سيكون البديل أمام الطالب فلابد ان يكون هناك الكتاب المدرسى كما ان النظم التعليمية فى العالم كله يوجد بها الكتاب المدرسى مثل إنجلترا والنظام الالمانى والنظام الأمريكي ويركز فيه على الموضوعات الرئيسية ثم يفتح المجال للتابلت فلابد ايضا وضع فكرة توفير تابلت بديل فى النظام الجديد.

 لماذا لا يطبق النظام الجديد على المدارس الدولية؟

بالطبع لا يطبق هذا النظام على المدارس الدولية لأن لها أنظمة مختلفة مثل "إي جي" يعتمد على المادة الدراسية و"الأمريكان دبلومة" له نظام مختلف والألمانية واليابانية كل منها له طريقة تعلم مختلفة وهناك اللاب توب والتابلت يكونوا أدوات مساعدة فى العملية التعليمية وليست هى المحور الرئيسى بها.

ما رأيك في فكرة دمج التعليم الأزهري بالتعليم العام؟

هناك صعوبة كبيرة جدا في هذا الدمج فالتعليم الأزهري هو تعليم ديني في الأساس، ويرسل أولياء الأمور ابنائهم فى المعاهد الدينية تعلم المواد الدينية بشكل أكثر من المواد الاخرى وعند الدمج هل ستعطى ذلك ام ستعكس وتتخلص من المواد الدينية والهدف الأساسي من التعليم الدينى هو تربية النشء فى المعاهد الأزهرية ثم بعد ذلك إكمال الدراسة فى الجامعات الازهريه بذلك تجهز داعية لترسله الى بلاد اخرى ومن الناحية الاخرى التعليم العادى به الكثير من الإخوة المسيحيين، ماذا سيكون الوضع بالنسبة لهم وهل ستكون المواد الدينية اختيارية أم عبئًا زائد على الطلاب.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز