عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

​لما "كات" عضت "كريستين" اشتعلت ​فيرجينيا

​لما "كات" عضت "كريستين" اشتعلت ​فيرجينيا
​لما "كات" عضت "كريستين" اشتعلت ​فيرجينيا

كتب - ابراهيم رمضان

رغم أن الرياضة إحدى وسائل تقويم السلوك، وشحذ الهمم، ورفع المعنويات، إلا أن سلوكيات بعض المشجعين المتعصبين، قد يحيلها لشيء آخر.



الغريب في التحقيق الذي أجراه "جوناثان كولمان" في كتابه "العضة" ​و ترجمة إيهاب عبدالحميد عن منتدى المحررين المصريين- هو ما تكشفه الواقعة التي استعرضها والتي وقعت في دوري المدارس الثانوية بولاية فرجينيا الأمريكية، والتي كانت بطلها طالبتين، أدعت إحداهما أن الأخرى عضتها.

الحادثة الصغيرة لم تمر مرور الكرام على المحقق الصحفي "جوناثان"، ​فقد تتبع الواقعة ليكشف جميع جوانبها خلال مشروع صحفي استغرق منه 3 سنوات، ليخرج لنا في النهاية بهذا التحقيق الذي ​عرضه في كتاب "العضة".

الحادثة لجأ فيها "جريج دوميك" للمحكمة ليسترد حق ابنته "كريستين" من زميلتها "كات ديتا"، وهو الأمر الذي أدي لتعرضه لمحاولات الاعتداء على منزله، فيما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا سلبيًا في تأجيج الصراع بين الفئات المختلفة من المجتمع.

 

 

​مذكرة اعتقال

 

كانت "كات ديتا" قد تخرجت في مدرسة فلوفانا الثانوية في 19 مايو 2012، معظم الناس كانوا يرونها أفضل لاعبة في فريقها "فلوكاس" نسبة إلى مدرسة فلوفانا الثانوية.

في غضون أسبوعين من تخرجها صدرت ضدها مذكرة اعتقال بتهمة الاعتداء والضرب، وأنها عضت فتاة سبق وأن زاملتها في مدرسة "فلوفانا" وهي "كريستين دوميك" أثناء مباراة كرة قدم بين فريقها وفريق مدرسة "ويسترن ألبيمارل" – وهي المدرسة التي انتقلت إليها كريستين تحت إلحاح والدها قبل الحادثة بعام.

 اقرأ ايضا ..لما البنت تسوق ميكروباص (فيديو)

​وعندما استصدرت أسرة "كريستين دوميك"، مذكرة الاعتقال ثار أبناء مقاطعة فلوفانا

وكاد​ت ​أن تقع الكارثة.

 

​شخص أسود

والد "كريستين"، جريج دوميك – كان مدرسًا للغة الإنجليزية ومدربًا لفريق المدرسة الثانوية لكرة السلة في مدرسة "سانت مارتن الأسقفية" وهي مدرسة خاصة، طرد منها في موسمه الثاني والأخير عام 1987 – 1988 لسرقته خطابًا – عن ساحر أوز ناقلا إياه بالحرف من كلمة سبق أن ألقاها مايكل ليتش في مدرسة "الصليب المقدس" وهي المدرسة التي تخرج فيها دوميك نفسه - ألقاه أثناء حفل السنة التخرج للسنة النهائية بالمدرسة بعد أن وقع اختيار الطلاب عليه لإلقاء الكلمة.

اقرأ ايضا .. نائب وطبيبة يقتربان من كرسي الزراعة

 

وصفه "جيري راتكليف" من جريدة "ديلي بروجرس" بأنه باحث عن الشهرة، لا يكل ولا يمل، حيث طلب من راتكليف أن يكتب عنه كمدرب على أمل أن يظهر نفسه أكبر من حجمه ويذكره أيضا بوصفه شخصًا يحب الاستهزاء بقدرات الآخرين.

في  1994 أصبح "جريج دوميك" وكيلًا لمدرسة "مونتيتشيللو" الثانوية، وكان من عادته أن يلقي تعليقات غير لائقة للنساء، حيث أثنى ذات مرة على صدر زميلته "سارة مايلز" التي أصبحت لاحقًا مدربة لياقة بدنية في مدرسة "فلوفانا الثانوية"، حيث لعبت ابنته "كريستين" كرة القدم لأكثر من عام ونصف العام.

في 2003 خلا منصب ناظر مدرسة "فلوفانا الثانوية"، فأعطي "جريج دوميك" أولياء الأمور وأبناء المقاطعة انطباعًا واضحًا وجليًا بأنه جدير بالمنصب، إلا أنه عندما حصل على الوظيفة شخص آخر يدعي – جيمس بارلو- ثارت ثائرته وقال لبعضهم: إنهم تجاوزوه لأنهم أرادوا شخصًا أسود.

 

​شخص محرض​

يروي "جوناثان كولمان"، أن كل من تحدث إليهم ممن سبق وأن زاروا بيت "جريج دوميك" في منطقة "ليك مونتيتشيللو"، لن ​يجد  أي كأس أو درع أو شهادة تقدير من أي نوع في المكان لا يشير إلى المركز الأول، فـ​"​جريج دوميك "​ لديه قناعة راسخة في ضرورة فوز أطفال بأي مسابقة يشاركون فيها، بل إن هذه القناعة تستشري في أي فريق يلعب فيه هؤلاء​، ففي أكثر من مناسبة عندما كان دوميك يتسلم كأس المركز الثاني أو الثالث، كان هذا الكأس لا يصل إلى البيت ولا إلى المدرسة في اليوم التالي.

اقرأ ايضا ..بالصور.. "منى" الأول مكرر بإعدادية أسيوط: تركت "التجريبية" والتحقت بالحكومي وحققت أهدافي

 

 لعلك تتساءل أين يذهب إذن؟

 في سورة غضب تنافسية، ربما، أو انفعال، طفولي، أو إحساس بالعار، أو الحرج، ووفقا لصديقة الأسرة "كريس سوكوفيتش"، ألقى بالكأس من نافذة السيارة وهو في طريق عودته إلى البيت، واضطر لاحقا إلى استبداله.

كان يجد سعادة غريبة في إيقاع التلاميذ في مشكلة ويشعر برضا مخيف، إذا عثر على فتاة وخالفت الزي المدرسي مثلا".

لقد كان شخصية محرضة على الاستقطاب في عالم رياضات الشباب.

ويوضح "جوناثان" أن "كريستين" كانت مدركة تماما، أن والدها يشعر بالمرارة والإحباط وليس فقط لأنهم تجاوزوه في وظيفة الناظر، لقد كانت تعيش معه كل يوم، وكانت تحكي لمدرسيها في المدرسة الإعدادية عن تعاستها في المنزل، وكثيرا ما تنفجر باكية وهي توضح لهم أن والدها أب يصعب إرضاؤه.

 

​لأسباب رياضية

كيف وصلت الأمور ​إلي قضية العضة المزعومة في 23 مايو إلى المحكمة​؟

 بخلاف أي أحقاد قد تكون عالقة تجاه "كات ديتا"، لأنها فازت بجائزة الرياضية المثالية في المدرسة الابتدائية، لم تكن الفتاتان صديقتين ولم تلعبا الكرة معا حتى المدرسة الابتدائية، بل إن جريج دوميك، اتخذ قرارًا بأن يؤخر كريستين ويجعلها تعيد الصف الثامن – وهو أمر لم تكن ترغب فيه وتأثرت به- لكن والدها تحجج بأنه لأسباب رياضية، وأن كريستين ترغب في لعب كرة القدم في الجامعة وأنها أصغر قليلًا في السن من صفها وأن سنة إضافية سوف تعطيها الفرصة لتنضج أكثر.

لعبت "كريستين" مع فريق "الفلوفانيين" لكنها كانت تلعب بقوة في التمرين، حتى أن "كات" قالت "كنا نخاف أن تؤذينا"، وعندما تم انتخابها كابتن للفريق كما ذكر أحد أوليا الأمور كان من بين أسباب ذلك إدراك زميلاتها مدى أهمية الأمر بالنسبة لها ومدى كارثيته عليها وبالتبعية على والديها إن هي لم تنتخب.

 

​بطولة المنطقة

بدأت المباراة يوم الثلاثاء 22 مايو ومرة أخرى كانت "ويسترن" ضد "فلوفانا" في ويسترن، مباراة ضمن بطولة المنطقة، مباراة قبل النهائي، في لحظة ما أثناء الشوط الأول اشتكت "كريستين" لـ"بربياس" – حكم المباراة- أن رقم "15" – كات ديتا- تمسكها- وبعد أن غادر الفريقان الملعب والتقت اللاعبات بالمدربين ذهبت كريستين دوميك إلى حيث يقف والداها، مع "ستيف هيوز"، ثم قالت بنبرة عادية "وقد عضتني.." لم تذكر "كريستين" شيئًا للحكام الثلاثة، لا أثناء المباراة، ولا بعدها ولم تقدم أي شكوى لدوري المدارس الثانوية في فرجينيا بزعم أن مدرب الفريق حذرها من الانتقام.

رد فعل الأب "جريج دوميك" كان مربكًا وسريعًا، إذ انتظر 36 ساعة حتى بعد المباراة النهائية بين الفريقين قبل أن يلتقط صورًا لذراع ابنته.

كانت السيرجنت "ليندا جنكنز" من قسم شرطة مقاطعة "ألبيمارل" هي المسؤولة عن جميع مدارس المقاطعة وكان جريج دوميك يعرفها جيدًا، وفقا له كانت عاملًا مهمًا في قرار الأسرة بالسعي نحو استصدار مذكرة اعتقال بحق "كات ديتا".

​"آل دوميك"

اشتعلت وسائل الإعلام الاجتماعي بعد استصدار مذكرة اعتقال لـ"كات ديتا"، بكل أنواع السخرية وكل أنواع النقد اللاذع والقبح تنتشر كالنار في الهشيم: أمريكا تقول كلمتها وبأسوأ طريقة ممكنة، كان هناك "فريق دوميك"، الذي بالأساس راح يصور مقاطعة فلوفانا بوصفها أسوأ مكان على سطح الأرض، ​سكانها حاقدون، يتميزون بكل ما يعتبرونه نقيضًا للرقي، ولاعبو الكرة فيها يفتقدون إلى الموهبة و"أوساخ"، وكانت هناك تدوينات تقول إن "آل دوميك" كلما غادروا مقاطعة فلوفانا أسرع كلما كان أفضل، وأن جريج دوميك بلطجي وأن الناس ملوا وتعبوا من سماع مرة بعد مرة كم كان يشعر بأن أسرته متفوقة رياضيًا على الجميع ربما الشيء الأكثر إثارة للدهشة من كل تلك التدوينات، أن الناس "لم يندهشوا" كونه دفع الأمور إلى هذا الحد.

 

​أغرب قضية

في 16 يوليو 2012 نظرت قضية "كومنولوث فيرجينيا ضد كاتيرينا ماري ديتا" في محكمة الأحداث وشؤون الأسرة أمام القاضي "ريتشارد مور"، اجتذبت القضية قدرًا كبيرًا من الاهتمام الإعلامي ودفعت أحد الصحفيين أن يسميها "أغرب قضية غطيتها في حياتي".

في شهادتها أمام المحكمة قالت "كريستين دوميك" عن "كات ديتا"، "كانت تشاكسني في كل ركلة ركنية، كانت تقول سأمسك أنا رقم 14 كنت أجري منها فتمسك بي وتشد قميصي، ثم في الركلة الركنية قبل الأخيرة التي قفزت لتسديدها عضتني، وصرخت للحكم لكنه لم يلتفت، بعد أن خرجت الكرة إلى خارج الملعب ذهبت إلى الحكم وأخبرته بأنني كل مرة أدخل استعدادًا لركلة ركنية تضايقني: تدفعني، تشدني، تخربشني، بل أنها عضتني. سألني ما رقمها فقلت له 15 وقال: إنه سيرافقها المرة القادمة، عرفت أنها سمعتني وأنا أخبره لأنني وجدتها ترمقني بحقد وأنا أنظر إلى ذراعي لاحقا في المباراة، ثم في الركلة الركنية الأخيرة قفزت ولم تلمسن ولم تضايقن بعد المباراة، أخبرت المدربين والمشرف على الرياضة.

في نهاية اليوم، حكم القاضي – مور- على "كات ديتا" بأنها مذنبة وحكم عليها بالسجن 90 يومًا مع إيقاف التنفيذ، وهو الحكم الذي استأنفه "آل ديتا"، لكي يتم نظر الحكم أمام المحكمة المتنقلة، إلا أن "جريج دوميك" تنازل عن الدعوى في منتصف ديسمبر 2012.

 

​ممنوع الاقتراب

غضب الناس في فلوفانا من جريج دوميك، لكنهم لم يتفاجأوا ففي ذلك الوقت، لم يكن موقفه المتدني تجاه فلوفانا واعتقاده في تفوق "ويسترن ألبيمارل" سرًا، وفي أعقاب صدور الحكم بإدانة "كات ديتا"، قرر "جريج دوميك" ألا تعود الأسرة للمنزل في "ليك مونتيتشللو" وأن تقضي الليل مع "كريس سوكوفيتش"وأسرتها بدلا من ذلك فحتى مع وضع الشرطة حراسة على بيتهم وعلامات تحذر الناس من الاقتراب، لم يمنع ذلك شخصًا ما في وقت ما بعد منتصف الليل من إلقاء "قنابل كيماوية" على مرجة العشب الأمامية، عندما اكتشف في الصباح التالي، أرسلت إلى "ريتشموند"، للمزيد من الفحص آملًا في الحصول على بصمات يمكن أن توفر خيطًا، لكن لا بصمات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز