م. احمد عمر بالحمر يكتب: النجاة
نمشي في خط مستقيم بخطاً ثابتة لا نرى سوا أنفسنا و ذاتنا، خطوة تلو الاخرى ، يخدعنا اعتزازنا وكبريائنا الوهن الضعيف. وما زلنا نمشي نتخظي الشوارع و الأرصفة بكل حذر وخوف خفي "محاولين إخفاؤه " لانريد أن يمسّنا سوء أو ضرر .
لابد أن نحافظ على " الانا" أنا شخص فريد من نوعه يمتلك كل المواصفات والصفات الفذه المميزة ، فكرة أن نصاب بأذى أو حتى بخدش مرفوضة تماماً، لا ترد في قائمة الأفكار . يا إلهي ... لقد نجوت كادت أن تصدمني تلك السيارة المسرعه ، لقد أخذت كافة الاحتياطات ، تلفت يمنتاً ويسره ، رصدت كل الحركات من حولي ، حتى الأصوات المحيطة بي حللتها و درستها جيداً.
لكن لم ينجني كل ذلك ، بل إرادة الله لم ترد أن أصاب بمكروه ، نظن في أعماقنا احياناً ولو لبرهة إننا نجونا من المخاطر والحوادث بإرادتنا ، لكن لا ، هو فقط من يريد ويقضي ويفعل ويصيب ولا يخطئ. عندما نجوت في ذلك الموقف كنت متجهاً الى سيارتي بعدما حددت موقعها بالإشتراك مع عقلي الذي أعطاني الإحداثيات والاتجاهات الدقيقة.
ذهبت في خطاً سريعة واثقة حتي رأيت سيارتي هناااااك ، كنت في غاية التركيز وفي قمة الوعي لكن سرقني التفكير لأقل من ثانية في تلك الفترة قطعت أحد الشوارع كاد أن يصدمني ، لم تفدني تلك الحسابات فقد ضاعت سداً، نحن كائنات علي قدر ما نملك من قوة ومميزات غير اعتيادية إلا إننا ضعفاء جداً يتغيّر حالنا إلى حال آخر وأي حال في لحظة نفقد كل شئ .
جوجل نيوز
