شعائر تشكيلية
كتب - عماد عبد المقصود
ما الذي أراد الحسين فوزي طرحه بحديثه التشكيلي البليغ عن مآذن القاهرة؟ هل أراد فقط أن يشد انتباهنا، مثيرًا لفضولنا حول الغرض الذي صممت من أجله تلك المآذن؟ أم أيضا طبيعة المكان بأشخاصه وأصواته وأضوائه وظلاله وأرضه وسمائه وكل مكوناته؟ كيف بدأت المآذن؟ وهل هي فكرة تولد من رحم الحاجة ثم تنمو وتتطور إلى ما هو أكثر بهاءً وجلالًا ومهابة بتقادم الزمن؟
العديد والعديد من التساؤلات التي يجيب عنها الحسين فوزي، ذو الأنامل الذهبية في كتاب «مآذن القاهرة» والذي أعيد إصداره حاليًا بعد صدوره في الستينيات من القرن الماضي ويقدم له الفنانان الكبيران د. حازم فتح الله العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة ونائب رئيس جامعة حلوان ود. خالد عزب.
قد توجت سلسلة "الكتاب الذهبي" بهذا القربان التشكيلي العظيم تاجها بأجمل الدرر، والتي تصدر عن مؤسسة «روزاليوسف» منذ عام 1953 وحتى الآن.
جلال ومهابة ورجاء في هذا العمل البديع وصدي يشعرك بأثر الصوت الداعي إلى عبادة الإله الواحد الأحد، عبر هذا البناء الذي ترسم ملامحه تلك الخطوط والمسارات الصاعدة بالعمل الصالح إلى السماء.
فالمآذن إذن تمثل الرابط الروحي بين عالمي الأرض والسماء، لقد أثبت الحسين فوزي أنها ليست مجرد كتل حجرية صماء متراصة جنبًا إلى جنب، لكنها كائن حي تدب الروح في أركانه ويعج بالحياة.
يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر به ليسطر التاريخ عبر الأزمان والأمكنة وشاهدا معماريا لا يمرر فقط الدعوة إلى الكلم الطيب والعمل الصالح إلى مسامعنا ووجداننا، إنما أيضا يرفع أرواحنا معه إلى عنان السماء.
جوجل نيوز
