عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

القضاء الإداري: الغش كارثة تربوية تستلزم إصلاح منظومة التعليم

القضاء الإداري: الغش كارثة تربوية تستلزم إصلاح منظومة التعليم
القضاء الإداري: الغش كارثة تربوية تستلزم إصلاح منظومة التعليم

البحيرة - محمد البربرى

المحكمة: يجب ردع الغشاشين حفاظًا على الأمل والطموح في نفوس الطلاب المجتهدين



بمناسبة امتحانات الثانوية العامة المزمع إجراؤها 3 يونيو 2018 تعيد الذاكرة حكما قضائيا سابقا تصدى لظاهرة الغش الإلكتروني، عبر الإنترنت وبلوتوث الهواتف في الثانوية العامة وضع عدة مبادئ، وقرر رسوب الطالب في جميع المواد وليس المادة الوحيدة التي ارتكبت فيها الغش، وأصبح هذا المبدأ من المبادئ المهمة التي تضمن حسن سير عملية الامتحانات داخل مقارها.

أكدت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة في الدعاوى أرقام 16359 و16004 و14423 لسنة 15 قضائية بجلسة 30 نوفمبر 2015، على إلغاء امتحان الطالب بالثانوية العامة في جميع المواد سواء في حالتي التلبس بالغش أو الشروع فيه ولا فرق بينهما في توقيع الجزاء وبأي وسيلة إلكترونية أو هاتفية أو عبر الإنترنت، وقضت المحكمة عام 2015 بتأييد أربعة قرارات للإدارات التعليمية بالدلنجات وكوم حمادة ورشيد وشبراخيت بمحافظة البحيرة باعتبار 3 طلاب وطالبة واحدة برسوبهم في جميع المواد في العام الدراسي 2015 لمحاولتهم الغش عبر البلوتوث أو الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، وذلك دون الاعتداد بقرار وزير التربية والتعليم رقم 500 لسنة 2014 الذي مايز بين الغش والشروع فيه الذي اعتبر جزاء الشروع الحرمان من مادة واحدة فقط، وما يترتب على ذلك من آثار أخصها رسوب الطلاب في جميع المواد دون التفرقة بين الغش أو الشروع فيه.

ووصفت المحكمة أن الغش بوسائل التكنولوجيا الحديثة عبر الإنترنت والبلوتوث كارثة تربوية وتعليمية بسبب الفشل الذي أصاب دور المعلم وإدارة المدرسة والطلاب، ونبهت المحكمة على أن منظومة التعليم في مصر في خطر يستلزم استنهاض همم الأجهزة التعليمية والتنفيذية والتربوية لتغيير النظام التعليمي، واتباع الطرق الحديثة غير التقليدية لوضع الامتحانات لتبتعد عن التلقين وتقديم المناهج بما يناسب روح العصر لمواجهة ظاهرة الغش أو الشروع فيه.

وأكدت المحكمة أن الطالب الذي يعتاد الغش سلوكًا في حياته التعليمية يتحول هذا السلوك إلى منهاجٍ له في حياته العملية مستقبلًا فتنهار مثل وقيم المجتمع.

وأرست المحكمة 5 مبادئ عام 2015 في مجال الغش الإلكتروني: حيث أشارت المحكمة في رسالة تربوية أن التعليم ليس حرثا في البحر بل هو نبض الحياة وقوامها ولا تستقيم بغيره شؤونها ويجب أن يكون موقف الدولة فاعلا ومؤثرا في تطويره، وأن يكون أنفاقها في سبيل ذلك تعبيرا عن اقتناعها بأن ثماره عائدة في منتهاها إليها وأن اجتناءها بيد مواطنيها، ومن ثم فإن موقف المسؤولين عن التعليم لا يجوز أن يكون سلبيا أو متراجعا أو محدودا بل فاعلا ومؤثرا في تطويره ليكون أكثر فائدة وأعم نفعا فلا تنفصل البرامج التعليمية عن أهدافها ولا تنعزل عن بيئتها ولا يكون استيعابها لحقائق العصر قاصرا بل يتعين أن تمد بصرها إلى ما وراء الحدود الإقليمية اتصالا بالآخرين وتلقيا عنهم إيغالًا في مظاهر تقدمهم، مؤكدة أن رسالة التعليم عظيمة الشأن لا يقتصر نطاقها على أطراف العملية التعليمية بل يمتد ليشمل الأسرة إذا أردنا جيلًا قويمًا متسلحًا بقوة العلم ودرع القيم والأخلاق.

واعتبر مراقبون أن هذا الحكم أنه رغم مرور عامين دراسيين عليه إلا أنه جازم وحاسم وجرس إنذار لكل طالب يحاول الغش في امتحانات الثانوية العامة، المقرر عقدها 3 يونيو 2018 الحالي حتى لا يضيع عليه جهد عام كامل بهذا الفعل المشين وواجب الأسرة المصرية تبصير أبنائها به.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز