عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نص كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح أسبوع "إحياء الجذور اليونانية - القبرصية "

نص كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح أسبوع "إحياء الجذور اليونانية - القبرصية "
نص كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح أسبوع "إحياء الجذور اليونانية - القبرصية "

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيراه اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، والقبرصي نيكوس أناستاسيادس، مساء اليوم، لإطلاق مبادرة "العودة إلى الجذور".



وتهدف هذه المبادرة إلى توثيق العلاقات بين مصر واليونان وقبرص، وإحياء السياحة التاريخية للجاليات اليونانية والقبرصية، التي كانت تعيش في مصر سابقًا، وذلك كرسالة مودة وروح طيبة من جانب مصر تجاه كل من عاش على أرضها وترك أثرًا أو إرثًا إنسانيًا.

 

كما تهدف المبادرة إلى تنظيم زيارات لليونانيين والقبارصة إلى المناطق التى عاشوا فيها، وربط الأجيال الجديدة من اليونان وقبرص، الذين عاش أجدادهم في مصر، بالحضارة المصرية.

ومبادرة "العودة إلى الجذور"، أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى قبرص في نوفمبر من العام الماضي 2017، وتهدف إلى إقامة فعاليات على مدار أسبوع، تتضمن احتفالية للجاليات اليونانية والقبرصية، التي كانت تعيش في مصر.

 

 

 

وألقى الرئيس السيسي كلمة بهذه المناسبة جاء نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس/ نيكوس أناستاسياديس، رئيس جمهورية قبرص،

فخامة الرئيس/ بروكوبيوس باڤلوبلوس، رئيس الجمهورية اليونانية،

السيدات والسادة الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين، في القاهرة والإسكندرية،

السيدات والسادة ممثلو الجاليات اليونانية والقبرصية،

اسمحوا لي في البداية أن أتوجه لكم جميعاً بكل التحية والتقدير، أهلاً وسهلاً بكم على أرض مصر في مدينة الإسكندرية العريقة، التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، وأبناء منطقة البحر المتوسط على حد سواء.

إنني أود الإعراب عن سعادتي الغامرة باحتضان الإسكندرية لهذا الاحتفال بإحياء جذور الجاليات اليونانية والقبرصية في مصر، فليس أدل على عمق الأواصر بين الشعوب الثلاثة، من هذه المدينة التي أرسى دعائمَها الأولَى الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، لتصبح إطلالة مصر على شاطئ المتوسط، ونقطة التقاء الحضارات، وحاضنة الثقافات والتراث، ومازالت تمثل تجسيداً، لقيم التسامح والتعايش المشترك والتواصل الإنساني، وهي القيم التي شجعت مئات الآلاف من شعوب المنطقة، على اختيار مصر مقصداً للإقامة في مجتمعها، الذي احتضنهم دون تفرقة، وكان على رأس هؤلاء، الآلاف من اليونانيين والقبارصة، الذين انصهروا في نسيج هذا البلد، فمثلوا إضافةً كبرى للحركة الاقتصادية والعلمية والثقافية في مصر.

إن الأسطورة الإغريقية القديمة "نوستوس"، تحكي عن بطلٍ أسطوري يشرع في مغامرة بحرية، تجرفه بعيداً عن مسقط رأسه، وتختبره الرحلة، دون أن يفقد بوصلة انتمائه الراسخ، الذي يدفعه للعودة إلى وطنه، تلك الأسطورة التي نستحضرها اليوم، عنواناً لاحتفاليتنا، ليست مجرد حكايةً تُروَى، ولكنها ترمز إلى ما شهدته مياه المتوسط، من تنقّل لشعوبه بين ضفتيه كبطل الأسطورة، حتى تأسست هوية متوسطية، قوامها الانفتاح والاعتدال، والإيمان بالمشترك الإنساني والتواصل الحضاري، ونبذ دعاوى الانغلاق والتطرف.

 

السيدات والسادة،

لقد شهد التاريخ عبر العصور، تفاعلات خالدة بين شعوبنا، منذ الحقبة الهيلينية والبَطْلَمِيّة، التي قدمت للعالم إسهاماتٍ بارزة كان من بين إنجازاتها مكتبة الإسكندرية، التي انطلق منها العلماء لإنتاج ثروةٍ من العلم والثقافة، من ضمنها ترجمة أعمال مهمة من اللغة المصرية القديمة، فضلاً عن نقل المنجزات العلمية، للحضارة الهيلينية، وحمايتها من التدمير، وهو ما شكَل، في مرحلةٍ لاحقةٍ من تاريخ مصر، الأساس الذي استند إليه "شامبليون"، في فك رموز الحضارة الفرعونية، وكَشْف التاريخ المصري القديم، ولا يفوتني هنا، أن أتوجه بالشكر إلى صديقي فخامة الرئيس "أناستاسياديس"، على إعادة قبرص لعدد من القطع الأثرية المصرية، التي خرجت من مصر بطريقة غير مشروعة.

كما أسهمت الهجرات اليونانية والقبرصية الحديثة إلى مصر، اعتباراً من نهايات القرن الثامن عشر، في إثراء تعددية المجتمع المصري، حيث شارك اليونانيون والقبارصة، إلى جانب إخوانهم من المصريين، في إحداث نهضةٍ تجاريةٍ وثقافيةٍ وفنية وعملوا في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والصناعة، وبناء السفن والإرشاد البحري في قناة السويس والسياحة والزراعة، والطباعة والنشر وشهدت محافظات مصر تأسيس تنظيمات للجاليات اليونانية في المنيا عام 1812 والزقازيق عام 1850 والقاهرة عام 1856 والمنصورة عام 1860 وبورسعيد في عام 1870.

وخلال السنوات الأخيرة، كانت آلية التعاون الثلاثي، بين مصر وقبرص واليونان،التي نجحنا في إطلاقها، والحفاظ على قممها الدورية واجتماعاتها الفنية، انعكاساً واضحاً لمتانة العلاقات التاريخية بين دولنا، ونموذجاً يحتذى به في منطقة شرق المتوسط بأسرها، ولا شك في أن الزيارات المتواترة لكبار المسؤولين من دولنا، تمثل دليلاً واضحاً، على عزمنا استثمار نجاح هذه الآلية، ودفعها للأمام وتطويرها بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار منطقة المتوسط، ويحقق لشعوبنا ما نرجوه من تنمية ورخاء.

السيدات والسادة الحضور،

في الختام، فإنني أغتنم هذه المناسبة، لأعرب لكم عن تقدير الشعب المصري، لما تمثلونه من قيم المحبة والإخاء، والتعايش السلمي بين الحضارات والثقافات، وعن تطلعنا الدائم إلى زياراتكم المتواصلة لوطنكم مصر، إخوة وأصدقاء كرام.

شكراً جزيلاً، وأهلاً بكم مرة أخرى في مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز