عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مؤلف "رسايل" لـ"بوابة روز اليوسف":مي عز الدين غول تمثيل

مؤلف "رسايل" لـ"بوابة روز اليوسف":مي عز الدين غول تمثيل
مؤلف "رسايل" لـ"بوابة روز اليوسف":مي عز الدين غول تمثيل

حوار - هبة جلال

<<تعمدت حالة الحيرة بـ"مليكه" ..وانتقاد شخصية المُنقبة مبالغة



<< "سامح الخربوطلي" أقل مساحة بين شخصيات العمل لكنه محرك للأحداث

 

 "رسايل " و"مليكة" خلقا حالة من الحيرة والإثارة والتشويق ،ونجحا في جذب قطاع عريض من الجمهور الذي يتابعهما بشغف لمحاولة فهم حكايات أبطالهما والتي تغلب عليهم الغموض،مما جعلهما ينالا النجاح سواء بمقاييس المشاهدة أو بالتقييمات النقدية الإيجابية العديدة ،"بوابة روز اليوسف" حاورت السيناريست محمد سليمان عبد المالك مؤلف "رسايل" وصاحب المعالجة الدرامية والحوار لـ"مليكة" في هذا الحوار.

 

**كيف تصف عودتك للتعاون مع مي عز الدين بعد انقطاع  سنوات؟

 

سعيد جدا بهذه العودة،ف مي عز الدين متميزة جدا ولديها قدرات ومهارات تمثيلية قوية لم تظهر بعد ،كنت أريد خوض تجربة مختلفة ومتميزة معها فبدأنا المغامرة في "وعد" وقررنا خوضها بشكل أكبر بـ"رسايل" لأننا لم نكن نعلم أن هذه النوعية من الأعمال الدرامية ستتقبلها الجماهير أم لا .

 

 

 

**فكرة "رسايل" جديدة علي الدراما المصرية ،ألم تكن متخوفا ؟

 

بكل تأكيد كنت خائفاً جدا من عدم تقبل الجماهير للفكرة، فقد كتبته في2010 وتعاقدت مع أكثر من شركة لإنتاجه وكنت دائما أطلب منهم تأجيله بسبب تخوفي من النتيجة النهائية للموضوع  لأنه يحتاج متطلبات معينة كي يُحقق المطلوب منه وقد تحقق  بعد ثمانية أعوام .

وصل لقاعدة عريضة من الجماهير لأنني تناولت الروحانيات من منظور واقعي ولم نتناوله من منظور فني بحت ،فكنت قلقاً من تحقيق هذه الموازنة لأنه كان من الممكن أن يتحول الأمر لسُخرية وضحك لكن  المخرج إبراهيم فخر تفوق علي نفسه وكذلك فريق العمل .

 

**العمل ثري بتنوع شخصياتة وأحداثه،كيف استطعت الحفاظ علي التوازن بين خطوط الدراما؟

كنت حريص منذ اللحظة الأولي أن العمل يبرز الروحانيات ،وألا يكون خيالي بحت فتعمدت وجود جزء اجتماعي واقعي بسيط تمثل في شخصية هالة عبد البديع وحياتها الخاصة وعلاقتها بأهلها ،فكل شخصية من هذه الشخصيات خلقت لها خط درامي خاص بها علي مدار الأحداث .

وخط درامي آخر متعلق  برسائل تصل لهم وتغير شكل حياتهم لكن علي أرض الواقع من خلال هالة والرسائل التي تأتي لها في أحلامها ، كما قصدت ظهور كافة الشخصيات بكل الحلقات لأنه في الكتابة الدرامية إذا غابت الشخصيات عن المشاهد فترة يفقد اهتمامه وتعاطفه بها ،المسألة هنا تحتاج لميزان دقيق بيد الكاتب حتي لا يفقد ذلك .

 

** ما الشخصية التي أرهقتك  في الكتابة؟

كل شخصيات العمل أخذت مني اهتمام متكافئ ولكن أكثر شخصية  هي "سامح الخربوطلي" التي يجسدها أحمد حاتم ،فعلي الرغم من أن مساحتها في الدراما صغيرة لكنها محورية ومحركه للأحداث  .

فهو يظهر في مرحلة متأخرة بين الحياة والموت ويكون في غيبوبة فيبدأ يظهر لها في الأحلام ونبدأ نعرف حياته وما فعله بها ،فحكيها وسردها علي المشاهد كان صعب إضافة لأنها محملة بكم كبير من الأخطاء والمشاكل التي قام بها في حياته فكل تفاصيل الشخصية كانت مرهقة إلي حد كبير بالنسبة لي .

 

**وما الذي تم تعديله في المسلسل اثناء كتابته؟

العمل كتب في 2010 كما قلت لك من قبل وتم إضافة تعديلات بسيطة،حيث إنه لا يرتبط بأحداث سياسية وغير مرتبط بفترة زمنية معينة فمن الممكن أن ينفذ في أي وقت ولكن بطبيعة الحال التكنولوجيا تتغير من عام لآخر والتفاعلات الاجتماعية بين الناس تأخذ منظور مختلف فكل هذه تفاصيل صغيرة لا تؤثر علي التفاصيل الدرامية العامة الثابتة بالمسلسل.

 

**كم عدد الحلقات التي بدأ بها تصوير العمل؟

في هذا العمل تحديدا المخرج وضع قاعدة وهي ألا نبدأ التصوير إلا بعد الانتهاء من كتابة جميع الحلقات  حتي يستطيع أن يوصل الحالة والتفاصيل الموجودة بالعمل للمشاهد والجميع التزم بهذه القاعدة .

 

**هل من الطبيعي أن يبدأ التصوير والمسلسل غير مكتمل أم أنه من الأفضل كتابة العمل كاملا قبل بداية التصوير؟

الأفضل والطبيعي في مثل هذه الأمور أن التصوير يبدأ بعد الانتهاء من كتابة الحلقات كاملة ،لأن ذلك يعطي للفنان فرصة أن يتعرف علي تفاصيل الشخصية التي يجسدها جيدا وفرصه للمخرج أيضا ،ولشركة الإنتاج أن تكون التكلفة بسيطة وليست عالية وإذا حدث ذلك سيكون أفضل علي كافة المستويات  .

 

 

 

**كيف استطعت أن تجعل من "رسايل" عملا يتحدث عنه الناس بهذه الإيجابية؟

رسايل تحديدا أهتم به وأحبه كثيرا ،ودائما كنت أتمني أنه عندما يخرج يكون في أحسن صوره وحال ،وكنت قلقاً جدا أن يخرج بشكل غير مكتمل ،فهذا العمل مبني علي حادثه حصلت لي في 2010 وغيرت مسار حياتي بالكامل فكُنت خارج الكتابة الدرامية وأعمل طبيبا .

وأعتقد أن الصدق في العمل بداية من كتابته وصولا للحظة إخراجه هو الذي جعل المشاهدين تتفاعل معه رغم عدم وجود العناصر التجارية به .

 

** البعض أنتقد ظهور مي عز الدين في أحلامها بشعرها ..فما تعليقك؟

ظهورها في الأحلام أحيانا أعتقد أنه اختيار فني ،فكون مي عز الدين ممثلة غير محجبة أعطانا الحرية في أنها تكون في الأماكن العامة بحجابها وبمنزلها بشعرها ومسألة ظهورها في الأحلام بشعرها  جاءت من نفس المنطلق  فأي فتاة من الممكن أن تري نفسها في الأحلام دون حجاب لأن ذلك يتوقف علي حسب ما تتخيله بعقلك الباطن فلم يكن مقصودا ظهورها بحجاب أو دونه لأنه انعكاس لرؤيتها كهالة في العقل الباطن.

 

 

 

** معروف أن الغموض والإثارة  تستهوي الجمهور،فهل كان ذلك مقصودا مع"مليكة"؟

مليكة  يعتمد علي البطولة الجماعية والميزانية التي وضعت له لم تكن ضخمة ،والعمل كان مغامرة كبير من المنتج لتقديم بطلة جديدة،وعندما عرضت القصة لأقوم بمعالجتها دراميا جاء بذهني أننا نتحرك في إطار عمل ميزانيته صغيرة وعوامل الإبهار به ستكون قليلة .

فكان يجب أن أستغل سؤال الإبهار والتشويق فكنت أقصد تماما الحيرة التي تعيشها الجماهير الآن حول من التي عاشت ومن توفت من البنتين "مليكة وآية"  ،وجاء ذلك من إيماني بأن التشويقي يجب أن يكون به سؤال يربط الجماهير بالعمل وهذا ما حدث بالفعل إضافة لتفاعلهم مع الخطوط الدرامية للشخصيات الأخرى .

 

**ما القيمة والرسالة التي يحاول مسلسل"مليكة" تقديمها؟

 هي دراما بسيطة جدا عن أزمة الهوية التي تخص "مليكة" ونكتشف بعد ذلك تفاصيل حياتها بالتوازي مع فكرة أن الإرهاب كيف يمكن أن يغير حياتنا ، فكنت حريص جدا أن أستعرضه بشكل غير تقليدي ومغاير ومختلف عن الطريقة التي تتناوله به المسلسلات الدرامية من قبل .

فالعمل قدم قضية الإرهاب من خلال الكواليس التي تحركه وتسليط الضوء علي أنه ليس مجرد حادثة محلية ولكنه دولي وكبير جدا،كما أبرزنا كيف يؤثر علي حياة الناس البسطاء وأن الموضوع في حرب مستمرة وسيظل علي هذا الموضوع ما دامت المصالح متضاربة .

 

 

 

**هل اختلفت معالجة المسلسل عن الكتابة الأصلية؟

اختلفت بنسبة 70% ،فأكثر شئ لفت انتباهي بالقصة هي فكرة الحيرة في من التي نجت من الحادثة  ومن ماتت فأخذت الموضوع وبدأت أنسج الأحداث والشخصيات من خلاله .

 

** ألم تخش ملل المشاهد من طول انتظاره لمعرفة حقيقة "مليكة" خاصة وأن العمل مبني علي هذه الجزئية فقط ؟

 قصة "مليكة" ليست ثرية في الأحداث كي تعطيني طرح أسئلة أخري،كما أنني مؤمنا بأن الذي يريد أن يعرف شئ سيظل خلفه حتي يعرفه ،فإذا أجبنا علي السؤال في بداية الحلقات فإن الجماهير لم تتابع العمل لأنها عرفت ما كانت تريده لذلك لم أخف من الملل ولكن خوفي كان إلي أي مدي سيتحملوننا .

 

**وكيف جاءت بطولة دينا الشربيني للعمل ، وهل "مليكة" كُتبت خصيصا لها؟

 قصة العمل عندما جاءت لي كانت دينا الشربيني هي البطلة  ،ولا أري مشكلة في ذلك فهي من أفضل ممثلي جيلها وتستحق الفرصة ،كما أن الكاتب عندما يكون علي علم بالفنان الذي يكتب له يستطيع اللعب علي مناطق القوي لديه ويُبرزها علي الشاشة بشكل أكبر.

 

**هل كان المسلسل بخيالك كما ظهر علي الشاشة ؟

الخيال دائما أقوي من التنفيذ ،فأكيد كانت هناك بعض الفروقات عندما نُفذ العمل علي الشاشة ،ولكن  أنا راض جدا عن المنتج النهائي الذي عُرض علي الشاشات لأنه حقق الغرض المطلوب منه حتي هذه اللحظة .

 

** من أكثر الشخصيات التي واجهت انتقادات سلبية هي "عزة عبد الصبور".؟

أعتقد أن ذلك نوع من المبالغة في ردود الأفعال ،لأنني لم أقصد مهاجمة النقاب لكنني استعرضت المجتمع الذي يعيش به شريحة الإرهابيين فبالتالي كان من الطبيعي أن تكون شخصية عزة عبد الصبور منتقبة فهي فتاة منعزلة عن العالم وكارهة له

فهدفي الأول والأخير هو استعراض جزء في المجتمع يستخدم الإرهاب والعنف ويتاجر باسم الدين ،ولا نريد أن نهين النقاب علي الإطلاق .   

 

**هذا العام ظاهرة ورش الكتابة زادت وقل الكاتب المنفرد،فما تقييمك لفكرة الورشة؟

بدأت حياتي في الكتابة الدرامية من خلال ورش كتابة  الـ"ست كوم"،ولكنني لم أستطع العمل بها أكثر من سنتين لأنني اكتشفت أني أميل للكتابة الفردية وليس لدي القدرة علي الكتابة الجماعية.

فالكتابة الجماعية مجهود يُشكر كل القائمين عليها ،ولكني أشعر بأنها تفقد العمل فرديته ورؤيته لأنه يطرح أكثر من وجهة نظر وأعتقد أنها غير مُنظمة حتي يخرج منها منتج مثل الخارج فلذلك فأنا مع الفردية تماما لأن الورشة تأخذ مجهود كبير والمنتج يكون بنفس القيمة .

** تشارك بعملين دراميين هذا العام،فهل تفضل أحد عن الأخر؟

إنني أحب كل أعمالي ،ولكن "رسايل" تحديدا الأقرب لشخصيتي ،وسعيد جدا بالعملين وما حققاه من نجاح فانا وجميع العاملين راهنا علي النجاح وكسبنا الرهان رغم أننا لعبنا في منطقة مختلفة تماما ورفضنا أن نكون مثل الآخرين .

 

**كتبت الكثير من الأعمال الدرامية،ولكن فيلمين فقط ،فهل لديك نية العودة للسينما قريبا؟

الكتابة التليفزيونية الأقرب لي وأحبها لأنها تعطي للكاتب مساحات أكبر لمناقشة أفكاره وآرائه وأحلامه أكثر من السينما ،لأن السينما منذ فترة طويلة وهي مبنية علي فكرة النجم والعمل لصالحه وليس لصالح الموضوع ويوجد استثناءات ولكنها ليست القاعدة .

وبكل تأكيد توجد مشاريع ولكن لا أعلم موعد تنفيذها كما أنني أفضل أن أكون ضيفاً خفيفاً علي السينما كل فترة أفضل من تواجدي بشكل دائم وكتابة أعمال غير جيدة .

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز