عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لواء دكتور. سمير فرج: بدون مجاملة.. الفترة الرئاسية القادمة مشرقة

لواء دكتور. سمير فرج: بدون مجاملة.. الفترة الرئاسية القادمة مشرقة
لواء دكتور. سمير فرج: بدون مجاملة.. الفترة الرئاسية القادمة مشرقة

حوار: محمد عبدالنور



تحدث معى عن الخطر الداخلى والخارجى،  ملفات ودوائر ومخططات.


وشرح لماذا علينا كمصريين أن ننتبه وندقق.


لم يُبد قلقًا على المستقبل وإنما فاض تفاؤلاً بحجم الإنجاز الذى تحقق وما سيتحقق.


أبدى فخره بالتصنيف العالمى للجيش المصرى وركز على مستوى الكفاءة التى تدار بها السياسة الخارجية.


لم يكن سعيدًا بالحالة الثقافية والإعلامية باعتبارها مكونًا رئيسيّا للوعى العام، ولا بعشوائيات الدراما المصرية.. وطالب الدولة بالتدخل.


 دعنا نبدأ من منطقة الخطر.. سيادة الرئيس مؤخرا أكد ضرورة الانتباه إلى أن التحدى الموجود أمام المصريين هو تماسك الدولة المصرية وتماسك المجتمع.. كيف يمكن توصيف هذا التحدى؟


- أى دولة فى العالم تتعرض لخطرين، الأول داخلى والثانى خارجى، داخليا قد يكون الاقتصاد يحتاج إلى إنشائه ودفعه وتقويته، قد يكون موجة إرهابية مثل التى نتعرض لها الآن فى مصر، قد تكون تحديات تنمية عليك أن تخوضها، تعليم، صحة، كلها من الضرورات المجتمعية التى تحتاج إلى عمل وجهد كى تخرج من نطاق الخطر الاجتماعى الذى يؤثر بدوره على الدولة، وبما يحتاج بشدة إلى التماسك المجتمعى.


وتعلم أن الحرب الجديدة الآن لم تعد حرب سلاح، حروب الجيلين الرابع والخامس تعتمد على تفتيت الجبهة الداخلية بشائعات، افتعال انقسامات دينية، انقسامات عرقية، انقسامات قبلية، وبالتالى حينما نبه الرئيس إلى هذا الخطر، فإنه كان يؤكد ضرورة أن نتماسك كمجتمع، ونقف ضد ما يستهدفنا كدولة وشعب من أخطار ومخططات، أعتقد أنها أصبحت مكشوفة لنا إلى حد كبير.


وبالتأكيد نحتاج إلى التنبيه المستمر، وإلى الكشف المستمر، إلى الجهد المستمر فى التوعية والأخبار والتفسير والإتاحة بحجم وطبيعة وشكل هذا الخطر الذى لن يتوقف ما دامت أهدافه لم تتحقق، ودائما هذا الخطر يتم تصديره فى شكل صغير كى تكبر آثاره دون أن تنتبه، مثلا كخناقة عادية بين مسلم ومسيحى، تتعدى إطارها البسيط لتكبر وتنتشر، وهنا يأتى دور العقلاء والكبار فى التدخل السريع لسرعة الاحتواء.


ونحن هنا نتحدث عن شعب مائة مليون لديه اختلاف ثقافات، واختلاف فى العادات والتقاليد، ثم مناخ مؤهل لحدوث هذه المشاكل، لأنه لدينا بالفعل مشاكل داخلية، وتحتاج إلى المزيد من التوعية كى يتحقق الانتباه المستمر للمصريين.


إعلام وثقافة وتعليم.. وكل ما تطرحه الآن.. كل هذا يشكل جوانب الوعى العام للمجتمع المصرى، والإعلام عليه دور كبير جدًا، ولنتذكر أنه عند حدوث الموجة الإرهابية فى التسعينيات من القرن الماضى، تم عرض مسلسل «العائلة» الذى أثمر نتيجة رائعة بما أحدثه من تأثير فى وعى الناس التى بدأت تفهم الفارق بين الإرهابى والمتدين، ومن تحت ستار الدين يحاول تحقيق أغراضه، أفلام وحيد حامد شكلت توعية كبيرة جدًا فى الشارع المصرى، لأنه أقنع وعيه وقلبه، فيلم «الإرهابى»، فيلم كبير جدا وعظيم، القوة الناعمة دائما هى التى تؤثر.

 

 


التحرش التركى والمأوى الإنجليزى


سأعود معك فى حوارنا إلى إشكالية القوة الناعمة، لقد وصفت تقريبًا حجم الخطر الداخلى الذى يبدو أنه مستمر لسنوات قادمة ما دام يتم إفشال المخطط الأساسى، ولكن عند الحديث عن الخطر الخارجى، فأعتقد أن الدبلوماسية الرئاسية وتحرك الرئيس السيسى قد أحدثت مجموعة من التفاعلات سواء فى أوروبا أو أمريكا أنتجت علاقات شديدة التوازن، بما يحجم الخطر الخارجى فى إطارات معينة.


بشكل علمى.. دوائر الأمن القومى المصرى.. منها ما هو قريب ومنها ما هو بعيد.. وأول دائرة قريبة هى ليبيا.. استقرار ليبيا يساوى استقرار مصر.. عدم الاستقرار فى ليبيا يؤثر على الاستقرار فى مصر.. الحدود مع ليبيا كبيرة يجب تأمينها، ليبيا اليوم تضم خمسة عناصر إرهابية: «داعش الليبية، الدواعش الهاربين من سوريا والهاربين من العراق، الهاربين من بوكو حرام فى الشمال عند نيجيريا، وآخرهم العائدون من أفغانستان».
بالإضافة إلى أن أكبر مخازن سلاح موجودة فى المنطقة كانت لدى القذافى، صحراء واسعة، دولة بدون سيطرة، فبالتالى هناك عدم استقرار، بما يؤثر مباشرة على الأمن القومى المصرى، تهريب سلاح، تسلل إرهابيين.
الدائرة الثانية.. فى اتجاه سيناء.. اتجاه حماس.. هناك إرهاب موجود فى سيناء كان يدعم لفترة كبيرة طوال أربع أو خمس سنوات مضت من حماس.. الأنفاق التى كانت موجودة.. المصابون من الإرهابيين كانوا يعالجون هناك.. إمداد سلاح.. تمويل مالى.. وهذه دائرة أمن قومى تؤثر على سلامة مصر، الثالثة فى الاتجاه الجنوبى.. حدود مفتوحة مع السودان التى كان بها قلاقل.. كان يمكن أن يأتى منها أى شىء.
دائرة البحر الأحمر.. النهاردة لو حدثت مشكلة فى باب المندب، ستتوقف قناة السويس، القديمة والجديدة، والمناطق الاستثمارية، والأهم والأخطر هى دائرة الأمن القومى فى حوض النيل.. والذى إن حدثت فيها مشكلة فى المياه، فمصر ستموت.


واليوم أصبح لدينا دائرة أمن قومى جديدة فى البحر المتوسط، عند حقول الغاز واستثمارات والتى يمكن تهديدها، وأبسط الأشياء أننا تابعنا ظهور التحرش التركى فى المنطقة، وبدأوا يمنعون الحفارات القبرصية من العمل، وفى المستقبل القريب سيظهر خط الغاز بين مصر وقبرص واليونان وأوروبا، وكل هذه دوائر الأمن المصرى القريبة والتى تتعرض لتهديدات والتى نسميها دوائر الأمن المباشرة.


أما دوائر الأمن البعيدة، إنجلترا وهى دائرة أمن بعيدة، علاقتنا معها جيدة، ولكن هى مركز تجمع لجماعة الإخوان الإرهابية، أموالهم فى إنجلترا، تحركاتهم فى إنجلترا، وبالتالى ننظر إلى إنجلترا باعتبارها مركز إيواء لجماعة الإخوان، تركيا بعيدة ولكنها دائرة أمن، أولا.. تأوى كل العناصر المناوئة لمصر ومنها تصدر كل الإذاعات المعادية والإعلام المعادى لمصر، تقف ضدنا فى كل المحافل الدولية، تتحرش بالاستثمارات المصرية فى البحر المتوسط، إيران دائرة أمن قومى بعيدة، ولكن تؤثر على دول الخليج والتى هى جزء منا، وبالتالى فإن  أمن الخليج هو أمن مصرى.


دلالات الغاز الطبيعى
نتحدث عن الغاز.. وكنت أول من عرض الوثيقة الأمريكية عام 2016  التى تتحدث عن اكتشافات الغاز؟


-عندما حللت الوثيقة الأمريكية موقف مصر قالت إن مصر 2020 ستمتلك الغاز بفائض للتصدير وخط أنابيب لأوروبا، وتمتلك القوة البشرية ولديها الفكر، مصر تجهز نفسها من الآن ولديها رؤية وخطط لـ 2030، وهو ما أثار القلق الأمريكى، بلد عنده قوة بشرية قادرة على العمل، مثلا قطر لديها أموال وليس لديها القوة البشرية هتشتغل فى إيه؟ مصر تمتلك القوة البشرية وثروة ومفكرين وعلماء، فضلا عن الأرض المصرية الصالحة لتنمية أية مشروعات، وبالتالى الأمريكان قلقون.


النهاردة، مصر بتنشئ منطقة لوجستية ضخمة فى قناة السويس بما ليس له أى مثيل فى العالم، دبى بالكاد تطل على المحيط الهندى وحققت هذا الإنجاز فما بالك بمصر التى لديها البحر الأبيض والبحر الأحمر فى موقع فريد، وبالتالى تستطيع الإنجاز، وبالتأكيد فى 2020 هناك دول كثيرة لن تكون سعيدة بقوة النمو المصرى.


كيف سيتحركون للإفصاح عن عدم سعادتهم؟


- ببساطة استخدام الحروب الجديدة فى تأليب قوى الداخل وتفجير الدول من داخلها، فالحروب التقليدية لم تعد تصلح مع كتل كبيرة مثل مصر، مثلما حدث فى سوريا، لم تشن دولة ما حربًا على سوريا، ولم تدخل سوريا حربًا مع آخرين، ولكن ما وصلت إليه الآن كان من الداخل، وما سموه بالربيع العربى، ألب سوريا والعراق واليمن وليبيا، إذن لو أرادوا هذا المصير لمصر فسيكون من الداخل، لذلك تجد ما قاله الرئيس السيسى عن الانتباه لتماسك الداخل المصرى، وأنه يجب أن نكون متكاتفين، فلن يتركونا، لن يتركونا.


إذن.. خلال الفترة الرئاسية الجديدة.. هناك ملفات شائكة تفرضها هذه الدوائر للأمن القومى المصرى.. فى اتجاهات عديدة ومع قوى إقليمية ودولية مختلفة.. بما فيها من حسابات توازن وحسابات توافق وأيضًا حسابات اختلاف.. كيف ترى ملامح التعامل معها من ناحية ومجابهتها فى نواحٍ أخرى؟


- أولا نتحدث عن البحر المتوسط.. كانت القيادة السياسية لديها بعد نظر وحسابات ورؤية، وبالتالى تم تسليح الجيش المصرى من بدرى، بالرافال والميسترال والغواصات وزادت القوات البحرية المصرية من قوتها، كان الناس يتساءلون عن السبب وراء الاتجاه لهذا التسليح، وجاءت الإجابة أن لدينا استثمارات وإن لم يكن هناك قوة حربية تحميها ستضيع منا تانى يوم، إسرائيل استولت على بلوك بحرى كامل من لبنان داخل حدودها ومياهها الإقليمية، ماذا ستفعل لبنان؟ ستشتكى للأمم المتحدة وبعدين..!! إحنا بقى هنشتكى للأمم المتحدة!


عندك سلاح قو، «يبقى مفيش شكوى» وهو ما نسميه الردع المادى بمعنى أن تمتلك القوات العسكرية القادرة وحين يفكر الآخر فى الاعتداء سيتردد أكثر من مرة، ومن هنا فهذا الاتجاه – البحر المتوسط- مؤمن بوجود القوة العسكرية القادرة على ردع أى أحد وأى محاولة.


ثانيا: اتجاه سيناء.. موجود الآن القوات العسكرية التى تنفذ العملية الشاملة والحمدلله ماشيين كويس.. ورأينا أنه فى الأربعة أشهر الماضية لم تحدث سوى عملية أو اثنتين، وحتى بعد انتهاء العملية الشاملة ممكن تجد عملية إرهابية أو اثنتين، ناس مستخبية، ناس مخبية ذخائر، لكن انتهى العهد الذى نرى فيه 23 شهيدًا والعربيات، الحمدلله.

 

طبيعة مخطط سيناء
والرئيس السيسى نبه أيضًا إلى أن مخطط استهداف سيناء لم ينتهِ؟


- عندما تريد مجابهة أمر ما، فالمجابهات من عدة حاجات آخرها الجزء العسكرى، لكن قبلها مثلا فيه جهد العمليات الاستخبارية والأمنية، بلا شك لن أنتظر دخوله لينفذ عملية عندى، لا قبل ما يدخل أو وهو داخل، فنحن موجودون فى المطارات والحدود نؤمنها وأى عناصر داخلة بيتم التعامل معها، وستستمر لفترة طويلة، وليس معنى أنك أنهيت العمليات العسكرية تطمئن إلى أن الدنيا هدأت، لا.. ستظل تؤمن مطاراتك وموانيك وحدودك البرية والبحرية كى لا يأتى أحد آخر.


الأمر الثانى ما نسميه حالة الكمون، حين تجد هذه العناصر الإرهابية، أن القوة العسكرية للدولة قويت بيخافوا ويكمنوا انتظارا لفرصة، لذلك فإن العملية العسكرية ليست نهاية المطاف، عندما تنتهى العملية العسكرية هناك إجراءات أخرى لتأمين البلاد.


- طبيعة المخطط هي الاستيلاء على سيناء لإعلانها ولاية إسلامية كما كانوا يريدون.. أو تهجير الفلسطينيين وإعلان دولة لهم.. ولكن فى كل الأحوال طالما سيناء فاضية ستظل مطمعًا وسيظل مخطط استهدافها مستمرًا.. طالما هى فاضية معناه أن أى عدوان عليها سيكون متاحًا لأنها طوال الوقت بوابة الغزوات لمصر. 


وهى نقطة ضعف، مساحة كبيرة ليس بها سكان ليس بها تنمية وقد أهملناها سنوات طويلة جدا، وهنا تتضح حتمية التنمية فى سيناء والتى تحدث الآن، كتقوية لنقطة ضعف، وتأمين سيناء لن يتم إلا بالتنمية.


قاطعتك قبل أن تتحدث عن الملف الشائك الأهم؟


- الملف هو ملف المياه.. ولن نتحدث عنه كثيرًا لأنه متداول.. ولكن إثيوبيا تحاول المماطلة فى هذا الموضوع.. والمشكلة تتمثل فى فترة التخزين.. يريدون الملء فى سنتين ونحن نريد سبع سنوات ومراقبين لقياس معدلات تدفق المياه، وإننا تخوفنا من ارتفاع السد، ولكن حينما وجدوا الانشغال المصرى فى يناير 2011 زادوا من ارتفاع الخزان ومعه زادت كمية حجز المياه، وهو ما زاد من تخوفاتنا فى صلاحية البناء نفسه ونريد التأكد من السلامة الإنشائية لجسم السد، ومصر لديها سيناريوهات للتعامل مع كل حالة.


لغز الكونجرس والمساعدات
حسنا.. فلننتقل للتحدث عن الكونجرس الأمريكى.. ولكم اتصالات عديدة وصداقات متعددة.. بما يمكن تفسير فكرة استخدام المساعدات للضغط بينما نتحدث عن علاقات قوية وعلاقات متداخلة.. أين المشكلة بالضبط؟ 


- أولا يجب أن نفهم أمريكا.. البيت الأبيض الرئيس والوزراء.. الكونجرس بغرفتيه.. وأمريكا تدعى أنها بلد الحريات فى العالم كله ويقولون إن لديهم تمثال الحرية الشاهد على هذا المبدأ.. وأنهم يريدون تصدير هذه الحرية إلى العالم كله.. وكان الرئيس أوباما يتبنى هذه النظرية.. وعندما جاء ترامب قال ما كانت تقوله مصر من أن كل دولة لها ظروفها ولها طبيعتها.


ولكن تأتى بعض العناصر المناوئة لمصر وللأسف مصريين، وبتروح للكونجرس وتحت ستار الحريات وفى لجنة الحريات فى الكونجرس وتشتكى بالخمسة موضوعات المشهورة.. إطلاق الحريات والمعاملة فى السجون والاختفاء القصرى وحرية الإعلام، وتحت هذا البند تأتى لجنة بالكونجرس فتقول أخفض المساعدات.


أنا أعتقد أن هناك تقصيرًا منا فى دحض هذا الكلام، تقولون إن هناك معاملة سيئة فى السجون تعالوا شاهدوا السجون لدينا لمَ لا، قانون الجمعيات الأهلية الذى أصدرناه، ما المانع فى تعديله إذا كان يضم بنودًا شديدة، تحدث مناقشات وتطورات، لابد من تحرك وفود من مجلس الشعب واللجان تقابل لجنة الحريات فى الكونجرس، وتدعوهم لمصر ورؤية هذا الكلام على الأرض.


وفى كل الأحوال لا أعتبر هذه الإجراءات مشكلة كبيرة للعلاقات المصرية الأمريكية والتى تسير على أرض صلبة، من الوارد جدا الاختلاف، ممكن نختلف على الوضع فى سوريا لكن هل هذا لا يعنى أن العلاقات المصرية الأمريكية سيئة؟ أبدا. 


وقت أوباما كانت العلاقات ميتة تمامًا، الوقف الكامل للمعونة الأمريكية، وقف التدريب المشترك ومناورات النجم الساطع، وقف التعاون العسكرى والاقتصادى، كانت السفارة الأمريكية بالقاهرة تستقبل العشرات من جماعة الإخوان، وكانت تدعم الجمعيات الأهلية المناوئة لمصر، كل هذا الكلام اختفى دلوقتى، إذا كان هناك نقطة أو نقطتان للخلاف تتحل، لأن العلاقات جيدة والقنوات موجودة.

 

 

 


الرئيس ترامب
كرجل عسكرى .. كيف قرأت موقف الرئيس ترامب الأخير من فكرة تحول أمريكا كدولة عظمى عليها التزامات أخلاقية، إلى فكرة أننى لن أتحرك إلا إذا قبضت الثمن ؟


- ترامب.. هذا الرجل هبط على البيت الأبيض بالبراشوت ولم تكن له أية خلفية عسكرية أو سياسية، ولم يحدث فى تاريخ الولايات المتحدة مع خمسين رئيسًا جاءوا من قبل، هذا الرجل جاء كرجل أعمال يدير أمريكا بمبدأ البيزنس ليقول أنا دفعت 19 تريليون دولار فى السنوات الماضية لحمايتكم، ولو أمريكا تركت دولة أسبوعًا ستضيع.


فيما قبل كانت أمريكا تفعل هذا الكلام،  ولكن بطريقة غير مباشرة، يظهر البترول، يباع لأمريكا يحصلون على الدولارات، تانى يوم يشترون السلاح بالدولارات من أمريكا، وهذه المرة جاءت على الترابيزة: على مية بيضا».


 وتحقق المصالح الأمريكية فى المنطقة وحمايتها .. أليس له ثمن على ترامب أن يدفعه ويدخل فى الحساب؟


-  مصالحه تتحقق أيضًا بهذا الأسلوب، من بيع السلاح، لأول مرة فى تاريخ الولايات المتحدة تصل ميزانية البنتاجون 700 مليار، لم تحدث من قبل، وكان التوقع عند مجىء ترامب أنه سيوجه كل هذه الأموال إلى الاستثمارات كرجل أعمال، فى توظيف ورفع مستوى المعيشة، ولكنه على النقيض أنعش مصانع الأسلحة.


وطلب منهم العمل على أسلحة الحرب الذكية الجديدة وما ينتج عنه من إلغاء لكل الأسلحة التى لا تتواءم مع طبيعة الحرب الذكية وتصنيع أسلحة جديدة، وما يتتبعه من تغيير الدول لأسلحة جيوشها بشراء الأسلحة الجديدة، وهذه ليست حسابات قوة عسكرية، ولكن حسابات مكاسب نقدية، بمعنى أن «المال يتكلم» وهو رجل بيزنس يسيطر على الدول بالسلاح، انس بقى أخلاقيات القوى العظمى أو مبادئها. ترامب ابتدع  سياسة جديدة فى العالم اسمها السياسة الخارجية التى تقوم على البيزنس، بيزنس السلاح.


من هنا لابد أن نتحدث عن طرح ترامب لإرسال قوات عربية إلى سوريا بديلا عن قوات الأمريكية ؟


- سأتكلم عن مصر، بداية لم يحدث فى التاريخ أن دولة مثل سوريا،  دولة مستقلة ذات سيادة لها رئيس دولة ولديها برلمان ودستور وجيش، ومعترف بها فى الأمم المتحدة، وعلى أرضها الآن 6 دول، 6 قوى عسكرية، تركيا فى الشمال، 2000 جندى أمريكي، روسيا لها قاعدة بحرية وجوية، حزب الله وإيران، إسرائيل، فرنسا دخلت بسبب الرغبة الأمريكية فى الخروج، ثم تأتى وتقول قوات عربية، فليتحدثوا بما يشاءون.
لكن مصر لها شأن آخر وقوانين وشروط، أولها مجلس شعب، هكذا يقول الدستور، ولا يمكن تفكر فى إرسال قوات عسكرية إلا إذا كان هناك تهديد للأمن القومى المصرى وتستوفى الإجراءات الدستورية، وليس من سياسة مصر تصعيد الموقف فى سوريا، وموقفها واضح ومعلن فى أن الشعب السورى هو صاحب القرار، وسرعة إجراء انتخابات للشعب السوري ليقرر من يحكمه، مصر ترفض التقسيم فى سوريا، مصر ترفض التدخل العسكرى، وهذه هى الأربعة بنود المؤسسة للموقف المصرى فى المسألة السورية.. ولا شىء آخر.


مع ترامب.. نحن نتحدث إذن عن تبدل وسائل وصياغات أمريكية؟


- لأمريكا فى المنطقة إستراتيجية تقوم أولاً على تأمين تدفق النفط العربى إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا بوجود دول ارتكاز فى المنطقة، إسرائيل نمرة 1، نمرة 2، كانت الأول تركيا وقطر غيرها ترامب إلى مصر والسعودية، كنقط ارتكاز للسياسة الأمريكية فى البحر المتوسط، ثانيًا دعم وضمان بقاء إسرائيل كقوة ثابتة، وضمان تفوقها بالسلاح على كل العرب، والآن بدأت تحصل على عائدات البترول أيضًا.
وفى سبيل تحقيق إستراتيجيتها، تدمر دولة مثل العراق كانت ثالث أكبر قوة عربية، ثالث أقوى جيش عربى، وتقريبًا العراق شبه مقسمة، آجلا أو عاجلا سيتم تقسيمه، دولة كردية فى الشمال وسنية وشيعية، تفتيت سوريا وإضعاف جيشها، أما مصر فهى الدولة التى أفشلت هذه الخطط والحمدلله ربنا أكرمنا فى 30 يونيو بوقفة الشعب والجيش.


على الجانب الآخر من التوازنات مع القوى العظمى، نتابع التقدم اللافت فى العلاقات المصرية السوفيتية، كيف تقرأ هذا الانفتاح والدفء المصرى الروسى؟


- فور تولى الرئيس السيسى وزارة الدفاع وزار روسيا، حدثت انفراجة كبيرة فى العلاقات مع روسيا، وكان للروس عذر فى الوصول بهذه العلاقات إلى مستوى ما قبل زيارة الرئيس السيسى كوزير للدفاع، حيث تم طردهم تقريبًا من المنطقة والمياه الدافئة، عادوا مرة أخرى إلى البحر المتوسط، قاعدة فى طرطوس فى سوريا، وعلاقات جيدة مع مصر، فيجب عليهم تنمية هذه العلاقات، المفاعل النووى، باعوا لنا أسلحة جديدة، استوردوا منا محاصيل البطاطس والبرتقال، ولكن المشكلة الوحيدة هى استياء الشارع المصرى من عدم عودة السياحة الروسية بالكامل.
لكن الأهم أن مصر تتحرك بنجاح تجاه القوى الرئيسية فى العالم، أدوات الاتصال، تنويع مصادر السلاح، وهو ما يعنى أن ملف السياسة الخارجية يدار بمنتهى القوة والشفافية وعلى أعلى مستوى من الكفاءة فى إدارة كل علاقتنا مع الدول، رجعنا لكل علاقتنا مع كل الدول بشكل جيد جدا، ومع الصين نفس الكلام.
ثبات السياسة الخارجية المصرية يعطى ثباتا للاقتصاد المصرى، لجنة طرق الأبواب ذهبت إلى أمريكا قبل أسبوعين ليجدوا أن الموقف اختلف، فيما قبل كانوا يذهبون للدفاع عن السياسة الخارجية المصرية والسياسة الاقتصادية، أما الآن فيتم الحرص على دعوتهم للنقاش والطرح، إصلاح اقتصادى، زيادة فى الاحتياطى من العملة، ولا تنس أن استمرار استقرار الدولة يضمن ثبات وصول رأس المال، والاستثمار والسياحة.


التصنيف العالمى للجيش المصرى
نحن نتوقف أمام تصنيف الجيش المصرى فى  قائمة الجيوش العالمية، بالكثير من الفخر والاعتزاز والشعور بالأمان، على أى أسس تم تصنيف الجيش المصرى فى المركز العاشر على مستوى الجيوش العالمية؟


- التصنيف ليس فقط.. امتلاك أسلحة ونوعيتها.. ولكن نقاطًا عديدة تسبق هذا المعيار.. من أول القائد العام ووزير الدفاع.. وزير الدفاع يأخذ 10 من عشرة.. خبرة قتالية.. بدأ من البداية حتى تولى قائد جيش.. مؤهل علميًا.. كلية أركان حرب.. كلية حرب عليا.. تولى وظائف..ورئيس الأركان نفس الكلام.
 الاستعداد القتالى..  الصناعات الحربية.. الميزانية.. التعداد.. حجم الأسلحة المتطورة.. نظام الاحتياطى..  إحنا ارتفعنا من 14 إلى 10 بسبب الحصول على القمر الصناعى العسكرى.. الخبرة القتالية.. فنحن الجيش الوحيد وإسرائيل اللذان حاربا فى المنطقة طوال الأربعين سنة الماضية.. حربا حديثة .. باستخدام أسلحة متطورة .
مش حكاية دا عنده كام دبابة ودا كام دبابة.. لا.. انتهى هذا الكلام .. قوة نيرانية أد إيه .. مستوى تعليم الجندى.. النهارده لا يوجد جندى مصرى لا يقرأ ولا يكتب..وغير حاصل على شهادة، المؤهلات هم الذين يقودون الدبابة «الإيه وان» الأمريكية الأعلى فى درجات التكنولوجيا فى العالم.. السائق والرامى والمذخر خريج هندسة..


مستوى الحرب التكنولوجية التى تملكها .. الخبرة القتالية.. والتى رفعتنا فى التقييم رفعة كبيرة.. تسليح وتدريب وإجراء المناورات المشتركة.. نحن أكبر دولة فى العالم أجرت مناورات مشتركة .. اشتركنا مع أمريكا وفرنسا وإيطاليا ثم اليونان وروسيا ومع الدول العربية، وكل هذه خبرة قتالية.


حسابات ضخمة وليست بسيطة.. وتقديرات حصل عليها الجيش المصرى ليصبح العاشر فى قائمة القوات العسكرية العالمية.
 

بهدوء سألته.. كيف استقبلت أفكار المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية؟


- بعنف رد: هى مناورة.. مناورة سياسية.. جماعة الإخوان الإرهابية داخلة الآن فى فترة الكمون، يريدون منك أن تتركهم، نتصالح ونتفق ونهدأ، إلى أن يقووا من جديد، بشبكة عنكبوتية وتمويل وتخزين سلاح.. إلى أن يضربنى من جديد.. من يقبل هذا الكلام؟.. من يقبل المصالحة؟.. الشباب الذين ماتوا من الذى سيأتى بحقهم.. وأرفض تمامًا المصالحة أو أية أفكار فى هذا الإطار، ولا أضع يدى فى يد ملوثة بدماء المصريين.. وأعتقد أن معظم المصريين مع هذا الرأى.. كان يعمل أى حاجة، يهاجمنى بره، ولكن يقتل ولادنا وشبابنا.. شاب مجند أهله بعتوه ليدافع عن حدود مصر يتم قتله على يد مصرى.. ويتحدثون عن مصالحة!.. كيف؟.. أبعت ابنى يدافع عن حدود بلده يتقتل بإيد مصرى!! لماذا؟.. ما ذنب الجندى والضابط؟ ليس له ذنب.. ويطلبون المصالحة!!!


الوعى العام بين الثقافة والإعلام

الوعى العام فى مصر لا يمكن أن يستقر أو يتقدم أو يتطور دون تفاعل لحركة ثقافية فى مصر، ألا ندرك أننا فى حاجة لحركة ثقافية واسعة؟


- الحركة الثقافية شهدت تراجعًا كبيرًا جدا فى الفترة الأخيرة، ويجب أن تصبح قوتنا الناعمة فى الفترة القادمة، ولابد أن يقوى دور الثقافة لصالح المواطن المصرى والعربى.
 

كيف وما هى الأدوات؟


- فى مصر.. مشكلتنا الحقيقية فى الخطة. أين الخطة؟.. إذا كنا نريد عودة للثقافة ودور قوى.. لابد من وجود خطة.. لماذا نجحت تجربتى فى الأقصر.. عملت خطة.. إنما مفيش خطة إذن أنت تتحرك عشوائيًا.. لديك ثقافة بشرية، عندنا وسائل وأدوات.. قصور ثقافية وأبنية ومؤسسات ومتاحف.. الصحف والسينما والمسرح.. أين المسرح؟.. أين خطة الجذب لزيارة المتاحف؟.. وأنا طالب فى إنجلترا كانت المتاحف مجانًا يوم الأحد.. وكنت أركب القطار إلى لندن يوم الأحد لزيارة المتاحف.. لماذا لا يكون يوم الجمعة يوم زيارة مجانية للمتاحف.. رحلات مدرسية للمتاحف.. زمان وأنا فى بورسعيد فى نصف السنة جينا وزرنا المتحف.. المتحف المصرى والمتحف الزراعى.


أين المسرح، أين السينما، مستوى الأغانى، من الذى يتحكم فى مستوى الأغانى.. مجموعة شركات قطاع خاص، وضاع دور الدولة فى الإنتاج، من الذى أنتج واإسلاماه، لابد من وجود خطة متكاملة، دى مصر يا جماعة.. أقوى دولة فى المنطقة.


مصر تفعل ما تريد وقتما تريد.. مصر قوية وشعبها قوى.. كل حاجة عايزة تخطيط.. حين خطط لتوسعة قناة السويس.. اتعملت خطة .. اتعرضت .. تم التصديق عليها..لمينا  فلوس.. اشتغلت.. دى مصر.. أنزل الصبح وأمشى فى الشارع.. الحياة ماشية.. والناس ماشية.. 100 مليون بيشتغلوا.. هناك جذور.. هناك ثقافة قديمة متوارثة.. تقاليد وعادات وأدبيات موجودة فى البيوت والمدن والقرى.


الإصلاح الاقتصادى له 40 سنة لا يستطيع.. وضعت خطة.. وقالوا للرئيس سيكون هناك مشاكل، نأجل لما بعد الانتخابات.. ولكن الرئيس اعتمد على الشعب.. شعب شاطر وذكى وحمول.. يتحمل ولكنه يحتاج إلى من يوضح له ويتيح له الفهم الصحيح.. وهذا دور الإعلام.


أليس من المدهش أننا طوال الوقت نتحدث عن الإعلام ودوره وتطويره، ولكننا لا نتحدث عن كيفية التطوير ولا آلياته ولا رسالته؟


- الإعلام يجب أن ينظر إليه بعمق خلال الفترة القادمة، الإعلام داخل مصر وخارج مصر.. داخل مصر نتحدث إلى بعضنا.. وخارج مصر سيئ.. نظرة جديدة تمامًا .. لأنه أصبح سلاحًا من أسلحة الدول.. إعلام الدولة والإعلام الخاص.. يجب أن يكون له مبادئ وشروط.. من غير المعقول أن تجد أحد التليفزيونات يعلن عن حلقات عن العفاريت.. والآخر عن زنا المحارم.. مينفعش.. كل دولة فى العالم فيها «بلاوى».. أمريكا «مليانة بلاوى» لكن مش كل يوم على الإعلام.. نحتاج إلى ضوابط تتماشى مع السلوك المصرى وعلى الدولة أن تنتبه.


هل خذلت الدراما المجتمع المصرى؟


- نعم.. فى الفترة الأخيرة.. بالتأكيد خذلت المجتمع المصرى.. لأن الدراما الآن مبنية على الفلوس.. تصنع دراما من أجل الحصول على إعلانات.. وغياب الدولة عن إنتاج الدراما والمسرح وغيره.. ترك المجال للقطاع الخاص.. لبعض الأسماء فيه.. لتتحكم فى السوق والذوق المصرى.. فتقدم الدراما والأفلام.. فيها السيف والخنجر والعشوائيات.. وماذا يتم فى العشوائيات.. وكأن العشوائيات هى دى مصر.. حتى من لم ير العشوائيات يعتقد على الفور أن هذه هى مصر.. فيسلك هذا السلوك.


وأصبح هناك فتى الشاشة الأول.. بعد ما كان فلانًا وفلانًا.. أصبح فلانًا وفلانًا الجديد الذى يجسد هذه الأدوار مثلا وقدوة للشاب المصرى.. فيما مضى كنا نتعلم من الدراما السلوك والذوق وأدب الحديث والسلوك الاجتماعى.. حتى وهى تطرح المشاكل المجتمعية.. النهارده أصبحت العشوائيات وأفلام العشوائيات هى الأساس.. تحلل الغلط والمجرم يكافأ ليصبح هو أمل الشباب.. ويتصور تانى يوم راكب عربية تمنها كذا مليون جنيه.. فالشاب يريد أن يصبح مثله.


لابد من عودة الدولة للإنتاج.. فيلم «وا إسلاماه».. «الناصر صلاح الدين».. «ناصر 56» كان ظاهرة.. إقبال الشباب عليه لدرجة أن مجلس الوزراء اجتمع لفهم ماذا حدث من إقبال على الفيلم.. لدينا الأمثلة ولدينا القدوة ننتج عنهم أفلامًا..  وعلى الدولة أن تتدخل.


عودة إلى السؤال الأساسى.. كيف ترى الفترة الرئاسية القادمة بكل ملفاتها وأيضًا تحدياتها؟


- الفترة الرئاسية القادمة أراها فترة مشرقة.. بصدق ليس فيه أى مجاملة.. عملت بناء ضخمًا.. أصلحت اقتصادك.. وهو بنية أساسية قوية.. أنشئت الطرق.. إتاحة طاقة كهربائية كبيرة ليست موجودة فى أى مكان آخر.. أصبحت هناك استثمارات.. الفترة القادمة ستمتلك الغاز.. بدأت الإصلاح فى التعليم.. السياسة الخارجية متوازنة مع كل الدول.. وبقول إن الفترة الرئاسية القادمة إن شاء الله نحل معظم مشاكلنا فى مصر ونركز على التنمية البشرية والشباب والتعليم والصحة.
الفترة التى مضت تمت إصلاحات عظيمة.. لديك استقرار داخلى واستقرار دولى بعلاقات مميزة مع العالم.. قضيت على الإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية.. أصلحت المسار الاقتصادى.. تقييمك الاقتصادى فى العالم جيد.. هل كنت تتوقع أن يكون هناك غاز قادم مع الاكتشافات، هل كنت تتوقع إنشاء هذا الكم من شبكة الطرق.. هل كنت تتوقع القضاء على فيروس سى.. هل كنت تتوقع حل أهم مشكلة فى مصر وهى مشكلة الخبز.. هل كنت تتوقع قدرتك على إنجاز قناة السويس الجديدة كقناة موازية.. ومنطقة استثمارية جديدة؟.. إذن نحن لدينا القدرة. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز