عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حلوة يا بلدي.. من معبد الكرنك بالأقصر

حلوة يا بلدي.. من معبد الكرنك بالأقصر
حلوة يا بلدي.. من معبد الكرنك بالأقصر

تصوير - سماح زيدان

يعتبر معبد الكرنك أحد أشهر الآثار التي تميز مصر عمومًا، والأقصر على وجه الخصوص، حيث يعتبر أكبر دور العبادة في العصر القديم، فهو مخصص للإله آمون، وقد بناه أجيال من الملوك المتعاقبة، لكن يظل رمسيس الثاني أحد أهم من ساهموا في بنائه، ولاسيما أنه من أتم وأنهى بناء هذا الصرح العملاق.



لذا فإن هذا البناء يعد بمثابة تأريخ حي لتطور فن العمارة المصرية عبر الحضارة الفرعونية القديمة، وخصوصا أنه قد تم استكمال بنائه بعد ما يقرب من 1500 عام، كما يتميز هذا المكان بطريق مؤدى إليه يسمى طريق "الكباش"، وهو عبارة عن طريق حجري يوجد على جانبيه تماثيل مصغرة لأبوالهول، حيث إن الرأس على هيئة رأس كبش، والجسم على هيئة جسم أسد، ولا سيما أن الكباش كانت من الحيوانات التي قدسها المصريون القدماء.

ويقع الكرنك على كورنيش النيل مباشرة، وتعنى كلمة "كرنك" أي الحصن المنيع، حيث بناه الفراعنة ليكون بمثابة حصن وملاذ آمن، لكل باحث عن الأمان، وهو في المكان المخصص لعبادة آمون، أحد أشهر وأهم الآلهة آنذاك.

ويتكون معبد الكرنك من 10 صروح ملكية، علاوة على معبد رمسيس الثالث، معبد آمون، حديقة آمون، البحيرة المقدسة، مسلة الملكة حتشبسوت، مسلة الملك تحتمس الأول، بالإضافة إلى بعض الصروح والأبنية الفرعونية الأخرى.

وأبرز ما يمكنك رؤيته في معبد الكرنك، نص معاهدة السلام التي عقدها الملك رمسيس الثاني مع ملك الحيثين، وتعد هذه المعاهدة أقدم معاهدة سلام عرفتها البشرية، كما يمكنك رؤية مخطوطات ونقوش تصور انتصارات الملوك تحتمس الثالث، رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث في الحروب التي خاضوها ضد الأشوريين والحيثيين.

وأمام المعبد مباشرة توجد ساحة عظيمة، تتوسطها منصة مرتفعة بعض الشيء، وكانت هذه المنصة موضع رسو السفن التي كانت تأتى محملة بالهدايا والنذور والبخور للإله آمون، حيث كانت ترسو مباشرة أمام المعبد، وخصوصا أن النيل كان يجرى بالقرب منها آنذاك.

وفى المعبد توجد البحيرة المقدسة أحد أهم مظاهر التدين عند المصريين القدماء، فقد كانت الملاذ لكل آثم يرغب في التطهر من ذنوبه وآثامه، والظفر برضا الإله آمون، وربما كانت أيضا مقرًا للاحتفالات الدينية، فعلى جانب منها يوجد صرح كبير يحوى تمثال الجعران المقدس المرتكز على قاعدة رخامية.

كما سنلاحظ بقايا مسلات وأنقاض معابد تم بناؤها في عهد الملكة حتشبسوت، وقد تم تدميرها لغرض ما، وقد أرجع المؤرخون سبب ذلك إلى قيام الملك تحتمس الثالث بمحاولة طمس كل ما تركته الملكة حتشبسوت من آثار، أو أي تدوين لمنجزاتها على الجدران، ولا يزال المؤرخون حتى وقتنا هذا يقومون بدراسة وتحليل أسباب هذا الخلاف التاريخي، الذي قام بين اثنين من أكبر ملوك الحضارة الفرعونية.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز