عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: الممر

نشوى سلامة تكتب: الممر
نشوى سلامة تكتب: الممر

لما بروح وسط البلد من مصر الجديدة بدفع اتنين جنيه رايح واتنين جنيه جاي، لما كنت بروح بعربيتي أيام ماكنت بصحتي كنت بدفع أعصابي وضغطي وجراج وكل سنة وأنت طيبة يا هانم، واحتمال حد يخربش أي حتة تعجبه في الأبواب، وبدفع وقت وبدفع بنزين كمان، ومجهود وتعب، لما كنت باخد اوبر كنت بدفع حتى اصل لمقصدى تماما حوالى ١٥٠ جنيها رايح و١٥٠ جاي، الأتوبيس صعب والميكروباص موش لضعاف البنية زي حالاتي، اصلي ممكن اتفعص والناس تخينة قوي، وحشرية قوي ومهارة ركوب الميكروباص متعلمتهاش كفاية أثناء الصغر، وكمان موش طريقي.



المترو كان ألطف حل لي، حتى لو حل وسط، عدد محطاتي ما بين ٨ محطات واحيانا بتكون ١٢ محطة ولو الجيزة معدتهمش لانهم كتير وموش بشوف كثرة الزحمة، وهي الحقيقة مرة واحدة اللي جربته وبعدها تبت إلى الله، لأن الخط مختلف عن خط العباسية تماما، سلوك الناس أولا، وثانيا، وثالثا، وبعد كده جودة القاطرة نفسها، نظافةً، وراحة، لا تقارن بالخط التاني، غالبا مكانش فيه إضاءة، وبالفعل مفيش مكيف هواء، بس هيعمل إيه مكيف الهواء أمام هذا العدد الهائل من البشر، يخيل إليك ان مصر كلها تتواجد هنا في قاطرة المترو، الناس واقفين غير جالسين، الباب لا ينفتح الا ثواني معدودة حتى لا يستطيع من يريد ان يصعد الصعود، ودى موش رخامة من السواق بالعكس دى رأفة بحال من في الداخل وإشفاقا على من يفكر في الصعود، ما هو الصاعد مفقود في هذه الحالة لا محالة.

استقللت خط الجيزة وخط سراي القبة من أيام ما كانت التذكرة بجنيه لكل ده، وكنت أتعجب للحال جدًا، بل نهرت نفسى كثيرًا لماذا لجأت لهذه الوسيلة وأنا أستطيع اختيار غيرها، لكنه الوقت الذي لم يكن في صالحي، ولأنني آتية من شمال القاهرة إلى جنوبها، وبالفعل بدلت من سيارتي إلى المترو، ومن المترو إلى مترو آخر تحت الأرض، وكل ده كان بجنيه واحد، بس كنت برجع أصالح نفسى وأقول مكنتيش هتتحملي الزحام ولا الحر ولا أنك تفقدي موعدك المهم، فعذرًا تحملي قليلا لأنه لن ينتظرك أحد ولن يستثنيك أحد بأي أعذار، ومنذ ذلك الوقت وانا بطالب بزيادة تعريفة هذا المترو، نعم بالزيادة،

لكن بشروط، ان يتم تحسين خدمات الخطوط الأخرى تماما كخط العتبة- المطار لأنه إلى الآن هو الخط الوحيد الذي اعتبره ادميًا وبتتعامل معاه وداخله بشكل متحضر، اما الخطوط الأخرى فكما كتبت سابقا متحاولش تبص وراك لأن كله بقوة الدفع فمتحاولش تفكر في حاجة غير النجاة والانتهاء من حبستك تحت الارض مع كائنات معظمها زومبى ان مكانتش كلها والبقية منهم في طور التحول إلى مخلوقات تفقد إنسانيتها وأعصابها ومن الممكن ان تفقد متعلقاتها وحدث ولا حرج.

حتى محطات الخروج في مناطق كالجيزة مثلا، كانت لا تطاق، واقصد بذلك المداخل والمخارج من شوارع الجيزة وليست المحطة نفسها، أوراق مأكولات في كل مكان، سلم يتزين بالقمامة وأكياس الشيبسي ومعلبات العصير، هذا غير الأكياس الفارغة التي تُحدث أصواتًا كالترحاب بالقادم أو المغادر حيث يضربها الهوا وهنا تحمد ربك أنها ملتصقه بالأسوار ولم تضربك انت نفسك في وجهك أو ملابسك فنذهب إلى أزمة اخرى، وقتها سألت نفسي سؤال يمكن يكون عيب مثلا، هو فين السيد البيه المحافظ ربنا يخليه ويعلي مراتبه من كل ده؟ فين المحليات، فين البيئة، فين مرافق النظافة، فين البوكس علشان محتاجين الحقيقة ناس كتير تركبه.

وبعد ان انتهيت من طرح الأسئلة السخيفة اللى مالهاش معنى على نفسى الساذجة، لقيت الاجابات تباعًا وانا اسير في شارع من شارع لانى الحقيقة وبفضل البشر اللى ربنا موش هيسامحهم ولا انا هسامحهم، افتوا كتير فتسببوا في متاهتي وإرهاقي وصولا لمقصدى هناك، اصل الناس بتستسهل اللى ممكن يكون صعب عليك، وهي في الاخر قدرات أو ناس بتتكيف وبتتعود فتكون الامور بالنسبة لهم بسيطة وهي لو يعلمون كبيسه جدا، الناس زى ما بتستسهل تعبر غلط بيرموا كل حاجة في الشارع، على السلم وهما طالعين، وعلى فكرة كان فيه صناديق قمامة، بس بعدها يعتبرونه مشقه بس لا يعتبروا انهم يجعلوننى اسير خطأ مشقة، هما تعودوا على شىء من الصعب ان تغيره فيهم، تعودهم هذا اقوى من أي تغيير ولذلك الوضع يزداد سوءا، لكن لا انفى الاستهجان ابدا عن مسؤولى الحى تدرجًا حتى المحافظ.

 

 

الآن بعد أن زادت تعريفة التذكرة إلى جنيهين ثم زادت تبعا لعدد المحطات، وهو امر غير مفاجئ بالمرة، لأن وزير النقل كان قد تحدث وأشار لذلك سابقًا، أن التعريفة ستزيد تبعا لعدد المحطات التي عبرتها القاطرة، لانه من دون المعقول ان اصل من كليه البنات حتى الجيزة وانا ادفع فقط جنيهين، ولا معقول ان يتساوى من يستقل القاطرة من الكربة إلى كلية البنات معى وندفع نفس التعريفة، ولن نقارن بين ماهو على الارض بما هو تحته لأن المقارنة غير عادلة بالمرة، لكن اذا تكلمنا عن العدل فعلا، فلابد ان تتساوى جوده القاطرات حتى ولو تدريجيا، فنحن نعلم ان تكاليف صيانة وتجديد. هذه الأشياء مكلف جدا، وموضوع ان وسيلة مواصلات مدعومة لم تعد مجالا للنقاش ولو انها حتى بعد الزيادة مدعومة وجدًا.

فعلى كل الأطراف التعقل في انتقاد الوضع الذي لو استمر على ما هو عليه لن يكون هناك مترو انفاق مستقبلا، لانه سيتهالك والجنيهان لم يجديا نفعًا، الناس تعترض على أي زيادة، الناس تعترض على كل شىء، انها عادة الشعب، لكنها لا تعترض نفسها ابدا في ممارسة السلوكيات الخطأ مثلا، وكذلك لا داعي لاستخفاف بعضنا ببعض، دعوا من يعارض يعارض، ودعوا من لا مشكلة معه على رأيه، ومن فضلكم دعوا من يفهمون في الإصلاح يعملون دون إستياء، إذا لم نصبر أكثر سيضيع كل شىء حتى ما تم إصلاحه، لأن الأساس واحد في كل الأحوال، اذا اردنا إصلاحا فلابد من تحمل التبعات بقسوتها فى هذا الممر الذي اُحشرنا فيه طيلة سنوات ونحن نزداد عددًا لا وعيًا حتى اختنقنا وتهالكنا، حتى نترك لأبنائنا وطنًا لا شبه وطن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز