عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

مقبرة الفانتوم والـسكاي هوك

عاجل/ سر الثواني الـ"90" في معركة المنصورة الجوية

سر الثواني الـ90 في مقبرة الفانتوم والـسكاي هوك
سر الثواني الـ90 في مقبرة الفانتوم والـسكاي هوك

فيما تحتفل القوات الجوية المصرية باليوبيل الذهبي لعيدها.. تمر اليوم السبت، الذكرى الخمسين، لأطول معركة جوية عرفها التاريخ، حيث استغرقت 53 دقيقة يوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٧٣، خلال الحرب التي خاضتها مصر ضد العدو الصهيوني من أجل تحرير شبه جزيرة سيناء.



 

 

القوات الجوية المصرية تلقن طائرات العدو الدرس المر

 

كانت قيادات جيش دولة الاحتلال الصهيوني “إسرائيل”، قد وضعت خطتها واضعة في الاعتبار إمكانيات طائراتها الفانتوم والميراج التي تملك خزانات وقود تمكنها من الطيران لمدة 4 ساعات بجانب قدرتها على حمل صواريخ ضعف ما تحمله طائرات الميج المصرية، التي تملك خزانات وقود تمكنها من الطيران أقل من ساعة.

 

ومن المعروف أن تجهيز وانطلاق الطائرة الميج 17 المصرية آنذاك والتي تعلمها إسرائيل يستغرق 3.5 دقيقة ولكن رجال القوات الجوية وطياريها اختصروها إلى دقيقة ونصف الدقيقة، مما أربك العدو وجعله يخسر المعركة ويهرب تاركاً خلفه طائراته المحطمة، وبذلك أصبح ذلك اليوم عيدا قوميًا للقوات الجوية المصرية.

 

كانت‏ 120طائرة مقاتلة إسرائيلية قد توجهت في نهار 18رمضان الموافق 14 أكتوبر سنة 1973 وفي توقيت واحد لضرب المطارات المصرية بدلتا النيل في المنصورة‏،‏ وطنطا، والصالحية، فتصدت له ا‏62‏ طائرة مقاتلة مصرية فقط.

 

 ودارت بينهم اشتباكات متواصلة طوال53 دقيقة، كان لقاعدة المنصورة الجوية النصيب الأكبر، ورغم أن العدد في تلك المعركة يشير إلى التفوق الكاسح من حيث العدد لسلاح الجو الإسرائيلي، إلا أنه تلقي درسا لن ينساه وانتهت المعركة بهزيمته وفرار طياريه بعد سقوط 18 طائرة لهم.

 

العقيد طيار أحمد نصر قائد المعركة

 

 

في الساعة"3:15" من مساء نفس اليوم أنذرت مواقع المراقبة المصرية على ساحل دلتا النيل قيادة القوات الجوية المصرية بأن هناك 20 طائرة فانتوم قادمة من اتجاه البحر وهي تطير باتجاه بور سعيد والدلتا فأمر قائد اللواء الجوي "104" بانطلاق16 طائرة ميج 21 لحماية القاعدة كما أمر طياري هذه المقاتلات بألا تبحث عن الطائرات المهاجمة أو حتى تلتحم معها، لأن قيادة القوات الجوية المصرية قد تعلمت الكثير عن الأسلوب الإسرائيلي في الهجوم وذلك من خلال التجارب التي مرت بها في حرب الاستنزاف أثناء أواخر الستينيات، وكان الأسلوب الإسرائيلي يتبع نمطا موحدا عند هجماتهم حيث كان يقوم عند أي هجمة جوية بإرسال 3 موجات من المقاتلات وكان عمل كل موجة على النحو التالي:

 

الموجة الأولي: تعمل على إغراء المقاتلات المصرية المدافعة وإبعادهم عن الأهداف التي تقوم بحمايتها وبذلك تنصب لها فخاً.

 

الموجة الثانية: تقوم فيها طائرات الهجوم الأرضي بضرب الدفاعات الجوية المصرية وضرب الرادارات.

 

الموجة الثالثة: وهي الموجة الأساسية، التي تقوم فيها المقاتلات القاذفة بضرب الأهداف التي هي أساس تلك الهجمة.

 

واعتبرت القيادة المصرية أن هذه الطائرات هي الموجة الأولى المخصصة لنصب الفخ للمقاتلات المصرية الدفاعية بهدف إشغالها، لذلك طلب من طائرات الميج 21 المصرية ألا تعترض تلك المقاتلات، فقامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بالطيران في دائرة واسعة لبعض الوقت، وبعد أن أخفقت في إغراء المقاتلات المصرية لكي تترك مدينة المنصورة والقاعدة الجوية، تراجعت إلى البحر المتوسط عائدة إلى قواعدها.

 

وفي الساعة"3:30" مساء من نفس اليوم أرسلت قيادة الدفاع الجوي المصري إشارة بوجود حوالي 60 طائرة للعدو تقترب من ثلاثة اتجاهات هي، "بور سعيد، بلطيم، دمياط" فأصدر قائد اللواء الجوي"104" المصري أمراً بإقلاع ٠16 مقاتلة "ميج21" لاعتراض تلك المقاتلات، وفي نفس الوقت قام بالتوضيح لطياريه لماذا لم يقم بإعطائهم هذا الأمر منذ البداية وطلب من الطيارين أن يهاجموا التشكيلات الإسرائيلية الثلاثة في محاولة لتشتيتهم ميج وبالتالي يصبحون عرضة للقنص ببقية مقاتلات “اللواء104” الجوي, وبعد أن انطلقت16 طائرة" ميج_21" من قاعدة المنصورة الجوية، انطلقت حوالي 8 طائرات مقاتلة ميجIG_21” أيضا من قاعدة طنطا الجوية للمشاركة في القتال ودعم هذه المقاتلات.

 

وفي حوالي الساعة"3:38" مساءً أبلغت محطات الرادار المصرية القيادة بان هناك حوالي16 طائرة إسرائيلية أخري وتطير على مستوى منخفض جدا ومن نفس الاتجاه فتم اقلاع 8 مقاتلات ميج "" IG_21 من قاعدة المنصورة الجوية و8 طائرات مقاتلة أخري" ميج_21" من قاعدة أبو حماد الجوية للمساعدة في صد الموجة الثانية.

 

وفي حوالي الساعة"3:52" مساء التقطت الرادارات المصرية موجة أخري من طائرات العدو حوالي60 طائرة أخري من طرازي فانتوم و"سكاي هوك". وكانت تطير على مستوى منخفض جدا ومن نفس الاتجاه كما في السابق ويعتقد بان مهمة تلك الطائرات ضرب أهداف لم يتم أصابتها في الموجة الثانية.

 

ومع اقتراب الموجة الإسرائيلية الثالثة من بلدة دكرنس الموجودة في دلتا النيل دخلت في اشتباك جوي مع الطائرات المصرية, وبينما كانت الموجة الإسرائيلية الثانية تهرب شرقا فقد قامت حوالي20 طائرة "ميج" بالهبوط للتزود بالوقود والمعركة مستمرة من فوقهم ثم أقلعت مرة أخري لاعتراض طائرات العدو. وقد أدرك قائد الموجة الثالثة من الطائرات الإسرائيلية بأن الهجمات السابقة فشلت، وأن هناك مقاتلات مصرية في سماء المعركة أكثر مما كان يتوقعه فأمر الطائرات الإسرائيلية بالتراجع وعبرت آخر طائرة إسرائيلية الساحل الشمالي حوالي الساعة"08-4" مساء.

 

الميج 21 تتفوق على الفانتوم

 

 

وفى الساعة العاشرة مساء ذلك اليوم بتوقيت القاهرة أذاع راديو القاهرة البلاغ رقم 39 والذي جاء فيه "دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا، وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا.

 

وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات. كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا هيليكوبتر. وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك ذلك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر." على نفس الصعيد زعم الراديو الإسرائيلي في نهار اليوم التالي أن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت 15 طائرة مصرية، ولكن هذا الرقم تضاءل إلى 7 فيما بعد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز