عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"كفافيس" شاعر سكندري.. خير من يمثل مبادرة "العودة إلى الجذور"

"كفافيس" شاعر سكندري.. خير من يمثل مبادرة "العودة إلى الجذور"
"كفافيس" شاعر سكندري.. خير من يمثل مبادرة "العودة إلى الجذور"

الإسكندرية - أسامة مرسى

مبادرة العودة إلى الجذور التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بمشاركة رئيسي اليونان وقبرص تفتح مجالًا واسعًا لنتذكر مشاهير الرعايا اليونان وقبرص، والتي كان يطلق عليهم المصريون "الجريق".



أحد أشهر هؤلاء اليونانيين الذي ولد على أرض إسكندرية الشاعر السكندري اليوناني الأصل كفافيس، الذي ولد في شارع شريف باشا وسط الإسكندرية يوم 29 إبريل 1863 وتوفي عام 1933.

 وكان والده "بتروس"، المنحدر من عائلة "فوت ياديس"، قد هاجر من إستانبول إلى الإسكندرية، وكان تاجرًا، أنجب من الأبناء 9 أصغرهم الشعر "كفافيس"، وكان له أخوان يمارسان الرسم كهواية، وآخر يهوى الموسيقى.

"بوابة روز اليوسف"، تلقي الضوء على هذه الشخصية الشهيرة من خلال لقائها مع محمد السيد ,أمين متحف "كفافيس" حيث قال إن والد شاعرنا الكبير كان صديقًا للخديوي "إسماعيل"، الذي أهداه "الوسام المجيدي" في افتتاح قناة السويس عام 1869م، كما كان الخديوي "سعيد" أيضا صديقًا لهذه العائلة اليونانية، وتوفى و"كفافيس"، لم يتجاوز السابعة من العمر يوم 10 أغسطس 1870 عن عمر 55 عامًا ودفن بمدافن الأسرة في الشاطبي.

وأضاف إن "كفافيس" عندما بلغ 9 سنوات سافر إلى إنجلترا وعاش بها 7 سنوات، وعاد بعد ذلك إلى الإسكندرية وعاش بها ثلاث سنوات ثم رحل إلى استانبول بسبب الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م، وسافر مع والدته وأسرته إلى الآستانة بعد الاعتداء على الإسكندرية، وأقاموا عند جده، ثم عاد عام 1885، وزار "كفافيس" فرنسا، لكنه لم يزر أثينا إلا لفترة زمنية قصيرة بين عامي 1900 و1901، وكان ذلك للمرة الأولى في حياته، أي عندما كان في حوالي السابعة والثلاثين من عمره وكانت آخر أسفاره عام 1932، عندما مرض بسرطان في الحنجرة، وسافر إلى اليونان للعلاج ثم أصر على العودة إلى الإسكندرية، ولكنه كان قد فقد القدرة على الكلام.

واستطرد أنه قد تعلم القراءة والكتابة في المنزل، وكانت له مربية ومدرس خاصين يقيمان في بيتهما بشارع "شريف" وقد التحق بالمدرسة التجارية بالإسكندرية في السادسة عشرة من عمره، ولم يحصل على شهادة جامعية، ولم ينتظم في تعليمه لكنه استكمله بنفسه فيما بعد من خلال قراءاته الخاصة، وكان "كفافيس" يجيد إلى جانب لغته اليونانية، اللغات الإنجليزية، والفرنسية والإيطالية، واهتم في دراساته بالتاريخ اليوناني والكلاسيكيات والأدب الأوروبي بوجه عام.

وقال أمين المتحف إن أول قصيدة نشرت له عام 1891 في مجلة عنوانها (المساء ESPERONS) ومنذ ذلك التاريخ وحتى نهاية حياته لم يتوقف "كفافيس" عن تأليف الشعر وكتابة المقالات والملاحظات النقدية والدراسات المتنوعة في المجلات والدوريات التي كانت تصدر في "الإسكندرية" و"إستانبول" و"أثينا" وغيرها من العواصم الأوروبية، وكان يكتب الشعر كهواية لا يبغي من وراءه شهرة أو مال، وكتب حوالي 152 قصيدة أعماله الشعرية وإلى جانب ما نشره "كفافيس" في المجلات والدوريات وما أصدره بنفسه في كتيب عام 1904 يحتوي على 14 قصيدة أعاد نشرها من جديد عام 1910 مع سبع قصائد أخرى، وينشر عادة قصائده متفرقة بعد أن يتم نسخها على وريقات توزع باليد على مريديه ومحبيه.

وأشار " السيد" إلى أن استطاع "كفافيس" الحصول على وظيفة متواضعة في وزارة الري (مكان فندق متروبول حاليا) بمكتبها بالإسكندرية في عام 1889، وتدرَّج في سلم الوظيفة، فأصبح في إبريل 1892 كاتبًا بمرتب قدره 7جنيهات ثم بلغ مرتبه 24 جنيهًا في يناير عام 1913 وظل في هذه الوظيفة نحو 30 عاما، وكان يعمل أيضا سمسارا في بورصة القطن بدأ "كفافيس" نظم الشعر منذ فترة مبكرة ربما بعد عودته من الآستانة عام 1885 وعلى وجه التحديد عام 1886.

وأضاف، أن "كفاكيس" في عام 1926، حصل فيه، "كفافيس" على وسام "النخلة الذهبية" من حكومة "البنغال" ويتألف ديوان "كفافيس" – إذا استثنينا الأشعار التي ألفها في مطلع شبابه- من حوالي 154 قصيدة، بالإضافة إلى عدد ما يقرب من عشرين قصيدة أخرى لم تكن منسوبة إليه، وأعيد نشرها بعد وفاته على يد عدد من النقاد والباحثين. وفي عام 1922 وتحديدًا في شهر إبريل استقال من عمله وخلد إلى العزلة، وعاش "كفافيس" آخر 25 عاما من حياته في منزله الحالي ( بشارع شرم الشيخ – ليسيوس سابقا ) كتب عن عبقرية "كفافيس"، الناقد الإنجليزي (فورستر ) عام 1919: "إن "كفافيس" بالغ القوة والعظمة، وهو واحد من البارزين في الحركة الفكرية والثقافية ولقبه بروح الإسكندرية النابضة، كما ذكره لورانس داريل في رباعيته عن الإسكندرية وأسماه ( شيخ الإسكندرية ) وبعد أن أمضى "كفافيس" حوالي ثلاثين عامًا في الإسكندرية سافر إلى أثينا لأنه أصيب بمرض السرطان في الحنجرة وخضع للعلاج فترة ثم رجع إلى الإسكندرية، لكن حالته ازدادت سوءًا فدخل مستشفى الجالية اليونانية بالإسكندرية ( المستشفى اليوناني القديم "كوتيسكا"، والتي تقع أمام منزله وظل بها لمدة شهرين إلى أن وافته المنية.

وفي التاسع والعشرين من إبريل ذات يوم ميلاده من عام 1933 توفي "كفافيس" عن عمر يناهز سبعة وسبعين عامًا. ودفن في مقابر الجالية اليونانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز