م. احمد عمر بالحمر يكتب: طرق الأبواب

كانت هذه أحسن الألعاب وحازت على المركز الأول في قائمة الألعاب غير الأوليمبية، كنا نلعبها صغارا نقرع الأبواب ونركض مسرعين، نختبئ في مكان يعصمنا من غضب جيراننا الأعزاء. رأيتهم يلعبونها في كثير من الدول خارج نطاقنا الجغرافي فهي من الألعاب العالمية لا محالة.

مضت الأيام ودارت الدنيا وها نحن نطرق الأبواب ونقف منتظرين من يفتح لنا الباب الموصد بل نحاول إقناعهم بفتحه وأحيانا لا تفتح أبدا وتبقى مغلقة إلى الأبد. طرق الأبواب هنا له معنى آخر معنى مختلف، فقد شبهت الأسباب " الأخذ بالأسباب" بالأبواب التي لابد من طرقها بحثا عن فرصة أو أمل يوصلك إلى مبتغاك وهدفك الذي تسعى إليه. فهي المدخل والمخرج للموضع والمكان " الهدف" ومن خلاله يتم الاتصال بين المساحة المحصورة بذلك الباب وعالمنا الخارجي الفعلي، لن تستطيع اكتشاف الحقيقة التي وراء هذا الباب إلا بعد اجتيازه والاتصال بمحيطه الذي كان مغلقا وغامضا قبل طرقك للباب، وبعد دخولك لهذا العالم الجديد تقرر إما البقاء ومواصلة القتال أو الخروج من نفس ذلك الباب الذي دخلت منه مستأنفا مسيرتك.

 

علينا دائما السعي والأخذ بتلك الأسباب حتى نرضي أنفسنا وذاتنا التي لا ترضى بسهولة نشعر بأننا قمنا بما هو واجب علينا، لو افترضت أن عدد الأبواب التي أمامي هي عشرون بابا، أطرقها بابًا بابًا لا أتأخر وأنتظر، منها الأبواب الحديدية والخشبية منها الكبير والصغير ومنها الواضح والخفي، لا يخيفني شكله أو هيئته أطرقه وأنتظر.....

 

يسعدني ذلك الشعور عندما أصل إلى الباب الأخير وقد أديت ما علي مهما كانت النتيجة، إذا فرغت من الأبواب توجه إلى النوافذ قد تجد فيها فرصة أيضا لا تستهن بصغائر الأمور اطرق الأبواب والنوافذ.