عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية أول شهيد في حرب العاشر من رمضان.. "فيديو"

حكاية أول شهيد في حرب العاشر من رمضان.. "فيديو"
حكاية أول شهيد في حرب العاشر من رمضان.. "فيديو"

القليوبية- حنان عليوه

حاصل على نجمة سيناء وزوجة شقيقه تصف متعلقاته بأنها "كنز"



سجل الرقيب محمد حسين محمود، اسمه كأول شهداء حرب العاشر من رمضان  وفقًا لإشارات التبليغ من الوحدات الفرعية التابعة للجيش.

كان الشهيد قد انضم للقوات المسلحة عام 1968، كجندي استطلاع، وعندما جاءت لحظة العبور، كان أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط برليف، بعدما انتظر 4 أيام كاملة أمام الضفة الغربية للقناة للبدء في تنفيذ خطة العبور.

ولد الشهيد عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية. وعمل باحثًا اجتماعيا بوحدة طوخ، واستشهد يوم السبت العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973عن عمر يناهز 29 عامًا و6 شهور و25 يومًا، وهو أول الجنود الذين منحوا نجمة سيناء.

سِجِل خدمته العسكرية يضم عدة بطولات، نالت استحسان قادته خلال تواجده على الجبهة في الفترة من 1971 لـ1973.

"بوابة روزاليوسف" توجهت إلى منزل الشهيد المكون من 3طوابق في ذكرى وفاته الـ47 حسب التقويم الهجري حيث كان يقيم البطل في الطابق الثاني، وتم غلق الشقة منذ استشهاده.

وفي عام 1968 حصل البطل على بكالوريوس الزراعة جامعة الزقازيق، ودرس في معهد قويسنا الديني وعمل بعد تخرجه باحثًا اجتماعيًا في الوحدة المحلية بطوخ، وانضم للخدمة الوطنية جنديًا بالقوات المسلحة عام 1968 وتوزيعه على سلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني، والدة كان يعمل مزارعا، وتزوج من مدرسة كم أبناء محافظة الجيزة وكانت تعمل في مدرسة إعدادية بسنديون.

شارك البطل في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو عدة مرات وتعلم اللغة العبرية لكي يعرف لغة العدو وألحق بفرق الاستطلاع المكلفة بالاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية بين وحدات العدو الإسرائيلي لمعرفة اتجاهاتها ونواياها وأوضاعها وإبلاغ قيادة المخابرات العسكرية لتوجيه القيادة العسكرية العليا التي تدير المعركة للتصرف العاجل واتخاذ القرار المناسب.

أخبر البطل القيادة عن وجود مواسير النابالم التي أمدتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس قبل معارك أكتوبر 1973 لتحول صفحة المياه إلى جحيم إذا فكر جيشنا المصري في اقتحام قناة السويس.

وبعد أن أدى البطل تجنيده خرج إلى الحياة المدنية وعقد قرانه على "مديحة محمد حجازي" مدرسة بمدرسة تعمل في مدرسة سنديون الإعدادية في 2 أغسطس عام 1973، وقام بتأجير شقه للزواج بمدينة طوخ، ولم يمكث مع عروسه إلا 45 يوما واستدعته القوات المسلحة، واتسمت أيامه الأخيرة قبل ذهابه بالصمت ولم يتحدث إلا قليلا وكانت آخر كلماته مع أسرته "ادعولي".

 

 

 

"ادعيلي يا امي أنا وزملائي" آخر كلماته في إجازته الأخيرة

وبعد أن وصل إلى وحدته قام بمهامه الاستطلاعية ورصد القوات الإسرائيلية وابلغ عنها، وفي الأول من شهر رمضان عام 1393 هجريا تم السماح له بزيارة أسرته وفي المساء وقبل عودته إلى وحدته ودع زوجته، وقام بعد ذلك بتقبيل امه الحاجة زينب محمد على، وقال لها "ادعيلي يا أمي أنا وزملائي"، وخرجت كل العائلة تودعه وهذه هي أول مرة تخرج العائلة لوداعه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية وكأن البطل يعلم بأن هذا الوداع هو الوداع الأخير له مع أسرته.

وذكرت والدة البطل الحاجة "زينب محمد علي" قبل وفاتها: أن ابنها كان يحسد شقيقه عبد الحميد على اشتراكه في معركة جبل لبنى وكان يقول لها "أنا أيضا سأحارب معركة من أحسن معارك"، وزار أسرته في اليوم الأول من شهر رمضان وقبل استشهاده بـ5 أيام عاد إلى وحدته المقاتلة في ذات اليوم.

وعندما اندلعت المعارك يوم السادس من أكتوبر عام 1973 كان البطل "محمد حسين محمود مسعد" ضمن الصفوف الأمامية الأولى لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي.

وتعامل البطل مع القوات الإسرائيلية وما هي إلا ساعات حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء، وكانت آخر إشارة بعث بها إلى قائده: "العدو يا أفندم على بعد 10 أمتار"، وبهذا يكون أول شهيد على أرض سيناء خلال معارك أكتوبر عام 1973 واسمه مسجل بالموسوعة العالمية.

وحقق البطل أرقى البطولات يوم 6 أكتوبر عام 1973م بشهادة رفاقه في الوحدة العسكرية التي يخدم بها مع القوات البرية بالحرب الكيماوية بمنطقة التمساح بسيناء حتى نال الشهادة في اللحظات الأولى من المعركة.

 

 

نقل جثة الشهيد من مقابر الشهداء إلى سنديون

وفي 24 يونيو عام 1974 أرسل وزير الحربية نعيا إلى والدته "زينب محمد علي" وفي نفس العام قامت أسرة البطل الشهيد بنقل جثمانه من مقابر الشهداء إلى مقبرة خاصة بسنديون بناءً على رغبة والدته، وذلك بعد أن حضرت لجنة من القوات المسلحة لمعاينة المقبرة التي خصصتها والدته للشهيد ليكون في ذات القرية وقربها منه لظروفها حيث كانت والدته كفيفة، وبعد أن وافقت اللجنة تم نقل جثمانه إلى مقبرة الشهيد بسنديون وخرجت جموع الأهالي بهتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله".

واحتفلت القوات المسلحة في يوليو 1975 م بتكريم أول 10 شهداء من حرب 1973م فكان ترتيب البطل "محمد حسين محمود" أول شهيد حسب ترتيب إشارة التبليغ من الوحدات الفرعية خلال الساعات الأولى من الحرب ويوميات القتال لدى الوحدات الفرعية المتقدمة كمفارز أولى للقوات الضاربة.

وسجل خدمته العسكرية بضم بطولات عديدة حققها كمقاتل استطلاع خلال "سنوات الصبر والصمت" من 1968-1973م، وقرر مجلس الشعبي المحلي بمحافظة القليوبية إطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية وتم تنفيذ القرار، كما تم إطلاق اسمه على عدد من شوارع القرية، ومنها شارع الشهيد محمد حسين 1 و2 و3 وشارع الشهيد حتى رقم 4.

 

 

عبد الحميد: الجثمان رائحته تفوح عطرا ومسكًا ولم يتحلل عندما تم نقله

وقال عبد الحميد حسين شقيق الشهيد الأكبر إنه كان ينظر إليه بإعجاب عندما كان يراه بالزي العسكري الذي شارك مع القوات المدرعة المصرية ضد القوات الإسرائيلية في معركة جبل لبنى التي جرت عام 1967 والتي تدرسها الأكاديميات العسكرية.

وأضاف شقيقه أن البطل الشهيد عندما تم نقل جثمانه كان كما هو وكأنه توفي بالأمس وكانت رائحته تفوح عطرا ومسكا، وكان سلاحه قد أصابه بعض الصدأ.

وأشارت زينب محيي الدين زوجة شقيقه الأصغر أحمد، أنها تربطها علاقة قرابة قبل الزواج، حيث وصفته بالودود المحبوب وطوع لوالدته حيث كان يشارك الأسرة في أعمال الزراعة بالأرض، وكان دائم الود بالجيران والزملاء.

واحتفظت زوجة شقيق البطل بكل متعلقات الشهيد من صور ومتعلقات شخصية وكتب ومجلات تناولت أخبار الشهيد قائلة: "متعلقات الشهيد دي كنز"

وتحدثت عنه وسائل الإعلام منها، حيث ـصدرت دار الهلال كتابا في شهر أكتوبر عام 1976 يضم شهداء حرب أكتوبر، ومجلة النصر في عددها الصادر في شهر سبتمبر عام 1975 ومجلة المصور في عددها الصادر في أكتوبر عام 1975 ومجلة التطبيقيين في عددها الصادر في شهر أكتوبر 1978 وعدد من المجلات.
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز